خصروف.. من التبرير إلى الاعتراف: حين صنع الإخوان الهزيمة بانتصارات وجيش من الأكاذيب

الحوثي تحت المجهر - Thursday 15 April 2021 الساعة 02:55 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

في يوليو من عام 2019م كان اللواء محسن خصروف على شاشة قناة "اليمن" الرسمية يتحدث بانفعال ليسرد ما يقول بأنه خذلان التحالف لجيش الشرعية ومنعه من التقدم نحو صنعاء.

كان لحديث خصروف حينها وقع وأثر، فلم يكن حينها محللاً عسكرياً بل مسئولاً عن أهم دوائر جيش الشرعية، وهي التوجيه المعنوي، ويتهم التحالف حينها بعدم تقديم الدعم الكافي من السلاح والذخائر، لذا كان من الطبيعي أن تتم إقالته من المنصب عقب ذلك.

في مداخلته مع القناة الرسمية كان خصروف يقارن بين دعم إيران لجماعة الحوثي ودعم التحالف لجيش الشرعية، مؤكداً بأن عناصر الجيش تقاتل بسلاح خفيف ومتوسط وأن "التحالف لم يأتمن جيش الشرعية على أي سلاح ثقيل".

وفي أقل من 6 أشهر كانت جماعة الحوثي تستعرض حجم الأسلحة والذخائر التي سيطرت عليها من معسكرات جيش الشرعية في جبهات نهم والجوف بعد أن تساقط بشكل غريب وفي أيام، في مشهد مثل صدمة قاسية لخصوم الحوثي.

كانت المشاهد التي نشرها الإعلام الحربي لجماعة الحوثي أشبه بتكذيب لكل ما قاله خصروف، وهي تظهر عناصر الحوثي يعتلون الدبابات وعربات الكاتوشيا وإلى جوار المدافع الثقيلة بعد أن تركتها قوات الشرعية وفرت هاربة.

نسفت هذه المشاهد كل ما قاله خصروف وظل جماعة الإخوان وماكينتها الإعلامية تردده لتبرير وقف جبهات نهم بعدم وجود الأسلحة والذخائر وخذلان التحالف بل وإنه من يمنع تقدم جيش الشرعية نحو صنعاء.

فالمشاهد أظهرت أن ما جرى لم يكن أكثر من عملية استلام وتسليم وصفقة تسليح من جانب الإخوان للحوثي، وهو ما اعترف به خصروف ذاته ولو بشكل غير مباشر وبعد أكثر من عام، بظهوره الأخير على قناة "المهرية" الإخوانية ليؤكد استحالة سقوط جبهة نهم بيد مليشيات الحوثي.

بل إن خصروف سخر مما حدث بقوله "بأن 10 عجائز كن قادرات على صد الحوثي بالحجارة فقط" بالنظر إلى صعوبة المواقع التي كانت بيد جيش الشرعية.

اقترن اسم خصروف بالعبث الإخواني الذي طال دائرة التوجيه المعنوي التي ترأسها مع بداية الحرب وحتى إقالته في منتصف عام 2019م، تحولت فيها كيانا تابعا للدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح (الذراع السياسي للإخوان في اليمن) بالنظر إلى جحم عناصر الحزب في قوام الدائرة.

وفي يوليو من عام 2018م نشر "نيوزيمن" وثيقة موجهة من خصروف إلى نائب رئيس الوزراء حينها عبدالعزيز جباري الذي كان يترأس لجان صرف الرواتب لجيش الشرعية، يطلب فيها صرف رواتب موظفي الدائرة بقوام 849 شخصاً (433 ضابطاً و416 صفا وجنديا)، غالبيتهم العظمى من عناصر الإصلاح.

ونشر ناشطون لاحقاً صوراً من كشوف الدائرة أظهرت منح عناصر الإصلاح، بمن فيهم فنانون وإعلاميون، رتباً عسكرية في الدائرة رغم تواجد البعض منهم خارج اليمن، ضمن سياق العبث والفساد الإخواني الذي طال مؤسسة الجيش بالكشوف الوهمية.

وكما حول العبث الإخواني جيش الشرعية إلى جيش وهمي، حول العبث أيضا إعلام الجيش إلى منصة لترديد الانتصارات الوهمية أفقدته مع الزمن أي مصداقية أمام المتابعين.

ولعل أشهر حادثة ما نشره إعلام جيش الشرعية عن تحرير أولى قرية في مديرية بني حشيش شرق صنعاء للتغطية على سقوط جبهة نهم بالكامل أواخر يناير من عام 2020م.