الفردوس المفقود والجنة المهملة.. رحلة في أعماق جزيرة سقطرى

متفرقات - Monday 27 July 2020 الساعة 08:00 am
عدن، نيوزيمن:

جزيرة سقطرى تقع في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة مدينة المكلا، وتبعد عن الساحل اليمني حوالي 300 كم، وتتكون من أربع جزر أكبرها سقطرى، تقع الجزر في المحيط الهندي على رأس القرن الإفريقي، وتبعد عن الشاطئ اليمني حوالي أقل من 600 كم، أما مساحتها فتبلغ 2300 كم مربع، ولا يسكن في هذه المساحة إلا 80 ألف نسمة تقريبًا. تحتوي الجزر على 200 نوع من النبات النادرة جداً والتي لا يوجد لها مثيل في جميع أرجاءالعالم. ورغم أن جزر سقطرة تتبع اليمن، لكن تطالب بها دول في المنطقة منها الصومال وإثيوپيا.

تتمتع الجزيرة بتضاريس مختلفة حيث توجد السهول والهضاب والمناطق الجبلية والمناطق الساحلية، ففي الوسط هضبة شديدة التضرس مكونة من الصخور الجيرية ويحيط بها سلاسل جبلية مكونة من الجرانيت ومخروطية الشكل شديد الارتفاع والانحدار، وتعد جبال حجيرة من أكثر السلاسل ارتفاعاً وامتداداً في الجزيرة فيما نجد الشمال والجنوب عبارة عن سهول ساحلية تقطعها الحصى والأحجار الرملية مع وجود مناطق متفرقة للكثبان الرملية المنتمية للنوع الهلالي ويتركز سكان الجزيرة على السواحل ويندر وجودهم في المناطق الجبلية.

سُجل في الجزيرة حوالي (850) نوعاً من النباتات منها حوالي (270) نوعاً مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم، من بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين وتجدر الإشارة إلى أن (10) من الأنواع الـ18 من النباتات النادرة والمهددة في اليمن موجودة في سقطرى، مما يتوجب ضرورة الاهتمام والمحافظة عليها حيث وإن (7) أنواع منها مدرجة في الكتاب الاحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعةIUCN كنباتات نادرة ومهددة.

تتميز جزيرة سقطرى بغطاءٍ نباتي وفير حيث تصل الأنواع النباتية فيها إلى حوالي (750 نوعاً) نباتياً بينها مجموعة من النباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات أشجار الصبر سقطرى وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها، كما يوجد في الجزيرة نباتات نادرة أخرى.. ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة "الأمته" بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة.


الكهوف والمغارات: 

تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها وتشكلت تلك المغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل "جيومائية" حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف بالإضافة إلى أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى، ومعظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان، ومنها يمارسون حياتهم الطبيعية المعتادة، وأهمها عموماً مغارة "دي جب" في سهل نوجد.