مع السعودية وضد إيران: استعادة صنعاء أم إضاعة عدن؟

تقارير - Friday 06 November 2020 الساعة 08:41 am
نيوزيمن، كتب/ عبدالولي مجيب:

استثمرت إيران كثيرا في انحرافات الإخوان بمعركة الشرعية أو حرب استعادة الشرعية في اليمن. وكلما انتفخ الحوثيون بمكاسب عسكرية سهلة وانجازات مجانية، أضافت إيران نقطة في رصيدها.

من البداية كانت المعركة الوطنية اليمنية تعني وتساوي في وعينا وتصوراتنا معركة قومية عروبية بوقود الجهد الإماراتي السعودي على رأس التحالف.

إن كانت ثمة حقيقة ناجزة فيما يتعلق بمسار وانكسارات وتحولات حرب الأعوام الستة الماضية فلن تخرج عن التالي: تخسر ويخسر الشرعية اليمنية والتحالف العربي وقيادته بالقدر نفسه، تحت طائلة اللامعقول الذي يتخبط عقل الحرب والمعركة المستلبة من داخلها.

ليس أدل على هذا من أن ذراع إيران راكمت عوامل القوة والقدرات العسكرية والمكاسب التوسعية الميدانية، عندما انكفأت جيوش الشرعية المفترضة (تبعا لروايات الانسحابات التكتيكية) عن جبهات اكتساح وكلاء ومرتزقة وأدوات إيران، بينما ألقت بثقلها في شبوة وأبين (ويجب أن يقال -الآن- ولحج) لتطويق وغزو عدن. ومن اللازم أن تسجل تعز في ديوان ضحايا اللامعقولية ذاتها.

لكن كيف يمكن استخلاص شعرة الشرعية وتحالف دعمها من عصيدة ما أضحت عليه حالة معركة الست العجاف؟ وهل من اليسير تمييز مسؤولية الإخوان عن لا مسؤولية داعمي حرب وشرعية صادرها إخوانها؟

كل هذا صب أو انصب في المحصلة مكاسبَ للإيرانيين الذين يخسرون في كل مكان تقريبا ويكسبون في ساحة وحرم عرب التحالف والخليج العربي في اليمن.

السياق هذا يتبنى وجهة النظر الوحيدة القابلة للإثبات وللثبات ومؤداها: أن الطرف الآخر المقابل للتحالف وحلفائه في الحرب (ومهما قيل مرتزقة إيران) هي إيران نفسها؛ بالوكالة، ثم بالانخراط المباشر للحرس الثوري الذي تحين الاحتشاد الطائفي في صنعاء لتقديم حاكمه المنتدب وسفيره مطلق الصلاحيات "حسن إيرلو".

وكان من مظاهر التربح الإيراني على حساب عرب التحالف وداعمي الشرعية والشرعية أن الحرس الثوري بات -أخيرا- بمقدوره المجاهرة دونما تحفظ باعتلاء أحد ضباطه عرش حاكمية صنعاء العسكرية، بعد ست سنوات من جهود التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى صنعاء (..).

هذه النتيجة لوحدها تبعث على التحسر والتذمر. لكن السؤال هو: ما الذي يشعر به رؤساء التحالف والشرعية؟

توجت إيران رجلها العسكري بتاج الحاكمية على ولاية صنعاء في مشهد ثقيل بقيمة الوصمة.

حدث هذا في عاصمة أعيد تمثيل مشهد اغتصابها، أمام أعين عرب يبدون بلا حول؛ احتشدوا لنجدة المدينة المختطفة فاختطفت مجهوداتهم بعيدا جدا عن صنعاء بحيث أنه أريد ويراد إلحاق عدن بنظيرتها الشمالية المضاعة أو المباعة.

>> “خصوم من ورق” ضد السعودية والجنوب والتوافق.. من جبهة شقرة إلى اجتماعات مسقط وإعلام “تركيا”

كيف يمكن تقبل فكرة أن السعودية (بما هي قائدة التحالف ومركز محور الضد العربي من المحور الإيراني) يمكن أن تتقبل حدوث هذا دون أي استحقاقات تلزم عن حدث مهين وخطير كهذا من شأنها تقويم المسار واستعادة زمام اللحظة التاريخية الفارقة قبل خسارتها أو ذهاب الفرصة واللحظة معاً؟

إن آخر ما يحتاج إليه العرب والتحالف والشرعية واليمن هو إسقاط عدن لحساب إيران في المحصلة بدلاً من الاستقواء بعدن لاستعادة صنعاء وإزالة الوصمة.