"نعمة".. نازحة المخا التي تعمل من أجل توفير الغذاء لأربعة أطفال فقدوا أبويهم

المخا تهامة - Monday 15 June 2020 الساعة 09:00 am
المخا، نيوزيمن، زينات ناجي:

عندما تمركزت مليشيات الحوثي بمديرية مقبنة، غرب تعز عام 2017، ضاعفت من حجم إطلاق القذائف العشوائية على منازل المدنيين، مما أدى إلى تزايد عدد الإصابات والوفيات فيما بينهم.

لقد كان ذلك واحداً من بين الأسباب التي دفعتهم للنزوح من ديارهم هرباً من ويلات القصف والمضايقات التي يقوم بها عناصر مليشيات الحوثي بحق السكان عند البحث عمن يعتقدون أنهم مناوئون لهم.

من بين أولئك الفارين من جحيم المليشيات، نعمة، وهي أرملة، في العقد الخامس من عمرها، وقد استقرت في مخيم الشاذلية بمدينة المخا ضمن مجموعة من النازحين.

قالت لنيوزيمن، وهي تقف وسط صندقة خشبية خصصتها كبقالة متواضعة لبيع مواد بسيطة لسكان المخيم، إن من بين المواد التي تبيعها، قوارير مياه مبردة وعصائر وبسكويتات، وقطع الشوكلاته، تنفق أرباحها الضئيلة على أربعة أطفال يعيشون حياة اليتم بعد أن فقدوا والدهم في قذيفة حوثية.

كانت تلك المرأة تحاول التنفس بصعوبة، أثناء حديثها، إذ تزداد درجة الحرارة داخل تلك الصندقة الخشبية أضعاف عما هو عليها بالخارج، وهو واقع يكشف عن الحياة الصعبة التي يكابدها النازحون في مخيمات الإيواء.

تضيف، وهي تمسح العرق المتصبب من جبينها، إن الحرب سرقت أحلامنا، لقد دفعتنا مليشيات الحوثي للفرار إلى المجهول بعد ان كنا نعيش حياة تتسم بالهدوء والاستقرار.

ونعمة، أم لثلاثة أبناء وفتاتين وجميعهم تزوجوا واستقلوا مع أسرهم، إلا أنها تعول أربعة من الأيتام بعد أن فقدوا والديهم في قذيفة حوثية.

فبعد تفكير طويل حول كيفية الحصول على عمل مناسب قدم أحد أبنائها مبلغا من المال لبناء بقالة صغيرة يعتاش من أرباحها الأطفال الأربعة. 

تصف نعمة وضعها بالمأساوي، إذ إنها تكابد حرارة الطقس داخل ذلك المكان من أجل أن تكسب القليل من المال الذي ستنفقه على أبناء شقيقتها المتوفاة.

تأمل تلك المرأة، كغيرها من النازحين الذين سرقت حرب المليشيات حريتهم وأمانيهم، بأن تتحرر بلدتها الريفية لتعود إليها وتعيش مرة أخرى حياة الأمن والاستقرار.