بعد تصريحات أثارت غضباً خليجياً.. وزير خارجية لبنان يتنحى عن منصبه

العالم - Wednesday 19 May 2021 الساعة 07:08 pm
نيوزيمن، وكالات:

قدم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، الأربعاء، طلب إعفائه من مهامه للرئيس ميشال عون، بعدما أثارت تصريحات أدلى بها قبل يومين أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول الخليج.

وقوبلت تصريحات أدلى بها وهبة خلال مقابلة مع قناة الحرة، واعتُبرت "مسيئة"، بعاصفة من ردود الفعل محلياً وخليجياً، بدأت مع استدعاء الرياض للسفير اللبناني لديها، منددة بما وصفته بـ"تطاوله على المملكة وشعبها".

واتهم وهبة، المحسوب على تيار عون المتحالف مع حزب الله -ذراع إيران في لبنان-، دول الخليج بزراعة ودعم تنظيم داعش الإرهابي. 

وقال "أتى الدواعش الذين أحضروهم لنا دول أهل المحبة والصداقة والأخوّة، زرعوا لنا إياها بسهل نينوى وبالأنبار وبتدمر"، وهي مناطق من سوريا والعراق سيطر عليها التنظيم في عام 2014.

وفي خضمّ سجال على الهواء خلال الحلقة مع ضيف سعودي اتهم عون بـ"تسليم" لبنان إلى حزب الله، المدعوم من إيران، ذكّر وهبة بجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018. 

وسأل "من قتل خاشقجي في اسطنبول؟ الذي قتل خاشقجي في اسطنبول لا يجب أن يتحدث بهذه الطريقة"، ثم أضاف وهو يغادر الاستديو "لن أقبل وأنا في لبنان أن يهينني واحد من أهل البدو".

ورغم مسارعة وهبة في اليوم التالي إلى الاعتذار وتأكيده أنّ "القصد لم يكن (...) الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة"، وتنديد كل من رئاسة الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال ومسوؤلين بمضمون تصريحاته، إلا أن ذلك لم يحل دون عودة التوتر الى العلاقة اللبنانية الخليجية، خصوصاً مع السعودية.

وأثارت تصريحات وهبة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية ودول الخليج، وتصدرت تصريحاته "الأكثر تداولا" على موقع تويتر خلال الساعات الماضية.

واستنكرت الدول الخليجية تصريحات شربل، واستدعت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت سفراء لبنان، وسلمتهم مذكرات احتجاج رسمية.

ونددت وزارة الخارجية السعودية في بيان الثلاثاء، بشدّة بما تضمنته تصريحات وهبة "من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة". 

واستنكرت وزارة الخارجية الإماراتية أيضا، الثلاثاء، تصريحات وهبة ووصفتها بـ"المشينة والعنصرية". 

بينما استهجنت الخارجية الكويتية، واستنكرت بشدة في بيان تلك الإساءات التي عدتها " تتنافى وعلاقات الأخوة التاريخية التي تربط دول مجلس التعاون بالجمهورية اللبنانية".

وطالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، وزير الخارجية اللبناني، بتقديمه "اعتذارا رسميا" لدول مجلس التعاون الخليجي، بسبب "ما بدر من إساءات غير مقبولة على الإطلاق".

وفي ذات الإطار أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن أسفه البالغ إزاء ما صدر عن وزير خارجية لبنان. واصفاً تلك التصريحات بـ"البعيدة عن اللياقة الدبلوماسية".

ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة عن الأمين العام اعتباره أن لغة الحوار المستخدم من جانب كبار مسؤولي الدول العربية يجب أن تعكس دائما مشاعر الأخوة والاحترام المتبادل بين الشعوب العربية، وتتجنب ما يهيج الخواطر أو يُثير البغضاء ويُذكي الفتن.

من جانبها أعلنت الرئاسة اللبنانية، رفضها لكل "ما يسيئ إلى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والسعودية ودول الخليج خصوصا".

وأكدت أن ما صدر عن وزير خارجيتها "يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعكس موقف الدولة والرئيس ميشال عون".