مشرَّد ووفاء الكلب.. صنائع المعروف لا تموت

متفرقات - Thursday 22 October 2020 الساعة 08:59 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

في زمن بات الوفاء يتلاشى بين بني البشر شهدت محافظة إب قصة مؤثرة بين مشرد لم يقف فقره المدقع حاجزا في ان يعطف على الكلاب الضالة التي تجول في الشارع الذي يفترشه.

اسماعيل محمد هادي، كان يتقاسم مع الكلاب ما يحصل عليه من لقمة عيش في سوق الدليل بمحافظة إب وهو ينام في الشارع مفترشا الكراتين ويلتحف بقايا بطانية متهالكة ادمنت الكلاب وجوده وتعايشت معه بكل محبة.

وعند موته، يوم الاثنين، احتضنت الكلاب جثته وبقت بجانبها تحرسه إلى الصباح والحزن يغطي ملامح وجوهها إلى ان تجمع الناس وشاهدوا ذلك الموقف المؤثر والوفاء الذي اصبح نادرا عند بني البشر.

تداول الناشطون هذه القصة في صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي وعلقوا على الصورة بكلمات من زوايا انسانية مختلفة.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب جلال محمد الحلالي "يا إلهي، لو اجتمع كل أدباء وشعراء العالم ليقولوا شيئاً عن دلالات ومعاني هذه الصورة لما تجازوا السفح "، مضيفا "يا إلهي، نهضنا بنصيبنا كاملاً من الألم، التفت إلينا".

بدوره قال المحامي عبدالكريم هائل سلام "الخير يبقى ملازما للإنسان السوي حتى وإن عاش شقيا ومتشردا، كما هو حال اسماعيل محمد هادي، فعلى الرغم من تشرده وبؤسه وربما تزايد معاناته جراء الحرب، إلا أنه عرف في سوق الدليل في محافظ"إب" بأنه الإنسان الذي كان يطعم الكلاب".

وتابع "وعندما لفظ أنفاسه ردت له الكلاب الجميل بالوفاء فاستمرت بجوار جثته تتمسح بإنسانيته وربما لتلقي عليه نظرة الوداع".

وابتهل سلام للمولى بان يمن على هذا المواطن بالرحمة والغفران.

وخلص إلى القول "فموته وحيدا مشردا في الشارع شهادة أخرى على أنه مهما بلغ الشقاء بالإنسان، إلا أنه يستطيع أن يسعد من حوله ويترك أثرا جميلا بعد موته".

من جانبها قالت الناشطة فاطمة الاغبري "تأملت هذه الصورة للحظات وقارنت بين بعض بني البشر الذين لم يرحموا ابناء جنسهم وتركوهم وحيدين يفترشون الارض ويلتحفون السماء، بينما هذان الكلبان لازما صديقهما الذي توفي والذي كان يطعمها رحمة بهما".

وزادت بالقول "رحل اسماعيل محمد هادي من منطقة الدليل بإب وظل هذان الكلبان معه وكانهما يقولان له: سنكون اوفياء لك وسنرد جميلك لآخر لحظة تجمعنا".

واعتبرت هذه الصورة رسالة لكل البشر الذين اصبحوا يأكلون بعضهم البعض.. رسالة من حيونات هي أرق قلوباً.

الناسطة غادة السقاف قالت من جهتها "أن تموت ملقىً في الشارع حيث كنت تعيش ومجموعة من أبناء وطنك هم فقط من يتمتع بثرواته وخيراته، سيكون سبباً وجيها لأن تكفر بالصبر والتحمل والرضا بما قسم اللصوص والفاسدون.. فرقابهم محملة بكل هذا القهر والظلم الذي يتجرعه هذا الشعب الذي لم يعد ينتظر سوى الموت"..