طهران تطلب وساطة أوروبية لدى واشنطن لإنقاذ "الاتفاق النووي"

العالم - Tuesday 02 February 2021 الساعة 07:14 pm
نيوزيمن، وكالات:

دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاتحاد الأوروبي إلى التوسّط بين بلاده والولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال ظريف في تصريحات لشبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية إنه "يمكن أن تكون هناك آلية" إما لعودة "متزامنة" للبلدين إلى الاتفاق النووي، وإما "تنسيق ما يمكن القيام به".

واقترح ظريف أن يحدّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "التدابير التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وتلك التي يجب أن تتخذها إيران".

ويرمي الاتفاق الذي أبرم في فيينا بين طهران والدول الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) وبوساطة من الاتحاد الأوروبي إلى منع إيران من حيازة قنبلة ذرية، ويفرض قيوداً صارمة على برنامجها النووي ويحصر طابعه بالمدني والسلمي.

في المقابل، رفع المجتمع الدولي كل العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران.

لكنّ الرئيس الأميركي السابق اعتبر أنّ الاتفاق غير كاف على الصعيد النووي ولا يتصدى للبرنامج الصاروخي البالستي الإيراني وغيره من الأنشطة "المزعزعة" لإيران في الشرق الأوسط، وقرر سحب بلاده من الاتفاق في العام 2018 وأعاد فرض عقوبات على طهران ثم شددها.

 في غضون ذلك كشف وزير الطاقة الإسرائيلي في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن أمام إيران نحو 6 أشهر لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي واحد، وهي تقريبا ضعف المدة التي توقعها وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وإسرائيل واحدة من الدول القلقة من نية إدارة بايدن العودة للاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015، وتعارض الاتفاق منذ فترة طويلة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكن الشهر الماضي، قبل يوم من توليه منصبه بالإدارة الجديدة، إن الوقت الذي قد تحتاجه إيران لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى درجة النقاء المطلوبة لصنع سلاح نووي "تقلصت من أكثر من عام (بموجب الاتفاق النووي) إلى ما بين 3 أو 4 أشهر تقريبا"، مشيرا إلى أن تصريحاته تستند إلى معلومات منشورة.

لكن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قال في مقابلة إذاعية، إن إدارة ترامب "أضرت بشدة بمشروع إيران النووي".

وأضاف لإذاعة هيئة البث الإسرائيلي (مكان): "فيما يتعلق بالتخصيب، يمكنهم الوصول للكمية الكافية في غضون نصف عام إذا فعلوا كل ما يلزم.. وفيما يتعلق بالسلاح النووي تبلغ المدة حوالي عام أو عامين".

وسرعت إيران في الفترة الأخيرة من التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق الذي بدأت في انتهاك شروطه في 2019، ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرضها العقوبات عليها.

وتظهر أحدث تقديرات ربع سنوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادرة في نوفمبر، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع إلى 2.4 طن، أي أكثر بعشر مرات من المسموح به بموجب الاتفاق لكنه أقل كثيرا من 8 أطنان كانت لديها من قبل.

ومنذ ذلك الحين بدأت إيران في تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء أعلى وعادت لمستوى 20 بالمئة، الذي كانت قد بلغته قبل الاتفاق، بالمقارنة مع أعلى مستوى سابق البالغ 4.5 بالمئة.

ويحدد الاتفاق نسبة النقاء المسموح بها عند 3.67 بالمئة، وهي بعيدة تماما عن نسبة الـ90 بالمئة المطلوبة لصنع سلاح نووي.