عام على مقتل سليماني.. نظام الملالي أكثر ضعفاً

العالم - Monday 04 January 2021 الساعة 06:23 pm
عدن، نيوزيمن:

في الذكرى السنوية لمقتل القيادي بالحرس الثوري قاسم سليماني، رأى المحلل العسكري الإيراني مراد ويسي أن إيران باتت أكثر ضعفاً من ذي قبل خصوصاً وأن نظام الملالي لم يستطع إيجاد البديل القوي.

ويقول ويسي، في تحليل نشر في موقع "ايران إنترناشونال" إن غياب سليماني أضعف النظام الإيراني برمّته من المُرشد، والحرس الثوري، وفيلق القدس، والجماعات المُوالية للنظام، إلى البيئة السياسية والعسكرية والأمنية في الشرق الأوسط.

تراجع حركة "فيلق القدس"

وأوضح التحليل أن اسماعيل قآني لم يتمكّن من لعب دور سليماني كقائد أعلى للجماعات المُوالية للنظام في الشرق الأوسط، من "الحشد الشعبي" وفروعه المختلفة في العراق، و"حزب الله" في لبنان، و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، والحوثيين " في اليمن، و"لواء فاطميون" (الميليشيات الأفغانية)، و"لواء زينبيون" (الميليشيات الباكستانية) في سوريا.

واشار الى ان قآني فشل في استخدام هذه الجماعات كشبكة لتنفيذ استراتيجيات إيران ضدّ خصومها وأعدائها في كل هذه المناطق والبلدان.

واستطرد قائلا "ولم يكن قآني قادراً على لعب دور سليماني كأهم لاعب للنظام الإيراني في الشرق الأوسط، نتيجة ثقة خامنئي والحرس الثوري به"، مببنا في هذا الشان ان في سوريا والعراق وقطاع غزة وحتى اليمن، هناك المزيد من المؤشرات على تراجع حركة فيلق القدس، حيث لا يتمتّع قآني بحركية سليماني الشخصية وتأثيره بين قادة الجماعات التي تعمل بالوكالة، كما أدت تجربة استهداف سليماني إلى الحدّ من حضور قآني الميداني في هذه الدول.

ردّ أقلّ من الحدث

ومضى المحلل العسكري الإيراني قائلا" وبعد قتل سليماني أضحت الإستراتيجية الأمريكية أكثر عدوانية ضدّ النظام الإيراني، والحرس الثوري، وفيلق القدس بصفته ذراعاً خارجية له، اتخذ دونالد ترامب إجراءات فعلية عندما أدرك أنه يتعيّن عليه قتل سليماني، وكان نهج إدارة ترامب تجاه التوترات بين السفن الأمريكية والقوارب السريعة للحرس الثوري الإيراني مختلفاً عن نهج إدارة سلفه باراك أوباما".

وزاد بالقول "بالطبع، حاولت إيران أيضاً إظهار رغبتها في عدم التراجع والإستعداد للمُواجهة باستهداف طائرة أمريكية دون طيار ومهاجمة قاعدة عين الأسد في العراق، "لكن الحقيقة أن الهجوم المعلن سلفاً لم يكن له نفس حجم مقتل سليماني، مذكرا بان  الولايات المتحدة قتلت أهم قائد في الحرس الثوري الإيراني وأهم قائد في الحشد الشعبي، لكن لم يُقتل جندي أمريكي واحد في الهجوم الصاروخي الإيراني".

غياب البديل القوي

ووفقاً لويسي ، فعلى الرغم من أن سليماني لم يكن القائد العام للحرس الثوري، إلا أنه كان أكثر أهمية وتأثيراً داخل وخارج الحرس الثوري من القائد العام للحرس الثوري الذي لم يكن له دور سوى الدعم واللوجستيات لفيلق القدس، بينما كانت القيادة العملياتية لفيلق القدس مع المرشد علي خامنئي.

ولفت الى تمتّع سليماني بعلاقة شخصية خاصّة مع خامنئي، لا يملكها أي من قادة الحرس الثوري الإيراني ومسؤولي النظام الإيراني، بما في ذلك قآني، كما ورد اسمه (سليماني) كمرشّح عسكري مهم لرئاسة الجمهورية. 

واردف "من الواضح أن إسماعيل قآني لا يتمتع بمثل هذا الموقع، ولا يُعتبر القائد الأهم بالحرس الثوري الإيراني، ولا يراه التسلسل الهرمي للحرس الثوري في موقع سليماني. ولذا، لا شكّ في أن الحرس الثوري أصبح أضعف دون قاسم سليماني".

انهيار نظام الملالي

وتابع لويسي قائلا :يُدرك خامنئي، أكثر من أي شخص آخر، أن أي صراع عسكري بين إيران والولايات المتحدة، قد يتحوّل إلى حرب شاملة، وأن النظام الذي يُواجه اضطرابات اقتصادية واحتجاجات شعبية، قد لا يكون قادراً على تحمّل الضغوط المُضاعفة لحرب جديدة فينهار النظام ويسقط".

واستدرك بالقول "لهذا السبب يُفضّل النظام وقائده والحرس الثوري وفيلق القدس تحويل الإنتقام لمقتل سليماني إلى مستقبل غير مؤكد وموضوع أبعد، وهو طرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط. "هو هدف بعيد المنال تقريباً، بل قد يكون مستحيلاً، بسبب بنية المُعادلات في المنطقة والعلاقات الواسعة للعديد من جيران إيران في الغرب والشرق والجنوب مع الولايات المتحدة".

وختم المحلل العسكري الإيراني قائلاً: "بشكل عام، أظهرت سنة دون سليماني أنه لا بديل للقائد الراحل. كما يُدرك خصوم النظام الإيراني وأعداؤه تداعيات إزاحة سليماني على الشرق الأوسط برمّته، وهم راضون عن ذلك".