تبديد تمويلات "الملك سلمان" الدوائية في مديريات الساحل واتهام قيادات في الخوخة بالتورط الجسيم
المخا تهامة - Saturday 20 June 2020 الساعة 11:55 amفي الجزء الثاني من تحقيق نيوزيمن حول واقع وكارثية القطاع الصحي والخدمات المنهارة والبنية التحتية شبه المنعدمة ما أثر بصورة مباشرة على واقع الصحة العامة التي تشهد ارتفاعا خطيرا في أعداد الوفيات والإصابات اليومية المسجلة بأمراض حميات مختلفة وسوء تغذية وغيرها، توثق منظمة مراقبة وإحصاءات رصد مخالفات وانتهاكات جسيمة وتبديدا هائلا للمساعدات الدوائية والتمويلات وتورط قيادات نافذة متحكمة في جرائم ترقى إلى قتل الأطفال.
قالت منظمة رصد للحقوق والحريات والتنمية المستدامة "R- F – S - D" إنها استبشرت بتمويل المقاومة الوطنية لمكتب الإدارة العامة للصحة العامة والسكان بالمحافظة في مدينة الخوخة، وتجهيز وتأثيث مكاتبه وملحقاتها ليتسنى للطاقم الإداري العمل مع فروع إدارات مديريات "الخوخة – حيس – التحيتا – الدريهمي – منظر في مديرية الحوك"، ومراقبة تقديم الخدمة الصحية في المستشفيات والوحدات الصحية والإشراف على حصول قرابة نصف مليون إنسان في مناطق ومخيمات النزوح في تلك المديريات من خلال عمل الطاقم الإداري لمكتب الصحة.
>> تحقيق- سكان الحديدة "المحررة" بلا خدمات صحية واتهامات للسلطة المحلية والقيادات التهامية المتنازعة
وأضاف القطاع الصحي في المنظمة: إننا اعتبرنا شهر يونيو من العام 2019 بداية عام صحي جديد وأن أعداد الضحايا ستتضاءل بنسبة كبيرة عما سبقه من أعوام يكاد تردي القطاع الصحي فيها يوصف بالكارثي.
وأضافت في تقارير رصدها "نيوزيمن": إن خيبة أملنا بدأت تظهر بعد عجز مكتب الصحة العامة والسكان عن الوقوف على أسباب نفاد الأدوية في العيادات الطبية الطارئة بمركز الملك سلمان التي تشغلها "مؤسسة طيبة" المفترض أن تقدم الخدمة الصحية لمائة ألف إنسان يقطنون مدينة الخوخة وأربعاً من أكبر مخيمات النزوح في البلاد، إضافة إلى اثني عشر تجمعاً سكانياً ينتشرون في المدينة واطرافها، الأمر الذي أدى لانتكاسة مؤلمة ألقت بظلالها من خلال ارتفاع أعداد الوفيات معظمهم من الأطفال والنساء الحوامل.
واتهمت "R- F – S - D" القيادات العسكرية المسيطرة على مدينة الخوخة بأنها تسببت في عجز مكتب صحة المحافظة بعرقلة التحقيق مع المسئولين في "مؤسسة طيبة" وحرمان آلاف المرضى الذين يفدون إلى مركز الملك سلمان في مؤسسة طيبة.
وأضافت: إن إدارة القطاع الصحي في صندوق الملك سلمان تتحمل مسئولية التراخي وعدم التحقيق فيما يرقى الى جرائم حرمان قاصدي المركز من الدواء طبقاً لاتفاقية جنيف الأولى وبروتوكولاتها الملحقة التي ألزمت الدول التي تعد طرفاً في الحرب بتوفير الدواء وتأمين السكان الذين يقعون تحت إدارتها بتخويل أممي أو بدونه.
استرسلت المؤسسة في تقارير مراقبتها للوضع الصحي في ما رصدته من جملة انتهاكات وصفت المتورطين فيها بأنهم يعدون متورطين في قتل الأطفال، وأن ذات الأسباب التي تحول دون محاسبة مؤسسة طيبة المشغل الميداني للعيادات الطارئة في مركز الملك سلمان، هي ذاتها التي كانت سبباً في تبديد 130 طناً من الأدوية التي وصلت على اربع دفع الى مخازن الإدارة الصحة في مدينة الخوخة والتي كان من المفترض أن تغطي العجز الدوائي من ديسمبر 2019 حتى مايو 2020 إلا أنها نفدت تماماً مع منتصف يناير من هذا العام، وهو الأمر ذاته ما حدث من تدخلات اليونيسف التي بلغت هي الأخرى نصف مليون طن إلا ان سكان المديريات ومخيمات النزوح لم يحصلوا إلا على 20% من كميات الأدوية والمستلزمات الطبية، التي كان مفترضاً بها تغطية العجز في الدواء حتى يونيو الجاري.
ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الحميات وسوء التغذية
إحصائيات متقاربة حصل عليها "نيوزيمن" أشارت إلى أن انهيار الخدمة الصحية في مديريات "الخوخة – حيس – التحيتا – الدريهمي – منظر في مديرية الحوك" تسبب في ثلاث حالات وفاة يومياً بينهم طفلان يتوفون في المستشفيات والوحدات الصحية في تلك المراكز.
الإحصائيات قد تكون ضئيلة بسبب عجز الترصد الوبائي عن الوصول للأرقام الحقيقية التي يفصح عنها من قسم مراقبة الوضع الصحي في منظمة "R- F – S - D" التي قالت إن 8 حالات وفاة من بينهم 5 أطفال يتوفون بسبب الحميات وسوء التغذية.