أنجز الحوثي المهمة الأمريكية قبل الحشد الشعبي في العراق.. وترامب أفسد خطة كيري لاعتمادهم وكيلاً دائماً في خدمة البنتاجون

تقارير - Tuesday 22 December 2020 الساعة 09:28 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

حديث وزير الدفاع الأمريكي المرشح عن استخدام البنتاجون الحوثيين في الحرب ضد القاعدة من 2014، يكشف السبب في دعم أمريكا للحشد الشعبي الشيعي في العراق لذات المهمة.

في العراق انتظرت واشنطن المسميات الرسمية من دولة وجيش عراقي.. أنفقت عليهم المليارات ولم ينفع كل ذلك..

تمدد القاعدة وخلق داعش..

في اليمن لم ينتظروا، لقد دعمت هيلاري كيلنتون والقيادة الديمقراطية خطة إسقاط دولة الرئيس علي عبدالله صالح، عبر مسمى الربيع والثورة، متوقعين أن ذلك سينتج دولة "تشبه مؤسسة هائل سعيد أنعم" كما ورد في وثائق ويكلكس.

>>المرشح الأمريكي لوزارة الدفاع: دعمنا الحوثي في 2015

في تلك الوثائق حاول الأمريكيون إقناع حميد الأحمر بالنظر لنموذج بيت هائل بدل الحديث عن علي محسن الأحمر، فرد عليهم محمد القاضي أنهم هم "رجال دولة".. فسقطت الدولة، لا وصلت لنموذج بيت هائل ولا نفعها الأحمران والقاضي.

حاول الأمريكيون الدفع بأحمد علي عبدالله صالح وحرسه الجمهوري، وطلبوا منه، كما كشف ذلك في حينه، التحرك والانقلاب على الرموز السياسية بمن فيهم والده لإنقاذ البلد، وفي عرف الأمريكيين ذلك يعني منع القاعدة من السيطرة، فرفض أحمد، متحدثاً عن القانون والعرقلة.

تلفت الأمريكيون، وقد علموا يقيناً أن "الإخوان" ليسوا أهلاً لهكذا مهمة، وليس أمامهم سوى ذلك الذي يضج في صعدة بالصرخة التي تلعن أمريكا وإسرائيل ويحارب السلفيين داخل دماج..

وقبل أن يسيطر الحوثي على صنعاء اختبرهم الأمريكيون في رداع.. ورتبوا نشاطاً مشتركاً بين هادي والحوثي وتحركت لجانهم لتنفيذ أول مهمة لصالح الأمريكيين، واشتعلت الحرب ضد القاعدة.

يومها طالب محمد اليدومي عدم الإعلان عن أن الحرب باسم اللجان الشعبية الحوثية وإنما الجيش اليمني.

اليدومي كأحمد علي، يومها، عايشين الوهم عن المسميات الرسمية، فيما الحوثي قدم نفسه تحت الخدمة باسمه وشعاره ودنياه ودينه، وتحت دوي الصرخة الخمينية خدم عبدالملك أمريكا نفسها التي يلعنها.

وحين رأت الإدارة الأمريكية النجاح، نقلته للعراق فأسست الحشد الشعبي، وفتحت لسليماني القيام بنفس الدور الذي قام به عبدالملك في اليمن.

وحين تجاوز سليماني الدور، قتلته واشنطن كما تقتل أي أفعى أو كلب حراسة، فهناك من أصبح قادراً على لعب نفس الدور.

أما في اليمن فللأسف فأمريكا لا ترى طرفاً قادراً على فرض نفسه وخاصة شمالاً.

هي تدرك فساد القيادات من هادي إلى المقدشي، وتعرف علي محسن تماماً، ليست مشكلتها فسادهم، بل إنهم أصلاً "لا يُركن عليهم".. لم يكونوا يوماً عند مستوى المسئولية.

ولذا فرغم تجاوز "جهال" صعدة الدور، حيث هدموا كل إرث للتعايش بين اليمنيين وأصبحوا عامل قلق في المنطقة.. 

لكن في المقابل لم ترَ أمريكا من يمكنها أن تثق بقدرته على السيطرة.

لذا تحرك جون كيري إلى مسقط وجلس على الطاولة، واستدعى العمانيون مهدي المشاط ومحمد عبدالسلام من غرف نومهما، أخرجوهما في ثوانٍ ونقلوهما للوزير الذي لم يناقشهما بشيء، وضع أمامهما خطته للسلام، واتصل بإيران تسحب سفينتها الوهمية التي عرفت يومها بسفينة الماء، واعترف نائب إيراني بأن "عودة السفن جرت بعد "اتصال من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري".

>> عضو لجنة الأمن القومي والسياسة في البرلمان الإيراني: إيران هي من فعلت كل شيء للحوثي

يومها قال جون كيري لمن أمامه من مرتزقة إيران: ارسلوا الخطة لصنعاء وابدؤوا التنفيذ.

لكن ترامب قد كان يطرق الأبواب، وهو لديه طريق أقصر من ذلك كله، أرسل جيشه لضرب داعش مباشرة.. لماذا الحاجة لوكيل محلي سواءً جيش العبادي أو حشد خامنئي.

ومن سوء حظ اليمن، أن ترامب كان لا يكترث للدول الفقيرة.. ولا يخاف داعش ولا يهمه الحوثي.

اليوم يعود بايدن، فتنتعش آمال الحوثة بأن يعتمدهم وكيلاً.. وهو أمر مستبعد، وأقصى ما سيعطيهم هو مفاوضات حل سياسي تتقاسم عبره الشمال مع أطراف أخرى.

تحاول إيران استباق ذلك، بأكبر قدر من تهديد السعودية من داخل صنعاء.

فإيران التي قالت قيادتها في فيلق القدس قبل أسبوع واحد "الحوثي انتفاضة قبلية وليس حركة إسلامية"، تريد نصيبها من الذراع التي أهدتها لأمريكا لتحارب لها القاعدة..

>> كاتب إيراني نقلاً عن فيلق القدس: سليماني هو من وجه بقتل الرئيس صالح، وطهران تنظر للحوثيين بتعالٍ