أزياء المحافظات اليمنية تجتمع في مؤسسة سبأ للثقافة والفنون بالقاهرة

متفرقات - Monday 26 October 2020 الساعة 09:59 am
القاهرة نيوزيمن خاص:

عدد قليل من اليمنيين هنا في القاهرة اتجهوا نحو عمل أنشطة ثقافية بجهود ذاتية بحتة، أبرز هؤلاء الفنان التشكيلي والباحث محمد سبأ، الذي جمع بين التحصيل العلمي والاهتمام بالتراث الشعبي اليمني.

محمد قام بافتتاح المؤسسة قبل أشهر، واستطاع خلال فترة وجيزة إبهار الزوار والمهتمين بهذا الجانب، سواء بما يمتلكه من حس علمي أو اهتمام خاص بالمشروع الذي يسعى من أجل تحقيقه.

فالمؤسسة لها أنشطة وتحمل دلالات عديدة ورمزية طاغية حيث تعيد إلى الذاكرة صورة المرأة الجميلة بملابسها الزاهية واغطية الرأس المميزة.

كما تقدم أجمل الأزياء التقليدية التي تعكس عادة كل محافظة من محافظات اليمن فيما يتعلق بالملابس والأزياء التي كانت ترتديها المرأة اليمنية طيلة العقود الماضية، نظرًا لما تحويه من تطريز وألوان وتصميم.

يذكر محمد سبأ هنا بأنه حرص على أن يختار القماش بعناية فايقة من أجل أن يبرز هذا الجانب كما كان عليه، أو على الأقل في بعض الأحيان إذا تعذر الأمر فإنه يلجأ إلى اختيارات مناسبة تعكس الطابع التقليدي لتلك الأزياء.

وحدة النسيج وتنوع الأزياء

المؤسسة تضم مجموعة من النماذج التي تعبر عن تنوع المجتمع اليمني وقدرة المرأة على الإبداع، فهناك أزياء من حضرموت وشبوة ولحج والجوف وتعز وصعدة وحجة والحديدة ومأرب والبيضاء وإب والطرحة الصنعاني.

إضافة إلى مناطق "جبل صبر" التي اشتهرت من خلال حضور المرأة حتى وقت قريب في الحياة العملية بمجملها.

حيث وهي تتميز عن غيرها بألوان الملابس الزاهية للمرأة، والمشاقر، وبعض الفواكه؛ التي تعكس أيضًا عظمة جبل صبر ورقي المرأة هناك التي تتشارك مع الرجل الحياة بكل عنفوان ودون كلل أو ملل.

وهذا لا يعني، بحسب الباحث وما يعرضه من أزياء أن كل منطقة أو محافظة لها زي واحد بل على العكس.

فمثلا محافظة إب لديها أكثر من زي مختلف في التصميم والتطريز، تعز أيضا في جبل صبر ومناطق عديدة من الحجرية هناك عدد من التصاميم تختلف من منطقة إلى أخرى وأحيانا تتنوع في إطار منطقة واحدة، حسب قوله.

أهداف المؤسسة

في سؤال حول أهداف المؤسسة، يذكر سبأ أن أهم الأهداف هي إعادة إحياء عناصر الثقافة الشعبية والترث اليمني العريق الممتد لآلاف السنين.

ناهيك عن تركيزها على العناصر الثقافية التي بدأت بالاندثار، معتبرًا أن "مشروع أزياء ملكة سبأ" الذي يهدف إلى إعادة إنتاج الأزياء التقليدية اليمنية لكل المحافظات والمناطق؛ هو أول مشروع لمؤسسة سبأ للثقافة والفنون، بحيث سيكون هناك مشاريع أخرى، منها توثيق الحكايات والأغاني والرقصات الشعبية، وكذلك حركة الفن التشكيلي في اليمن.

يأتي ذلك من خلال الاستعانة بالمتخصصين في هذه المجالات وسيتم التوثيق من خلال إعداد الكتب التي تعنى بهذه الموضوعات.

كما تحرص المؤسسة على إعادة إنتاج الأزياء التقليدية اليمنية الأصلية بأجود أنوع الخامات، والاهتمام بأدق التفاصيل لتراث هذه المناطق، وإنتاج تصاميم تتناسب مع الحداثة فتظهر القطع أكثر عصريةً وجمالاً.

جهود ذاتية

يطرح الباحث سبأ بأنه في حال أراد أن يعمل على إعادة رسم وإنتاج زي تقليدي قديم لم يحصل على نسخة منه، فإنه يقوم برسم التطريز الخاص مستعينًا بصور قديمة من أجل تنفيذه وإنتاجه من جديد بهدف توثيقه.

يبذل محمد جهودا جبارة وتفاعلا رائعا في هذا الجانب، في محاولة منه دعم أنشطة المؤسسة وموضوع الأزياء من خلال توفيرها بأقل الإمكانات في متناول الجميع؛ بهدف إعادة إظهار الوجه الجميل من اليمن.

ويختم بأن المؤسسة لم تجد دعمًا من أي جهة رسمية حتى الآن، لذا: نعمل جاهدين من أجل مواصلة هذا النشاط الذي نعتبره جزءا من حياتنا وهويتنا وعلاقتنا بالوطن.

كما نحاول التميز هنا، والحديث للباحث.. فعاصمة بحجم القاهرة تاريخًا وحضارة وثقافة ومعالم تحتاج بعمل يليق بها وباليمنيين الذين تتزايد أعدادهم بشكل لافت نتيجة للأحداث الجارية داخل البلد.

أيضًا أعتز بكل الزيارات التي تتم ربما بشكل يومي من شباب يمنيين وعرب وباحثين من كلا الجنسين وقنوات فضائية، وكذلك نهتم بالنصائح التي تقدم وبالإضافات من قبل الزوار.