أخطرها التنسيق بين الإرهابيين في سوريا وليبيا واليمن وأهمها المحور الإعلامي.. أدوات “قطر” وتحدي المصالحة الخليجية
السياسية - Tuesday 08 December 2020 الساعة 04:14 pm
اعلنت الكويت نجاح جهود وساطة أمريكية لتجاوز آثار الصراع الذي خلقته قطر طيلة السنوات الماضية في منطقة الخليج، وإمكانية العودة لرأب الصدع، ومرت لأول مرة أيام بدون مراشقات إعلامية بين قطر وحلفائها من جهة، ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، منذ مقاطعة دول مجلس التعاون الخليجي لقطر في 2017 بسبب دعمها الجماعات المتشددة في اليمن والعالم العربي وإثارة الفوضى في دول ما سميت “دول الربيع العربي”، وتآمرها على السعودية وفقاً للتسجيلات التي تم تسريبها من أرشيف أجهزة المخابرات.
وكانت “قطر” صعَّدت من صراعها مع السعودية والإمارات والبحرين، ولكن على الأرض اليمنية منذ خرجت من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثي، فخلقت محاور استقطاب ضد التحالف تدور حول دعم الحوثي والتحالف مع الإخوان المصنفين كجماعة إرهابية في السعودية والإمارات.
الإداء القطري يبدأ بالتصعيد الإعلامي ضد الشرعية، وينتهي بتمويل المنظمات والمواقع الإخبارية التي تعمل ضد التحالف.
وتعتمد كلها خطاباً متعدداً متناقضاً من جهة، لكنه موحد باتجاه استهداف التحالف، يتوزع التحريض، فيتهم إعلام المحور القطري السعودية باحتجاز الرئيس هادي في الرياض ومنعه من العودة إليها، وبنفس الوقت يتهم الإمارات بأنها طردت الرئيس من “عدن”.
يعتبر القوات السعودية في المهرة والقوات الإماراتية في شبوة احتلالاً، وفيما يصور دعم الإمارات للجبهات في الحديدة بأنها احتلال، يحرض الجيش الوطني الموالي للإخوان في مأرب بأن السعودية لا تقدم له الدعم المستحق.
كما جيشت قطر دعماً تركياً للقوى المنشقة عن الشرعية والتحالف، ومولت تنسيقاً بين الجماعات الإرهابية في اليمن وسوريا وليبيا لتبادل الخبرات والاشتراك في التدريب وتبادل المقاتلين.
وفيما تهاجم ما تسمى القوات التي تحارب الحوثي بالمليشيات جنوبا وغربا، فقد أقامت مليشيات أخرى من الإخوان في تعز وشبوة ولحج مهمتها القتال ضمن ذات التوجه الذي تقاتل فيه مليشيات الحوثي، يستوي في ذلك القوات الجنوبية التي تقاتل تحت راية الجنوب أو القوات التي تقاتل في الساحل الغربي تحت راية الجمهورية اليمنية ولكنها لا تنتمي للإخوان.
كما تمول أعداداً كبيرة من المؤسسات التنموية والشبابية غير الحكومية، تحت لافتات العمل الخيري والإنساني، وكلها ذات أجندة سياسية معادية للتحالف وحلفائه، كما يعتبر هذا الدعم من أخطر الوسائل لتمويل الجماعات الإرهابية وعمليات غسيل الأموال وتمرير المال السياسي.
وكانت مسألة الجمعيات والمؤسسات التنموية والخيرية من أهم الوسائل التي استخدمتها جماعة الإخوان المسلمين للتمدد في العالم الإسلامي، سيما بين الطبقات الدنيا، من أجل كسب قاعدة للتأييد في مواجهة السلطة الحاكمة، سيما أن هذه الطبقات تؤيد جماعة الإخوان من أجل الدعم الخدمي والاجتماعي دون الوعي بأي أهداف سياسية لهذه الجماعة، ومن ثم تلحقهم بـ“بؤر التوتر في مرحلة ثانيةّ”.
ومع أخبار المصالحة الخليجية، فإن السؤال هو كيف سيتم معالجة هذه الجهود القطرية إلى بنت لها وجود على الأرض أو في الفضاء اليمني، شمالاً وجنوباً.