حكومة ابن حبتور.. تنميق العنصرية السلالية بغطاء عصري

السياسية - Sunday 12 July 2020 الساعة 11:45 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

تواصل حكومة د. عبدالعزيز بن حبتور -التي تديرها مليشيا الحوثي الانقلابية بصنعاء- السير في طريق محاولة شرعنة التمييز العنصري وتكريس التهميش الاجتماعي وصناعة الفوارق الطبقية في أوساط المجتمع اليمني، وإحياء ميراث العصور الجاهلية وعهود ما قبل الإسلام..

وبإصرار عجيب وجهل منقطع النظير تنسف حكومة ابن حبتور -غير المعترف بها- مضامين دستور الجمهورية اليمنية وكافة القوانين المحلية والاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان ومضامين القانون الإنساني الدولي، التي تجّرم جميعها أي شكل من أشكال التمييز، "بسبب الجنس أو اللون أو العرق أو الأصل أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو أي اعتبارات أخرى"، وذلك بما تسميه "تنفيذ مصفوفة رعاية أحفاد بلال وتوفير مختلف العوامل لإدماجهم في المجتمع".

وناقش اجتماع عقد مؤخراً بصنعاء برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، وحضور جلال الرويشان، حسين مقبولي، نبيل الوزير، المعينين بمناصب رفيعة من قبل مليشيا الحوثي، والقيادي الحوثي المعيّن مديرا لمؤسسة بنيان التنموية محمد المداني - ناقش الاجتماع ما أسماها (آلية إشراك مؤسسات المجتمع المدني في الخطة الوطنية لرعاية أحفاد بلال وإدماجهم في المجتمع).

وحسب الأنباء الرسمية فقد أكد ابن حبتور عزم حكومته، وبتضافر وثيق بين مختلف المؤسسات الرسمية والمجتمعية على تنفيذ مصفوفة رعاية من وصفهم بـ"أحفاد بلال" وتوفير مختلف العوامل لإدماجهم في المجتمع وتحقيق قوة حضورهم في الحياة اليومية للمجتمع اليمني، حسب تعبيره.

وبغض النظر عن وضع ومكانة وأفضلية بلال كصحابي جليل ومؤذن للرسول، فإن محاولة مليشيا الحوثي ربط نسب هؤلاء بالصحابي بلال بن رباح تكشف عن نظرة عنصرية مقيتة تهدف لسلب شريحة من اليمنيين حقهم في الانتساب لآبائهم من اليمنيين والسعي لربطهم بصراعات الماضي.

وحسب مصادر حكومية في صنعاء تحدثت إلى (نيوزيمن)، فإن الحديث عن المصفوفات والخطط والرؤى الوطنية ليس سوى مادة للاستهلاك الاعلامي وتخدير موضعي للرأي العام، في حين يجري اختطاف مؤسسة الدولة وتدمير بناها التحتية ونهب مواردها على قدم وساق.

مشيرة إلى أن الحديث عن ما تسمى "الاجراءات التنفيذية للمصفوفة الحكومية الخاصة بأحفاد بلال" يأتي في هذا السياق، عوضاً عن كونه يسعى بالأساس لدغدغة عواطف فئة المهمشين -من ذوي البشرة السوداء- وذلك بهدف استقطابهم إلى صف مليشيا الحوثي، وبالتالي محاولة تعويض خسائرها البشرية، والزج بهم وقودا لمعارك وديمومة بقائها في السلطة.

ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن مصطلح "أحفاد بلال" داخل اروقة حكومة بن حبتور (الافتراضية)، بقدر ما يعدّ مهزلة بكل المقاييس، وانتكاسة سياسية ومعرفية، وفضيحة تاريخية ووصمة عار، بمحاولتها التغطية وشرعنة التمييز العنصري وتأصيل الطبقية، فإنه يكشف بجلاء عن الحاكم الفعلي لهذه الحكومة والسلطة الانقلابية في صنعاء، على قاعدة ما يمكن تسميتها استراتيجية "ولاية الفقيه"، في تبعية مطلقة وحرفية للسلطات الايرانية ومنظومتها الادارية القائمة على العنصرية الطائفية والسلالية ووهم "الاصطفاء العرقي"..

وجاء هذا المصطلح على لسان قائد الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي فى خطاب علني له بمناسبة ما سمى أسبوع الصرخة، حينما دعا "الجهات الرسمية لأن تطلق برنامجاً وطنياً للعناية في هذا البلد بأحفاد بلال"، معتبرا "أن أحفاد بلال شريحة مهمة من أبناء هذا البلد".!

وفي الأثناء أكد الناشط السياسي والحقوقي اليمني المعروف، وممثل المهمشين في مؤتمر الحوار الوطني، نعمان الحذيفي، انتساب هذه الشريحة المجتمعية اليمنية إلى سلالة أمراء ومواطني دولة "بنو نجاح" اليمنية، وعاصمتها زبيد، موضحا: "نحن يمانيون أحرار لا أحباش.. وكفى"..