
مطاعم ومخابز عدن العريقة التي كانت موجودة في عدن أيام الزمن الجميل، لعبت دوراً مهماً في حياة سكان عدن، كانت هناك مطاعم ومخابز تاريخية عرفها الناس وكانت لها تقاليد راسخة لا تتغير، من حيث نوع الأكل والسعر والتقيد بنوع خاص من الطعام، وكانت لها مكانة خاصة حتى مواقعها.
"مطعم صالحو" والذي يملكه أحد أبناء الجالية الصومالية والمشهور بصالحو، يقع المطعم في مدخل حافة الشريف وأمام منزل فنان عدن التاريخي – الفنان أحمد قاسم، كان مطعم متخصصاً ظهرا فقط، مرق مع لحم الغنم الصومالي اللذيذ، نصف حبه ليم، قرص روتي أبو صندوق، كوب ماء، بـسعر 2 شلن، وفي المساء مرق وكراعين، نصف حبه ليم، قرص روتي، قلص ماء بارد، بسعر شلن ونصف.
"مطعم الطاؤوس" كان محله في الزعفران ويملكه العدني العريق العم صالح حاجب، يرحمه الله، الذي سكن في حافة القاضي وكان من أعيان الحافة، اشتهر المطعم بتقديم "الزُربيان" بصفة خاصة وبقية الأكل بصفة عامة مميزة، كانت له شهرة عظيمة في عدن، والقليل من يعرف سر مطعم الطاؤوس، كان الطعام لا يطبخ في المطعم وخاصة الزُربيان المشهور، وإنما يُطبخ في بيت صالح حاجب بطريقة خاصة، لهذا كان الطعام مميزا.
مطعم بالو في بداية شارع الميدان، كان متخصصا فقط ببيع الكباب، فتح هذا المطعم العدني الحاج بالو، عجينة الكباب تتم وتُحظر في بيت صاحب المطعم ولهذا كسب هذه الشهرة التاريخية العظيمة، كانت الناس تتساءل عن سر كباب بالو، الذي حتى الآن لم يكتشف سره أحد.
أيضا في الزعفران "مطعم جُمعان" الحضرمي، كان مطعم جُمعان يبيع "الصيادية"، ويفتح في الظهر فقط لوجبة الغذاء، وحتى السعر محدد ودائم.. شلن ونصف، صحن صيادية، وصله صيد ورز – واحد قلص "بان هيس" ماء بارد. كان العم جُمعان رجلا شديد التدين فهو يصلي الفجر ويذهب إلى سوق الصيد– أي السمك باكرا، ويشتري أحسن الصيد للمطعم، كانوا رجالا أتقياء يحبون مهنتهم ويخلصون لها.
في بداية الخمسينيات بدأت النهضة الضخمة الاقتصادية والعمرانية في عدن، وتدفقت الأموال والاستثمارات إلى بلادنا، وبدأت المطاعم الحديثة الراقية تفتح في عدن، مثل مطعم التركي، مطعم قصر الجزيرة، مطعم البحر الأحمر، مطعم روما، مطعم دي لوكس، مطعم بيركلي، مطعم لوكس، مطعم بلو باى، المطعم الصيني، مطعم باجودا.