الأمم المتحدة مرتبكة بشأن الناقلة "صافر" وفريق الخبراء؟

تقارير - Wednesday 15 July 2020 الساعة 11:25 pm
نيويورك/الحديدة، نيوزيمن، أمجد قرشي:

ما الذي كان يفعله مارتن غريفيث ومكتبه وبعثة الأمم المتحدة في الحديدة "أونمها"، طوال الفترة الماضية؟ وما الذي يحدث فعلياً، الآن، وكيف؟

لا تملك الأمم المتحدة، في واقع الأمر وكما كشفت ردود الناطق الرسمي باسم الأمين العام والمنظمة الدولية، أية أفكار حول وضع الناقلة صافر والطاقم الإداري البشري على منصة القيادة ومعلومات أولية من هذا القبيل.

باستثناء معلومة مباشرة وعامة تقول إن مليشيات الحوثي وافقت على صعود فريق خبراء من الأمم المتحدة إلى ظهر الناقلة العملاقة المهجورة منذ خمس سنوات في عرض البحر الأحمر قبالة ميناء رأس عيسى النفطي غرب اليمن، تتواضع خبرة المنظمة الدولية والأمانة العامة للأمم المتحدة تجاه أي شيء آخر على صلة بالقصة.

>> في مجلس الأمن: يستحيل توقع الفترة قبل انهيار "صافر" وحدوث الكارثة

قبيل أيام على حلول موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن حول الناقلة المهددة بالغرق أو الانفجار وتسرب كميات هائلة من النفط إلى البيئة البحرية بآثار مدمرة وكارثية أعلنت مصادر متطابقة أممية ويمنية عن موافقة الحوثيين على زيارة خبراء أمميين لتفقد وتقييم الأضرار على ظهر وجسم الناقلة صافر، وذلك بعد سنوات من الشد والجذب والرفض الحوثي للقيام بأعمال الصيانة اللازمة والملحة.

ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي أعطى، في إجاباته على أسئلة الصحفيين بالمقر الدائم خلال تقديمه إحاطة الظهيرة يوم الثلاثاء 14 يوليو 2020 بتوقيت نيويورك، صورة جلية حول غموض الموقف وانعدام الرؤية وغياب المعلومات الكافية إزاء القضية المطروحة بقوة خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة بتصاعد.

سأل مراسل صحفي: "بالأمس، أعلنت أن الحوثيين قبلوا أو سمحوا لبعثة الخبراء بالذهاب لتفقد ناقلة النفط صافر. هل لديك أي تحديث حول ذلك؟ هل تمكنوا من الذهاب لرؤية سفينة التخزين؟".

المتحدث: "لا، ليس لدي أي تحديث حول ذلك. بمجرد أن أحصل على شيء، سنخبرك."

انتقل السؤال إلى الشأن السوري، ليقطع دوجاريك إجابته بالعودة إلى السؤال السابق وقد حصل على إضافة: المتحدث: ".. فقط على الناقلة، ما يمكنني أن أخبرك به هو أن الترتيبات اللوجستية في طريقها لنا... بما في ذلك الحصول على جميع الأذونات الصحيحة... من السلطات المناسبة حتى نتمكن من المضي قدمًا."

ومرة أخرى يسأل مراسل آخر: "لدي متابعة لأسئلة.. حول الناقلة قبالة سواحل اليمن. هل يوجد أفراد الطاقم على تلك الناقلة؟ هل هو مهجور تمامًا، أم أنه يوجد أشخاص فيه؟ وهل هؤلاء الأشخاص على اتصال بالفريق الذي ترسله الأمم المتحدة لتقييم الإصلاحات اللازمة على الناقلة؟".

المتحدث: "إنه... ريك، إنه سؤال منطقي وصحيح للغاية، والذي كنت أتمنى أن أفكر فيه قبل أن تسأل. لذا، دعني... لدي بعض الافتراضات، لكن دعني اكتشف ما إذا كان هناك في الواقع نوع من طاقم تصريف الأعمال على متن الناقلة. أعلم أننا دخلنا عندما نتمكن من ذلك، ولكن دعني أعرف ما إذا كان هناك أي شخص في الواقع يحرسها أو على الأقل هناك، وسأعود إليك."

من الواضح أنه ليس لديهم إجابات وتفتقر المنظمة الدولية لمعطيات أساسية وأولية.

من المثير للدهشة أن الأمر يستقطب الدعاية السياسية الترويج الإعلامي، وإعادة تقديمه للعالم وكأن المليشيات قدمت تنازلا من أي نوع (يحسب لها!!)، بعكس الواقع الذي يقول إن الأمم المتحدة كانت حتى تلك اللحظة لا تملك أي تصور أو معطيات أولية تتعلق بالملف ولا بالناقلة.