“خصوم من ورق” ضد السعودية والجنوب والتوافق.. من جبهة شقرة إلى اجتماعات مسقط وإعلام “تركيا”

تقارير - Tuesday 03 November 2020 الساعة 10:20 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الحنشي:

جهود السعودية للمّ شمل اليمنيين وتكوين قوة موحدة لإسقاط الجماعة الحوثية كشفت التنسيق والتعاون والعمل المشترك للجهات والأطراف التي تنخر في التحالف العربي منذ اليوم الأول له.

وكلما كثفت السعودية جهودها لإعلان تشكيل الحكومة كأحد أهم بنود اتفاق الرياض، تبينت خطوط التلاقي بين أطراف في الشرعية مع قيادات في جماعة الحوثي والإخوان وشخصيات حراكية سابقاً، وكلها تسعى لإفشال جهود المملكة، الرامية لترتيب صفوف الشرعية وتوجيه المعركة نحو مدينة صنعاء العاصمة الأولى للبلاد والتي تسيطر عليها جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن.

خلايا مسقط.. استغلال حياد عمان

تعلن عمان الحياد في الأزمة اليمنية، غير أن هذا الحياد وفر أجواء لأطراف تدعي الخصومة للعمل ضد التحالف وأهدافه في اليمن، وبحسب مصادر خاصة لنيوزيمن، فإن وزير داخلية هادي، أحمد الميسري، وبرفقة محافظ سقطرى رمزي محروس عقدا لقاءات مع وفد من جماعة الحوثي وقيادات في الحراك الثوري التابع للقيادي حسن باعوم والشيخ القبلي في محافظة المهرة علي الحريزي، في محاولة لإرباك المشهد وعرقلة تشكيل الحكومة التي كان هدف تشكيلها تقديم العمل الخدماتي للمواطنين واستيعاب الجميع لإسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة البلاد من الهيمنة الإيرانية.

وعلى ما يبدو فإن أطرافاً في الشرعية لا يروق لها إسقاط الجماعة الحوثية، بل تحول هدفها إلى إسقاط التحالف وتسليم البلاد إلى لتركيا وإيران.

وتشير المصادر أن المجتمعين أكدوا اعتراضهم على تشكيل الحكومة وعزمهم التصعيد على الأرض باستخدام جماعاتهم لإرباك المشهد ووقف تشكيل الحكومة.

محاولة تصعيد.. تنتهي على الأرض

الشيخ القبلي في محافظة المهرة والموالي لسلطنة عمان، علي الحريزي، المعروف بمناهضته للرياض، توعد بإخراج مسلحيه في المحافظة والقيام بأعمال تربك الجهود السعودية.

غير أن تحرك الحريزي يبدو كأنه محاولة للبقاء، فلم يعد الحريزي، بحسب مصادر أمنية، يملك نفوذ قوة في محافظة المهرة تمكنه من إثارة الفوضى، فقد تم تجفيف مصادره من المنافذ وأصبح منعزلاً عن جماعته يتواجد بصورة شبه دائمة في مسقط.

مصادر عسكرية في أبين قالت لنيوزيمن، إن توجيهات وصلت إلى قيادات عسكرية من وزير الداخلية أحمد الميسري بعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض وإصدار بيانات ترفض تشكيل الحكومة.

لكن المصادر أكدت أن هذه التوجيهات لم تلق أي تفاعل من قبل القيادات العسكرية والأمنية التي تعيش أوضاعا صعبة في المحافظة عقب توقف المرتبات لأشهر، وانهيار جبهتهم في أبين التي أصبحت خاوية لم يعد يتواجد فيها سوى أعداد قليلة من الأفراد غادرها الكثير نتيجة توقف الدعم الكبير الذي كانوا يحصلون عليه.

التصعيد الذي ربما يكون كبيرًا قد تقوم به جماعة الحوثي التي يتواجد وفدها الدائم في مسقط، إذ حضر الاجتماعات مع قيادات الشرعية والمكونات الأخرى.

ويرى الحوثيون أن تشكيل الحكومة وتنفيذ اتفاق الرياض يستهدفهم وحدهم بحيث ستعود الحكومة للعمل بمشاركة جميع الأطراف، وتتوحد الجهود والقوات العسكرية للقتال في الجبهات مع الجماعة الموالية لطهران لاستعادة صنعاء.

وقالت مصادر خاصة لنيوزيمن، إن وفد الجماعة الحوثية أكد أن جماعته لن تسكت وستقوم بالتصعيد في عدة جبهات لإشغال التحالف والأطراف الحاضرة على الأرض.

ومن المنتظر، بحسب المصادر، أن تدفع المليشيات بتعزيزات كبيرة لها إلى جبهات الضالع وحدود يافع والساحل الغربي وجبهة ثرة في محافظة أبين.

وكلاء تركيا وقطر يستنفرون لمنع تشكيل الحكومة

ومع انهيار جهود محور “مسقط” وعدم قدرته على التأثير، بدأت أطراف وشخصيات موالية للمحور التركي القطري بالاستنفار لمنع تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة وشنت هجومها الذي يستهدف راعية الاتفاق المملكة العربية السعودية.

وهاجم وزير النقل السابق صالح الجبواني تشكيل الحكومة الجديدة، وحاول جاهدا إرباك المشهد بإثارة قضايا سابقة في محاولة منه لإفشال تشكيل الحكومة.

الجبواني هاجم رئيس الحكومة اليمنية الذي كلف بتشكيل الحكومة، كما واصل هجومه على المملكة العربية السعودية وسفيرها في اليمن محمد آل جابر.

وقال مراقبون، إن تغريدات الجبواني وظهوره على قناة المهرية الإخوانية وهجومه المتواصل على الرياض هي محاولات لإفشال جهود تشكيل الحكومة واستيعاب جميع الاطراف وتحرير البلاد من المد الايراني.

وتزامن هجوم الجبواني على رئاسة الحكومة والسعودية مع هجوم اعلامي كبير من قبل قنوات الاخوان ومواقعها على الرياض والرئيس هادي لتتضح حقيقة هؤلاء وعدم سيعهم لايجاد حل يخرج البلد من أزمته.

وقال الصحافي السعودي بدر القحطاني، إنه مع قرب تشكيل الحكومة يحاول بعض اتباع قطر النيل من هذا النجاح.

وكتب القحطاني تغريدة قال فيها: مع قرب تشكيل الحكومة يحاول بعض اتباع النظام القطري النيل من هذا النجاح وعندما خابت آمالهم بقرب بقرب تشكيلها عادوا لنغمتهم التي تستهدف الدور السعودي في اليمن، مشيرا انها ستفشل كما فشلت مثيلاتها.

الناشط السياسي الجنوبي ناصر المخزم قال إن كل هذه الأفعال التي يقوم بها إخوان اليمن والأطراف الأخرى لافشال تشكيل الحكومة لن تؤثر، مشيرا إلى أن هذه الأطراف لم يعد بيدها شيء سوى التصريحات الإعلامية.

وبين "المخزم" أن الأمور قد تسير كما يراد لها، وسيتم تشكيل الحكومة لتوفير الخدمات للشعب والقيام بعملها ومحاربة المد الإيراني، ولن يستطع أحد إيقاف تشكيلها.