يتبادلون الاتهامات ويستمرون في الأخطاء ويستغربون من الهزائم.. الشرعية والسعودية في مأرب

السياسية - Sunday 21 February 2021 الساعة 11:51 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

منذ آخر انتصار سجّلته جبهات مأرب، قبل عامين، والإعلام يمتلئ بالاتهامات المتبادلة بين كل الأطراف التي تحارب هناك.

يقول وزير الدفاع إن 70% من الجيش الوطني وهمي، وإن من في الجبهات من قوامه الكلي فقط “30%”، ويتعرض الوزير لحملات إعلامية ضد فساده، تماماً كما يتعرض له رئيس هيئة الأركان العامة صغير بن عزيز.. تقول قيادات عسكرية وشعبية من مارب وصنعاء وحتى من تعز وريمة وذمار، مقراتها في مارب إن كل الإمكانيات هي بيد “الإخوان” وهم جميعاً، كما من لا ينتمي للإخوان من الجيش الوطني، مقصيون عن الإمكانيات.

ومن السعودية لم تكن إقالة الأمير فهد بن تركي إلا واحدة من الأحداث التي مرت وسط اتهامات قيلت في وسائل الإعلام عبر محللين سعوديين ضد فساد إدارة الجيش الوطني، وإيقافها مخصصات ألوية ثبت فسادها.

ثم نرى حملات تتهم التحالف بالتقصير وبعدم مد الجيش الوطني بالسلاح الكافي للدفاع عن مأرب، فتأتي الأخبار كاشفة عن أسلحة وعتاد كبير غنمه الحوثيون من مخازن الجبهات التي ظلت راكدة حتى سيطر عليها الحوثي. ثم تتالى أخبار الطيران السعودي الذي يسير مع المقاتلين ضد الحوثي ساعة بساعة، فيؤكد أن التحالف يقدم دما سخيا، لكن القيادة اليمنية تقول أنه دعم غير كافي، فقواتها بدون مرتبات لأشهر.. وتقول السعودية أنها لن تدفع الاموال لجيش يقول قائده أن 70% منه وهميا.

وعلى مدى عامين لم تحقق الشرعية أى انتصار يُذكر. يسيطر الحوثي على عشرات الكيلومترات، ثم تتوقف الحرب، وتستعيد الشرعية كيلومتر واحداً تقدمه أنه انتصارات كبرى، ثم يعود الحوثي فيسيطر على عشرات أخرى. وخلال عامين لم يحدث تغيير سوى تعيين العميد صغير بن عزيز رئيساً لهيئة الأركان العامة. اشتعلت مارب بالصراعات بين المنطقتين السابعة والثالثة، هما معاً لوجستياً تحت سيطرة الإخوان، والثالثة تحولت قواتها إلى شبوة ومن ثم شقرة، ولكن مع ذلك يعتبر الإخوان أن الدعم السعودي يتجه للثالثة أكثر من السابعة، ويسعى الدعم لتشكيل قوة من المنطقة الثالثة تحارب الحوثي بدلاً عن السابعة التي تتالت هزائمها من نهم والجوف، ولكنها تعتد بصمودها فيما تبقى من مديريات محاددة بين صنعاء ومارب مثل مدغل ومجزر ورغوان.

وتسايرت الحملات المتبادلة بين السعوديين والإخوان والشرعية في مأرب، مع استمرار العمل أيضاً بذات القواعد التي ينتقد كل طرف منهما الآخر بشأنها، في تساير عجيب يثير التساؤل: كيف يتوقعون النصر إذا كان كل منهما يحافظ على أسباب الهزيمة ولو بحسب وجهة نظر كل منهما للآخر.

ومؤخراً قال القيادي الإخواني المقيم في أنقرة حميد الأحمر، إن الشرعية مجرد سلطة صورية، وإن التحالف العربي هو الذي يدير الحرب في اليمن، وهو من يتحمّل مسؤولية الانحرافات التي شهدتها الحرب.

ودعا الأحمر التحالف، في وقت سابق، إلى تقديم الدعم الكافي للجيش الوطني لتحرير صنعاء وكامل اليمن من الانقلاب الحوثي، محملاً التحالف الإخفاقات للجيش في مأرب والجوف ونهم. 

في حين أجمعت قيادات إخوانية، مؤخراً، على اتهام التحالف العربي وعلى رأسه المملكة بالتقصير تجاه مأرب، مطالبة بانسحابه، وتدخل تركي في الملف اليمني ضمن تحالف إسلامي لهزيمة الحوثيين.

وقال المحلل العسكري السعودي العميد المتقاعد حسن الشهري، إن الشرعية اليمنية كانت الحلقة الأقوى خلال العام 2015 ومن 2016 بدأت تتراجع عندما عُين نائب الرئيس والمسؤول الأول عن الجبهة. 

وعلّق المحلل السياسي محمد علي علاو على تصريحات قيادات الإخوان تجاه التحالف العربي، حيث قال في تغريدة له على "تويتر"‏، عندما يتفق جباري وحميد الأحمر على مطالبة التحالف الانسحاب من مأرب في ظل أن الغطاء الجوي للتحالف هو الذي يمنع دخول الحوثيين إلى مأرب ولولاه أسقطت مأرب قبل شهور. يؤكد أن هؤلاء الاخوانجيين متفقون مع الحوثيين على إسقاط مأرب وتسليمها لهم، وإلا ما مناسبة إثارتهم لهذا الطلب.