باغتيال "أبو الصدوق" جماعة الإخوان تنهي تواجد السلفيين في تعز

تقارير - Tuesday 16 June 2020 الساعة 05:28 pm
نيوزيمن، كتب/عبدالستار سيف الشميري:

بعد أن استكملت جماعة الإخوان السيطرة على مفاصل الأمور العسكرية والإدارية في مدينة تعز وما جاورها، ونجاحها في إخراج أكبر قائد سلفي بقوته من تعز، وهو أبو العباس، اتجهت الجماعة لاستكمال تصفية خصومها أو طردهم من المدينة.

معظم القيادات السياسية من أبناء تعز قد أجبروا على مغادرتها تحت تهديد التصفية أو الاعتقال وآخرهم محافظ المحافظة السابق أمين محمود الذي تم إحراق منزله ونهب بيته وبعض ممتلكاته.

والغريب في الأمر أن الجماعة بعد أن خلا لها الجو في تعز بعد تصفية العشرات من القيادات واعتقال المئات لا تزال في نهم شديد لمواصلة سفك الدماء، وآخر تلك الجرائم مقتل القائد السلفي أبو الصدوق، اليوم الثلاثاء 16 يونيو/حزيران 2020م.

>> تعز.. حشد الإخوان يغتالون القائد السلفي أبو الصدوق

لقد حاول أبو الصدوق عبر مسيرته مع المقاومة في تعز استرضاء جماعة الإخوان ونيل رضاهم منذ فترة، نظير أن يستقر في منطقتهم في منطقة الهريش مدرسة الصديق، بأمان.

كان آخر تواصل لي مع أبو الصدوق منذ ثلاثة أعوام بعد خروجي من مدينة تعز تحت تهديد تصفيتي من القاعدة والإخوان، اتصل لي أبو الصدوق معاتباً لي عن أخبار وصلته عني أني أوشي به، على حد تعبيره. وكان قد أخبرني أن بعض قيادات إخوانية أخبروه أنني تحدثت عنه لدى التحالف العربي وجهات أخرى، وقلت عنه أنه متطرف، وعاتبني على ذلك.

حاولت الشرح له أن هذه المعلومات مسربة له من الإخوان حتى يوغروا صدره ضدي، وقد نقلوها لجماعة القاعدة لدفعهم لاغتيالي وفصلت له الأمر.

ولا أعلم أنه أخذ ما شرحت له على محمل الجد أم لا، لكني أخبرته أن الإخوان ليس لهم أمان، ونصحته أن يعود إلى مربعاته السابقة لدى السلفيين لأنهم رغم مثالبهم لا يغدرون.

دخل أبو الصدوق في حلقات شد وجذب مع الإخوان كان ينتقدهم ويخرج إلى الشارع ضدهم أحيانا ثم يعود إليهم ويصلح علاقته بهم في مرات عدة.

عندما كنت مستشارا لمحافظ تعز قبل أربع سنوات زارني ليلاََ إلى منزلي وحكى لي بعض سرقات الإخوان في الجبهات.

وطلبت منه أن يقول ذلك علنا، وفي اليوم الثاني دعوت اللجنة الأمنية لاجتماع في منزلي وحضر أبو الصدوق باعتباره عضوا فيها، ودعوتي لهم كانت من خلال صلاحيات أوكلت لي من المحافظ.

وفي اللقاء وأمام الجميع كان أبو الصدوق يشرح بالتفاصيل كل المخالفات التي يقومون بها، كان عفويا ويخرج الكثير من خبايا الإخوان، لكنه كان يحس بالخطر ويعود إلى مرونته معهم، واستمر هذا المشوار المتأرجح لا سيما بعد أن اختلف أبو الصدوق مع أبي العباس في بعض المراحل رغم أنهما كانا يعملان سوياً لفترة ليست قصيرة.

ويحسب لأبو الصدوق أنه كان من أوائل الذين خرجوا ضد الحوثيين في تعز، وقبل مشاركة الإخوان وأبو العباس، لكنه كان قد هضم كثيراً من الجميع.

استطاع الإخوان بتصفيته أن يبعدوا آخر رجل للسلفيين المقاومين في تعز، ولا شك أنهم سيتجهون لتصفية قيادات حزبية سياسية أخرى لاستكمال السيطرة على تعز وتحويلها إمارة إخوانية خالصة..!!