عدن والدولار.. التاريخ وأسعار السوق
السياسية - Wednesday 09 December 2020 الساعة 10:06 am
في عام 2006 زار فريق نادي المولودية الجزائري مدينة عدن لخوض مباراة الذهاب في بطولة دوري أبطال العرب أمام فريق نادي التلال الرياضي، وما إن وصل الفريق الجزائري إلى أرض مطار عدن وجدت نفسي استقبل الإعلاميين والمصورين بحكم أنني كنت مكلفاً بالتغطية الإعلامية من قبل إدارة نادي التلال الرياضي لمباراتي الذهاب في عدن والإياب في الجزائر.. فوجدتها فرصة للتعرف على الصحفيين والمصورين الأشقاء من أجل أن يردوا لي الدين في الجزائر.
وبعد تحرك حافلة الفريق الضيف من المطار إلى فندق عدن في مديرية خورمكسر.. سألت الصحفيين (هل ستكون الإقامة والتغذية والسكن على حسابكم، أم على حساب فريقكم الجزائري).. وكان جوابهم أنهم مرسلون من صحفهم ومواقعهم الخاصة للتغطية بعيداً عن تكاليف الفريق الجزائري.. فقلت لهم إن السكن في فندق عدن (الغرفة لشخصين بمئة دولار في اليوم)، ويومها كان الدولار بواحد وعشرين ألف ريال.. وهم ثلاثة صحفيين وسوف يغطون المباراة لمدة أربعة أيام (يعني سيكون عليهم دفع 800 دولار خلال الأربعة أيام) غير الأكل والشرب.
فأعطيت لهم فكرة عن السكن في فندق (الذيباني بلازا) القريب من موقع فندق عدن، فوافقوا على أن يروا الغرف التي سينامون فيها مع التأكيد أن يكون (الإنترنت) متوفراً في الفندق.. وما إن وصلنا إلى الفندق حتى استقبلني شاب في مكتب الاستعلامات (نسيت اسمه)، وهو من مشجعي التلال رحب بي أنا والإخوة الجزائريين بكل حفاوة واحترام وقد أسعدهم كثيراً ذلك، وأحبوا الفندق من بعد هذا الاستقبال الطيب.. وبعدها طلبوا غرفة مناسبة تكفيهم الثلاثة.. وبالفعل أعجبتهم الغرفة.. ونزلوا من جديد إلى استعلامات الفندق من أجل دفع إيجار الغرفة.. فقال لنا الشاب: علشانك يا كابتن مختار وعلشان الإخوة الضيوف ستكون الغرفة بـ (3 آلاف ريال) فقالوا لي.. يعني كم دولار؟.. فقلت لهم أنا عاجز في الحساب، لكن قد تجلسوا الثلاثة خلال الأربعة الأيام بـ (50 دولار) وأنتم قسموا المبلغ بينكم.
بعدها طلبوا مني شراء أرقام (سبيستل يمن) للهاتف النقال فدخلنا أقرب محل اتصالات.. فقال لنا الشخص البائع (الرقم بمئة ريال) فقالوا لي يعني كم دولار؟.. فوجدت نفسي مرة أخرى أعجز عن الحساب.. وعندها دفعت 300 ريال.. وخرجنا من محل الاتصالات وهم مصرون يعرفوا بكم دولار الرقم.
بعدها ذهبنا لتناول وجبة الغداء فدخلنا مطعم وأكلنا فيه، وأعجبتهم وجبة (المندي).. وبعد أن أكملنا الغداء قمنا لدفع الحساب فطلع الحساب 1300 ريال.. ثم سمعت نفس السؤال منهم: يعني كم دولار؟.. المهم اليوم الأول عدى.. وهم يسألوني (بكم الدولار.. بكم الدولار)؟.. وكنت أقول لهم أنتم ضيوفنا.
وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى السوق الطويل وصرفت لهم 200 دولار.. وشرحت لهم المئة ريال.. والمئتين.. والخمس مئة والألف ريال.. وقلت لهم خلاص الآن كون حاسبوا على أنفسكم.
بعدها رحنا إلى محل (المصيادي للملابس والأدوات الرياضية) وقاموا بشراء جرامات من ألف ريال.. ودخلنا بعض محلات الملابس يومها كان (الشمزان) من ألف.. والجزمات من 500 وفي أنواع من ألف ريال.. ثم ذهبنا لشراء دبة عسل وهي الوحيد التي كان سعرها في ذلك الوقت (100 دولار).
وكانت المواصلات من خورمكسر إلى الشيخ عثمان رخيصة.. وعاده كنت أوديهم إلى ملعب 22 مايو (إنجيز بخمسمئة ريال، أو 800 ريال).
كل هذا يعني أنه خلال 14 سنة تغيرت كثير من الأمور داخل عدن.. وأصبح الواحد منا يبحث كل يوم عن سعر الدولار.. بعد أن كنا لا نعرف كم قيمة الدولار في حياتنا ذاك الزمان.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك