تفتيش في التفاصيل.. نيوزيمن مع نائب ركن استخبارات عدنان الحمادي: أحداث ومواقف

السياسية - Monday 28 December 2020 الساعة 07:15 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

ذات مرة كنت أستمع لأحد خطابات الشهيد العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، الذي اغتالته رصاصات غدر الإخوان، حينما قال الجملة الشهيرة: يقتلون القتيل ويمشون بجنازته. وبعد اغتياله وما لحقها من أحداث ورقص الإخوان على دماء ذكرى الغدر الأولى، زاد يقيني بنظرة الرجل الثاقبة.

يستعيد الضابط في استخبارات اللواء 35 مدرع رائد الوهباني، أحداث ومواقف قائده الحمادي، صاحب الخطابات المحققة المبنية على منطلقات ومحددات من الواقع و"نحن نعيش ما أخبرنا به، وكأنه بيننا ويخاطبنا بطلاقة لسانه وصدق مقاله ويقول ألم أقل لكم؟ فنقول: بلى".

يطرق الوهباني، في حديثه مع نيوزيمن، مواقف إنسانية ومجتمعية وسياسية وعسكرية كان أحد شهودها لتذكير الشارع اليمني بحقيقة هذا القائد ممن شهد له الأعداء والأصدقاء وبكاه المحبون ويترقب الجميع، عدا قاتليه، الانتصار لقضيته وكشف عملية اغتياله والمدبرين الكبار صلة المشاريع الخارجية.

كان المقدم الوهباني من أوائل من التحق باللواء 35 مدرع، ورافق الحمادي على مدى خمسة أعوام في مرحلة "صقلت شخصيتي كضابط مع قائد عسكري نال مراتب الشرف من العدو قبل الصديق ومع المواطنين قبل مرؤوسيه"، القائد الأكثر حضورا في أرض المعركة.

>> تأجيل جلسات محاكمة قتلة عدنان الحمادي.. لغز إخواني يثير شكوك الرأي العام (أصداء)

وقال: رغم صعوبة المرحلة والظرف الاستثنائي العصيب عندما بدأت نواة اللواء 35 وطلائع الجيش الجمهوري تتشكل بالحجرية تحت قيادة عدنان الحمادي كانت مؤسسات الدولة من أمن وقضاء وسلطة محلية مشلولة فحمل هم الشق العسكري إلى جانب الأمني والقضائي والإداري لسبع مديريات في مسرح عملياته فصان حرمات المسلمين الثلاث من دماء وأموال وأعراض، وحارب الجريمة، وقدم نموذجا فريدا في تعز وكل اليمن.

أضاف: ارتبط عدنان بمجتمعه وكان جامعا وقائدا مؤثرا للشخصيات والوجهات الاجتماعية في تعز والمناطق الجنوبية المجاورة في لحج وعدن، وكان سياسيا يملك الدهاء والحنكة ووطد جسور التواصل مع قيادات جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية، وكان شامخا في وجه الطغاة والعابثيين وناصر المستضعفين.

من أخلاقه مع المواطنين والمجتمع وحزمه مع ضباطه، عندما كان ركن استخبارات اللواء 35 العقيد عبدالسلام نعمان مع ثلاثة مرافقين في جولة لسوق النشمة حسب المعتاد، اعترض طريقهم تاكس وطالبت منه فتح الخط وحدث سجال متبادل فتلفظ سائق التكس بالشتائم وفحط السواق فاطلق المرافقون النار وأصيب مواطن من النشمو نتيجة ذلك.

وجه عدنان بعلاجه بالمستشفى بتعز بالعناية المركزة وزاره للمستشفى وتكررت الزيارة للبيت وتحمل كامل تكاليف العلاج وخلال هذه المدة والاخ عبدالسلام ومرافقوه في السجن لأكثر من ثلاثة أشهر ونصف حتى تماثل المواطن للشفاء وقدم تنازلا، وقد توليت بنفسي مع الفندم محمود القدسي سيطرة اللواء 35 التحقيق مع الاخ عبدالسلام والأفراد بناء على توجيه القائد.

يتابع: موقف إنساني آخر.. عندما احترق احد المهمشين منزله ببترول مخزن كان لديه، ونتج عنه وفاة اخ المهمش وزوجته واصابة اختهم بحروق بالغة، وطلب مني المساعدة وكنت في وضع مالي صعب والمبلغ المطلوب مني كبير ووضع المصابين حرج وفور اتصالي بعدنان لم يتأخر دقيقة واحدة عن صرف المساعدة.

اجتماعياً، يردف المقدم الوهباني، كان هناك منظمة تكفلت بوحدة ضخ لمشروع يافق واشترطت توفير مولد كمساهمة من الاهالي خلال مهلة قصيرة أو سوف تسحب المشروع وبحث القائد ولم يجد مولدا كهربائيا، وكان اكثر همومه ان ينفع المنطقة لأن الناس بلا ماء، سمعت وكان هناك "اثنين مولدات كهرباء جديدة عندي بالقرية من ايام عفاش، رحمة الله تغشاه، فقلت له علي المولد يا فندم لكن بعض اصحابنا دخل المرض فيهم وبلغوا الاستاذ عبدالله نعمان القدسي بالأمر وطالبوه التدخل وكان بينهما احترام متبادل وقد تأثر الشهيد ورد عليه انه لسقاية الناس فقط ثم امتنع عن اخذه" أما انا فأخذت المولد وطلعته مباشرة لبئر المنطقة وبلغنا المنظمة بالعودة وحتى اليوم لا يزال صدقة جارية لروحه، بإذن الله.

في الصدد العسكري، يؤكد الوهباني في حديثه، أنه أدار معارك مشتركة في التخطيط والتنفيذ من سامع والشقب والاقروض والصلو إلى الكدحة مع بقية جبهات تعز الذي سجل فيها طلقته الأولى لكنه دائما ما تعرض للخذلان وتمكن بحنكته من تحرير مديرية الصلو في زمن قياسي بمعركة استمرت ثلاث ساعات وحرر المسراخ والاقروض وكنت اقوم بدوري كنائب ركن استخبارات.

وكان محاربا مهذبا مع العدو، ففي إحد المعارك بجبهة الصلو تم اسر حوثي مصاب وكنت بجانب الشهيد القائد فوصل المصاب إلى امامه وسأله من اين انت وما اسمك يا ابني؟ 

وعلى الفور وجه بنقله للعلاج ومعاملته كأسير حرب وتابع معالجته ووضعه ومثله اسيران من ذراع إيران آخران من تحرير المسراخ وكانت إصابتهما خطيرة فضلا في مستشفى خليفة وهو متابع للركن الطبي إلى أن تماثلا للشفاء وجرى مبادلتهما.

موقف آخر مع العدو، كنت انا والاخ عبدالسلام نعمان ركن استخبارات اللواء 35 وكان سجن اللواء بمعسكر النشمة قبل ان يتم تأسيس مقر العين، لم توقف للحظة المتابعة وتفقد السجون ويسأل الاسرى والمحتجزين عن تعاملنا معهم، ويقدم لنا النصائح ويذكر بالتعامل الإنساني.

ومن المواقف التي هزت عدنان الحمادي نتيجة طعنة من العدو الخفي المتمثل بالإخوان يوم تصفيه شقيقي الشهيد عبدالخالق عبدالرحمن سيف شهيد العلم والطالب بجامعة تعز بتاريخ 3 مايو 2019م. تابع: استدعاني الشهيد القائد قبل الجريمة بأسبوع وكلفنا أن أعود للعمل بالنشمة تمهيدا لاستقبال كتائب أبو العباس ولتهيئة الوضع ومنع المشاكل بعد تهجيرهم من المدينة القديمة من قبل مليشيات الإخوان.

استمررت بالعمل اسبوعا حتى تم تصفية شقيقي وقال بحسرة وألم دفين: انا من تسببت بمقتل الولد الشهيد عبدالخالق الحاج لأنني من أعادك للعمل بالنشمة واحتواء الموقف، فالعابثون مستاؤون من وجودك ويبحثون تفجير موقف ضدنا وضد كتائب أبو العباس مع الحاضنة الشعبية بالمعافر.

الأكثر ألما أن يتم تصفية الشهيد القائد عدنان الحمادي، رحمة الله تغشاه، بعد اخي عبدالخالق بسبعة أشهر كانت فترة قد شهدت مدا وجزرا بيني وبينه، ووضعته أمام ثلاثة خيارات مع العابثين الجدد: إما الانبطاح لهم أو إعلان الحرب عليهم أو التصفية الجسدية لنا في ظرف سنة.. كان صبوراً وحليماً ولا يريد أن يكون صاحب أول طلقة بالحرب الداخلية بتعز وقدم ثمن صبره باهظاً.. قدم روحه.