"تيار النهضة".. حيلة جديدة لـ"إحياء الإخوان" بالسودان

العالم - Tuesday 29 December 2020 الساعة 07:34 pm
نيوزيمن، العين الإخبارية:

كثفت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، مؤخرا من مساعيها للعودة للمشهد السياسي بواجهات جديدة بعد انهاء سيطرتها على الحكم التي امتدت ثلاثة عقود عقب انقلاب عسكري قاده الرئيس السابق عمر البشير وتم الاطاحة بنظامه بثورة شعبية في أبريل 2019.

مطلع الأسبوع الجاري، برز ما يسمى "تيار النهضة" كمولود مشوه للحركة الإسلامية السياسية، ضمن مساعٍ جديدة لتسويق هذا التنظيم في الشارع السوداني، بعد فشل جميع اللافتات والواجهات السابقة. 

وجاء الإعلان عن تيار النهضة بتخطيط من القيادي الإخواني أمين حسن عمر، ويضم قيادات الصف الثالث للتنظيم وقطاع الطلاب بالحركة الإسلامية السياسية، من الشخصيات الإخوانية غير المعروفة للسودانيين.

وتتلخص فكرة التيار الجديد، وفق مصادر سودانية في العودة إلى منصة تأسيس جماعة الإخوان السودانية، بأن يتم التركيز على التغلغل وسط المجتمع وقيادة عمل فكري ودعوي مزعوم، والابتعاد عن النشاط السياسي بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من تسويق تنظيمهم مجددا.

وتتضمن خطة الإخوان لتسويق واجهتهم الجديدة، وفق ذات المصادر، تبني خطاب ناقد لقيادات التنظيم من الصف الأول وضرورة محاسبتهم، والإقرار بأنهم فاسدون وشوهوا صورة الحركة الإسلامية، لإكمال مسلسل الخدعة.

غير ان تصريحات لأمين حسن عمر وهو قيادي بارز بنظام عمر البشير،  فضحت نوايا التيار الجديد وخلفيته الإخوانية، عندما أشار إلى أن "النهضة" سيتبنى معالجات فكرية لقضايا السياسة والاقتصاد والمجتمع، وهي ذات الخطة التي ولجت عبرها الحركة الإسلامية السياسية في السابق.

لكن السودانيون لم يعيروا اهتماما لهذا التيار الذي أعلنه فلول الإخوان يوم السبت الماضي، بينما اجمع خبراء وسياسيون بأنه سيواجه مصير الفشل الحتمي مثلما حدث مع الجماعة الأم.. معتبرين أن تيار النهضة ولد ميتا ومفضوحا للشارع، فضلا عن أن التاريخ الأسود للإخوان سيحرمها من تسويق نفسها مجددا في البلاد مهما استخدمت من أساليب وحيل.

ألاعيب مكشوفة

وفي هذا الصدد يقول الخبير السوداني عطاف محمد مختار ان تيار النهضة يعد أحد ألاعيب جماعة الإخوان ومحاولاتها للالتفاف، ولكن الشارع السوداني بوعيه لن تمر عليه مثل هذه الحيل مجددا.

ويضيف إن "السودانيين خلعوا المدغة الإخوانية وألقوا بهذا التنظيم إلى مزبلة التاريخ وإلى الأبد، ولن يتمكن من العودة تحت أي شعار جديد".

واردف مختار قائلا: "الإخوان عليهم أن يتطهروا أولا من دم الشعب السوداني والانتهاكات التي ارتكبوها خلال 3 عقود ماضية وهي كثير يصعب حصرها، قبل التفكير في العودة إلى المشهد مجددا لكنهم مكابرون ولن يفعلوا ذلك".

وشدد على أن "هذا التيار سيكون مصيره كسابقيه فقد استخدم الإخوان كثيرا من الواجهات منذ عزلهم، ولكن فضحتهم فطنة ووعي السودانيين".

أما المحلل السياسي علي الدالي فيشير إلى أن جماعة الإخوان اعتادت تغيير جلدها في كل مرحلة والتخفي خلف واجهات جديدة، ولكن هذه المرة يحرمها تاريخها الأسود الذي صاحب حكمها للسودان، من تسويق نفسها مجددا في المشهد.

وقال الدالي إن إخوان السودان الذين برزوا في أربعينيات القرن الماضي، تحولوا إلى مسميات مختلفة من جبهة الدستور، وجبهة الميثاق، والجبهة الإسلامية، والحركة الإسلامية وصولا للمؤتمر الوطني والشعبي، ولكن في كل مرة يفضحهم الاسم، حتى تيار النهضة لم يستطيع الخروج من هذه العباءة.

وتابع: "إذا كانت الظروف قد خدمت الإخوان وحملتهم للسلطة على ظهر دبابة (انقلاب عسكري)، دون أي سند أو تأييد شعبي، فإن تجربتهم في الحكم بقبضة السلاح ضاعفت حالة الكراهية في نفوس السودانيين تجاههم، ما يمنعهم من العودة".

وخلص للقول: "هذا التيار ولد ميتا ولم يحظ بأي اهتمام، وسيكون مصيرة الفشل، مثل الزحف الأخضر والحراك الشعبي الموحد وغيرها من الحيل".

فيما اعتبر المحلل السياسي أحمد حمدان، أن تيار النهضة بمثابة "فرفرة مذبوح" تعكس مدى تخبط وتوهان جماعة الإخوان الإرهابية منذ سقوطها عن الحكم بثورة شعبية".

وقال حمدان إن "جماعة الإخوان لها تاريخ سيئ ولن تعود إلى المشهد خلال المدى القريب وعليهم الاقتناع بهذه الحقيقة، فالشعب قد لفظهم ولن يطرحهم كبديل مستقبلا".

وزاد بالقول : "الإخواني أمين حسن عمر يحاول التذاكي بطرح تيار فكري للعمل وسط المجتمعات، ولكن خطته باتت مفضوحة ولن تجد أي قبول سياسي أو مجتمعي".

يذكر أنه تم عزل الإخوان في السودان بثورة شعبية في أبريل/نيسان 2019، وتمضي السلطة الانتقالية حاليا في تفكيك هذه الجماعة وتجفيف مصادر تمويلها، استجابة لرغبة وتطلعات السودانيين.