خبيرة أميركية: الحرس الثوري جزء من القوة التي تحرس العائلة الحاكمة في قطر

السياسية - Wednesday 12 August 2020 الساعة 12:15 am
نيوزيمن، كيوبوست:

حذرت المحامية الأمريكية والباحثة المختصة بشؤون الأمن القومي؛ إيرينا تسوكرمان، من أن استمرار قطر وعائلتها الحاكمة بدعم الإرهابيين والأيديولوجيات والجماعات المتطرفة والأنظمة المارقة والعدوانية، يلحق ضرراً فادحاً بأمن جيرانها ويهدد الاستقرار العالمي.

واعتبرت الباحثة الاميركية في حديث مع “كيوبوست”، أن تورط قطر في دعم “حزب الله” اللبناني، بالسلاح، بحسب المعلومات المسربة مؤخراً، يعد انتهاكاً علنياً للاتفاق الذي وقعته إلى جانب بقية دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لمكافحة “حزب الله”؛ ويندرج في سياق رؤية الدوحة والأسرة الحاكمة بان مصالحها الذاتية مع إيران، ومع أية جهة أخرى تعزِّز أجندتها؛ لكي لا تصبح قوة مستقلة فحسب، بل وأيضاً قوة عالمية مهيمنة على دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت "إن قطر تلاعبت بالولايات المتحدة ورئيسها؛ للتهرب من توقيع عقوبات عليها، وسعَت لتحويل الغضب تجاه السعودية".

واستطردت قائلة "لا شك أن قطر تتبع سلوكاً منهجياً، فتعداد سكان قطر ضئيل؛ لذا فمن الضروري أن تتحالف العائلة المالكة مع دولة تستخدمها لتمويل عملياتها المختلفة، وأن تبقى في السلطة من خلال التورط في شبكة معقدة من العلاقات، وكثير منها في أغراض متقاطعة بعضها مع بعض؛ ولكنها تعمل على حماية آل ثاني من خلال اتفاقات الدفاع المربحة والاعتماد الشديد على السخاء القطري".

>> خبيرة أمريكية: تركيا "خطر أيديولوجي" في اليمن وتعز نقطة البداية

وبشأن صمت دول الغرب على هذا السلوك القطري.. أشارت المحامية الأمريكية إلى أن العديد من الدول الغربية تلتزم بضمان بقاء النظام (القطري)، على الرغم من إدراكها الكامل لدعم قطر الأنظمة المارقة الأخرى، والجهات الفاعلة غير الحكومية والإرهابيين، وكل الضرر الذي يُلحقه ذلك النظام في جميع أنحاء العالم؛ لأنه منذ الربيع العربي، هناك عقلية سائدة بين وكالات الاستخبارات الغربية أنه إذا سقط نظام “معتدل” مؤيد للإسلاميين، فقد يحل محله متطرفون أكثر عنفاً".

وتابعت "لذا فإن ما تقدمه قطر للإرهابيين الآن هو مجرد جزء بسيط من التكلفة إذا ما وقعت قطر في أيدي الجهاديين.. تلك هي العقلية التي تمكّن في الواقع من إساءة الاستخدام المنهجي للسلطة، وتمويل الأيديولوجيات المتطرفة، والجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم".

وحول التحالف القطري- التركي- الإيراني وتأثيره على المنطقة.. قالت المحامية الأمريكية والباحثة المختصة بشؤون الأمن القومي: "ترتبط قطر ارتباطاً وثيقاً بإيران وتركيا، فضلاً عن الكيانات العدوانية غير الحكومية الأخرى؛ وذلك بسبب تحالفاتها السياسية والاقتصادية، وحتى قبل أن تصبح قطر أقرب إلى هذه البلدان ووكلائها ومنتسبيها، كانت على المسار إلى ملاحقة أجندتها الخاصة في المنطقة، والتي سبِّبت نزاعاً مع جيرانها".

وأضافت: "ويمكن أن نرى بعض الأدلة على ذلك من خلال تسريبات تسجيلات القذافي المشينة عن الأمير حمد؛ سلف الأمير الحالي، الذي تباهى بمحاولة تقويض العائلة المالكة السعودية من خلال مخططات مختلفة؛ بما في ذلك دعم حركات المعارضة، وهي التسجيلات التي جرَت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

واستدركت، لكن هذا السلوك (القطري) لتمويل المعارضة السعودية ومختلف المتطرفين يعود إلى سنوات عديدة قبل ذلك، مؤكدة أن كبار أعضاء الأسرة الحاكمة النشطين، وجميع المسؤولين رفيعي المستوى ومتوسطي الرتب، وجميع العملاء السابقين من مختلف البلدان الذين يعملون في قطر، متورطون في هذه المخططات.

واستدركت الخبيرة الأمريكية قائلة: "وحتى لو قررت قطر أن تضع دفتر الشيكات جانباً في يومنا هذا، وأن تسعى إلى تحقيق أجندة أكثر سلمية، فلن تتمكن من ذلك، لأنك عندما تبنى إمبراطورية للجريمة المنظمة تصبح معتمداً على أساسها، وإذا انهار الأساس فأنت أول مَن يتم التضحية به".

>> خبيرة أمريكية لـ"نيوزيمن": الإصلاح ينظر للحوثيين كشريك

ومضت قائلة "ولعل إزالة ما تبقى من نشاط قطر الحالي سوف يستغرق عقوداً من الزمان، وكذلك الاستبدال الكامل للقوى الحاكمة الأكثر نشاطاً بأشخاص لا علاقة لهم مطلقاً بكل هذا، والذين سيبدؤون بشكل أساسي من الصفر".

وشددت الباحثة الأمريكية أن التحالف القطري- الإيراني مثالٌ واضح على هذا الأمر.

واوضحت في ذات الوقت "أن الحرس الثوري الإيراني، جزء من القوة التي تحرس العائلة المالكة (في قطر)، والتي تضمن عدم تمكن الأمريكيين والأتراك الذين لهم قواعد، أو بعض الفصائل الداخلية في العائلة، أو الإسلاميين، من محاولة القيام بانقلاب جدي داخل البلاد".

وأردفت "وعلى الرغم من كل الشائعات في الأشهر الأخيرة حول محاولات الانقلاب والاستبدال من الداخل؛ فإن صناع القرار لا يزالون في القمة، وعلاقاتهم مع إيران تضمن عدم حدوث شيء لهم؛ لأن لا أحد في الواقع يريد تصعيداً خطيراً أو مواجهة مباشرة مع إيران، خصوصاً بالقرب من قاعدة عسكرية كبرى".

ونبهت في هذا الصدد إلى أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في المنطقة على وجه الخصوص تتعرض إلى الخطر؛ بسبب هذه التحركات والتحالفات، مببنة أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن إيران تمكنت من التقاط صور عالية الدقة بالأقمار الصناعية للقاعدة العسكرية الأمريكية في قطر (العديد)، والتي دفعت قطر ثمنها.

ورأت المحامية الأمريكية، أن هذه إشارة واضحة إلى حد ما بأن هناك حدوداً لما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة ضد إيران، طالما استمرت علاقة طهران مع الدوحة.

>> خبيرة أمريكية: تركيا "معدمة" وقطر تمول نشاطها في اليمن

وأكدت أن قطر تستخدم هيكل مجلس التعاون الخليجي لحماية مصالحها الخاصة، والتسبب في صداع لجيرانها من خلال جعل الأمر يبدو أنه إذا لم يتراخ السعوديون في مطالبهم ولم يعقدوا السلام مع قطر بشروطها الخاصة، فإن إيران سوف تستغل هذه الانقسامات.

وخلصت الباحثة الأمريكية إلى القول "حان الوقت لكل مَن كان يحاول إدارة العلاقة مع الدوحة على الرغم من صلاتها مع إيران، أن يكفَّ عن التظاهر بأن أي نوع من التسوية ممكن هنا".