"الجالية الصومالية".. بصمات خالدة وثق التاريخ قصصها في عدن

متفرقات - Sunday 16 August 2020 الساعة 09:11 am
عدن، نيوزيمن:

العلاقات بين اليمن والصومال علاقة عريقة ومتأصلة، مهما عرفنا الكثير عنها نتوق لمعرفة الأكثر، فقد أسهموا وكانت لهم بصمات خالدة لا عدد ولاحصر لها، وربما أيضا لم يوثق التاريخ قصصهم ومواقفهم، لكننا نذكر هنا بعض من كان لهم بصمات خالدة في شتى مناحي الحياة.

مسجد الصومال، أحد منارات العلم والتعايش، عرف سابقاً باسم (مسجد الأحمدية) نسبة للطريقة (الأحمدية) الصوفية والتي جاء معظم أتباعها من أرض الصومال كدعاة وبحارة، كما يعتقد أن تأسيسه كان في القرن التاسع عشر.

يقع المسجد في الشارع الخلفي في المعلا، شارع (الصعيدي)، والذي بناه كما يقول من أدرك تلك الحقبة، هو الشيخ محمود يوسف، أحد أبناء الجالية الصومالية في عدن، وكان من أتباع الطريقة الصوفية (الأحمدية) أيضا، وقد جمع قيمة بناء المسجد وتشييده من تبرعات الصوماليين في عدن حيث كان يشكل ملتقى لهم. 

المسجد بشكله القديم كان مكونا من مصلى صغير، ومرافق طهارة ومدرسة (كتاتيب لتحفيظ القران -معلامة).

تناوب على المسجد أئمة من أبناء الجالية في عدن ما زال يتذكرهم الناس، إذ كانوا يشكلون مرجعية للأهالي أشهرهم "الشيخ عبدي تور"، والذي كان إماما للمسجد لفترة طويلة رحل الشيخ عبدي تور بعد عطاء وعمر دعوي كبير حيث ووري الثرى في مدينة عدن عام 1993.

وفي العام 1992 قامت جمعية هائل سعيد بإعادة بنائه، والمسجد حاليا مكون من ثلاثة طوابق ومدرسة (معاذ بن جبل) لتعليم القرآن الكريم، إمام وخطيب المسجد حاليا هو الأستاذ باسل السيد. 

الثابت والمؤكد أنّ هناك من كان له دور ومكانة وعمل في الشركات الأجنبية بعدن في زمانهم مثل شركة مصفاة عدن لتكرير النفط وكالتكس لا سيما انّ أمانة ميناء عدن كانت نسبة العمالة من أبناء الصومال في أمانة الميناء مرتفعة.

كما عملوا في الوظيفة الحكومية بمجال التربية والتعليم وأبرز تلك الشخصيات الصومالية التربوية التي وصلت إلى منصب وكيل وزارة وكان من أعيانها الأستاذ إبراهيم روبلي الذي تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في فترة الأربعينات من القرن الفائت، تولى روبلي عمادة كلية عدن بعد أن كان نائباً لها ويُعدّ أول شخصية غير انجليزية يصل إلى ذلك المنصب، في عام 1962م ترأس الاستاذ روبلي رئاسة الجمعية الرياضية العدنية ومنصب نائب مدير المعارف بعدن، رحل الأستاذ إبراهيم روبلي في أواخر فترة الستينيات إلى العاصمة الصومالية مقديشو وهناك وافته المنية.

كما كان لأبناء الصومال دور هام في تأسيس الأحزاب والنوادي وغيرها من التجمعات الصومالية في عدن منها مقر الجالية الصومالية الذي أسس في عام 1920م وكان موقعها بتلك الفترة في شارع الشيخ عبدالله المحامي في كريتر بعدن، كذلك رابطة الشباب الصومالي التي أسسها الحاج عبده محمد قاسم منصور، وكذا اتحاد الشعب الصومال وهو فرع للحزب الرئيسي الموجود في الصومال وكان مقر الفرع في القلوعة، ناهيك عن جبهة التحرير الصومالية، وفي الفترة المعاصرة نذكر معهد الصومال بالمعلا الذي يقوم بدور تعليمي فاعل اذ يسهم ما يعرف لدى العامة في عدن بـ”معهد الصومال” بدور تعليمي فاعل ومشهود له من خلال نخبة من الأساتذة ذوي الخبرة والكفاءة في تدريس مادة اللغة الإنجليزية بسهولة ويسر وبرسوم رمزية وكثيرون ممن تخرجوا من ذلك المعهد يثنون على المعلمين والقائمين عليه.