إحراق المهاجرين الأفارقة بصنعاء.. جريمة غير مسبوقة تستوجب المحاسبة العاجلة
السياسية - Sunday 14 March 2021 الساعة 07:50 am
هكذا تعاملت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، مع الذين رفضوا الانصياع لمطالبها الالتحاق بالجبهات أودفع مبالغ كبيرة.
في الحالتين استخدمت أداتها القمعية بشكل مفرط ووحشي هذه المرة ضد مهاجرين أفارقة بعضهم لهم سنوات في اليمن.
متابعة مشهد قصير لأحد الفيديوهات المسربة للحريق يحيلك إلى سيناريو من فيلم يحاكي جريمة كاملة الأركان.
ورغم الكم الهائل للأخبار التي تناولت الجريمة إلا أنه وحتى اللحظة لم تكن بحجم الحدث، لأن مرور ذلك دون محاسبة حقيقية أمر غير ذي جدوى.
المليشيا تبرر فعلتها
المليشيا في آخر ردودها، وبحسب مصادر مطلعة، أجبرت خمسة من قيادات الجاليات التوقيع على بيان يخلي مسؤوليتها عن الحادثة مقابل وعود كاذبة.
وبحسب البيان الصادر هناك مؤتمر صحفي للجالية السبت 13 مارس /الجاري وهناك شكوك حول ما سيترتب على هذا المؤتمر خاصة وأن هناك ضغوطات من قبل المليشيا على الجالية.
من جهته كان القيادي في الجماعة حسين العزي والمعين نائب وزير للخارجية في حكومة صنعاء
علق بقوله: "إن كل ما أثير عن مسؤولية جماعته عن الحادثة مجرد أوهام وافتراءات".
وأضاف في تغريدة له: "لقد تجنبنا الرد على أكاذيب (المرتزقة) كي يزدادوا سقوطا ويقينا منا بأن الباطل زاهق بطبيعته، وفيما هم متفرغون لنسج الافتراءات كنا منشغلين عنهم بمحاولة تقديم كل ما أمكن لمساعدة ضيوفنا والتخفيف عنهم".
البعض علق بأن التغريدة إشارة إلى أن المليشيا ربما تكون نجحت في ترويض أو إرغام قيادات الجاليات على السكوت عن الجريمة إضافة إلى أن تغريدة نائب الوزير فيها الكثير من المغالطة.
وكان العزي قد أرفق مع تغريدته بيانًا موقعًا من بعض قيادات الجاليات الخمس الإثيوبية، الاريترية، الجيبوتية، الصومالية، السودانية.
العزي أراد الإشارة إلى أن الحادث عرضي كما قلل البيان من عدد الضحايا واكتفى بذكر 43 شخصا رغم أن المعلومات تؤكد أنهم تجاوزوا ال100 غير الجرحى وعددهم يتجاوز ال200 على الأقل.
وعلى عكس ما أورده العزي فقد أوضحت بعض المنظمات في حينه أن المليشيا منعت وصول المساعدات وتعاملت مع الأمر بتكتم شديد وأن الغموض ما يزال الشاهد الوحيد إلى اليوم.
موقف الجانب الحكومي
البعض انتقد أداء الجانب الحكومي (الشرعية) مع المحرقة، متمنين موقفا أكبر من ذلك كون الحادثة إنسانية وتمس علاقة الشعب والنظام بتلك البلدان.
إلى ذلك فإن الأمر لم يعد غامضا أو أن ملابساته غير واضحة، على العكس تماما؛ فهناك معلومات مؤكدة وشهادات موثقة أثبتتها بعض المنظمات ومنها "مواطنة"، أن الحريق كان متعمدا وأن قوة من المليشيا الحوثية أحرقت المكان في محاولة لإنهاء اضراب عن الطعام كان قد بدأه المهاجرون المحتجزون.
منظمة الهجرة الدولية
لم تكن المنظمة (IOM) بعيدة عن الجريمة، فقد دعت منذ اللحظات الأولى جماعة الحوثي إلى ضرورة ايصال المساعدات وإطلاق سراح بقية المحتجزين رغم الصعوبات الشديدة التي واجهتها في معرفة أحوال أكثر من 900 محتجز.
المنظمة وفي آخر تصريح لها ذكرت أن الحوثيين ما زالوا يتعاملون مع الجريمة بغموض ورفضهم التعامل بشفافية من أجل الوصول إلى الجرحى والتحقيق الكامل في الحادثة.
من جانب آخر أكدت المنظمة أنه لا علم لها بالإجراءات التي اتخذت من جانب المليشيا بعد قيامها بدفن الجثث بشكل جماعي.
وقد علق مراقبون على الحادثة مؤكدين أن بعض المنظمات تعرف من أحرق المهاجرين لكنها تتجاهل ذلك مثل تعاملها مع القصف المستمر على مخيمات مأرب ورفع تقارير مضللة.
وكان لقاء مندوب الصليب الأحمر بالسفير الإيراني "حسن ايرلوا"، إضافة إلى الدعم السخي لمشاريع تصب في خدمة مشروع المليشيا قد استفز الكثير من المتابعين.
من جهته دعا الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إلى ضرورة التحقيق في قضية تمويل أنشطة تنحاز لذراع إيران في اليمن منها ما تم تداوله حول فعاليات موجهة لتدريب جناح عسكري خاص بما يسمى ب"الزينبيات".
المليشيا أزمة مقاتلين
تفاصيل كثيرة حاولت كشف حادثة المهاجرين الأفارقة في مبنى الجوازات والذي جاء نتيجة لإطلاق قنابل حارقة على المحتجزين.
تلك ردود فعل بشعة من قبل ذراع إيران بعد تكبدها خسائر كبيرة في معارك مأرب والساحل الغربي وتعز ما دفعها إلى ملاحقة المهاجرين ومساومتهم على القتال مقابل العيش.
ولعل الفيديوهات التي تم تسريبها من داخل السجن كافية لإدانة جماعة الحوثي أمام العالم ومنظمات حقوق الإنسان. فهي جريمة مكتملة الأركان ولا يمكن تجاوزها بسهولة.