مخلاف تعز.. حصار وهيكلة من قبل الحرب

السياسية - Friday 25 June 2021 الساعة 08:56 pm
نيوزيمن، كتب/ عبدالسلام القيسي:

ثمة خوف من الصف القبلي في تعز والذي يقبض بقدر شمال المدينة. 

لولا أبناء مخلاف وشرعب في شمال تعز لسقطت تلك الجبهة، فهم الشهداء ولا يذكرهم أحد، وهم الجرحى وهم الذين ضحوا منذ الوهلة الأولى في كل تعز بكل معركة تعز. 

قد لا أقول: حمود وصادق وسالم والبقية.

حمود ترك المدينة في منتصف المعركة وغادر، وسالم حول المدينة إلى قندهار، فالأول شيخ جديد يبحث عن مصلحته، والثاني مكولس حزبي يبحث عن مصلحة حزبه على حساب تعز ولن نقول على حساب المخلاف فقط.

لكن أين صادق سرحان؟ كان رئيسا للمجلس العسكري في تعز أول المعركة، وبحكم كونه يخضع لمعايير عسكرية أين ذهب الآن؟

سوف أبدأ لكم من البداية، الطلقة الأولى.

يجب أن نعود الى البدايات لتتضح النهايات، قراءة المشهد الذي يسيطر على مخلاف مهم جدا ومقاربته ضرورة ملحة، ولا يجب أن نتجاوز التناقضات التي تسببت بشرذمة المخلاف وسعى حزب الإصلاح للفصل الدموي بين القوى المخلافية وهو المفترض كان يعمل على تماسكها أكثر، لو كان يفكر بجدية. 

كانت أول مؤامرة على مخلاف في الشهر الأول للمعركة، لم يبدأ الحصار بعد ولا زالت المدينة سالكة ولم ينحز أحد لأحد، وقبل أن يفكر الإصلاح بالمواجهة أرسل حزب الإصلاح مليشياته لمهاجمة الشيخ الأكبر والقيادي المؤتمري حميد علي عبده سرحان إلى بيته بالمركزي الأسفل، كانت هذه أول مؤامرة 

 للحزب، المجاميع التي هاجمته تتبع شللية الصغار، عبده حمود الصغير، وامثالهما، لن أقول إن حمود سعيد وصادق سرحان لهما دور، في الهجوم، على بيت حميد بن علي، بل صمتهما كان كافياً لذلك الهجوم اللا أخلاقي وكانا يستطيعان منع ذلك الشرخ المخلافي.

تلك أول ضربة للإصلاح ضد المخلاف في مدينة تعز، بل في محافظة تعز، ومن الطبيعي أن أحمل سبب تلك الهجمة قيادات مخلاف من حمود إلى صادق إلى سالم، ولكن طبيعة سالم لا تجعلنا نصاب بخيبة الظن، فالمعروف عنه من قبل ذلك يجعلك تضحك، وبشدة.. الذي استغربناه فقط الصمت من صادق سرحان ابن عم حميد بن علي وأقرب الناس إليه وكذلك حمود سعيد، هو من ذات الدم. 

أنا أتحدث هنا عن برنامج مقيت للنيل من مخلاف، دعونا من الحوثي والمقاومة، ومن الانتماء والحد الذي تعيش فيه هذه القيادات، بل عن فكرة هيكلة مجنونة للطابور القبلي. 

بتلك المعركة التي استهدفت الشيخ حميد انقسمت مخلاف، حميد هو الشيخ الأول في مخلاف وغالبية مخلاف معه وحدثت هوة كبيرة وخربطة بالولاءات بين الطرف الذي يسمي نفسه بالمقاومة ويخضعون المعركة للأغراض الشخصية وبين حميد بن علي الذي وقف مدافعا عن ذاته لا عن أحد، وكان كل هؤلاء الذين في تعز بواجهة وحميد بن علي بواجهة لوحده، يستمد قوته من إرثه الكبير في المجتمع التعزي والمخلافي، وتأريخه المشرف.

غادر رجال كثر أثناء المعركة إلى صف الشيخ، حميد بن علي، وحدثت ضغينة كبيرة تسبب بها إصلاح تعز بين رجال مخلاف، بل ووصل بهم الحد إلى إرسال يوسف سعيد مسعد، الشهيد، مع مجاميعه إلى المقوات الأسفل لقتال الحوثي ولما وصل هناك أدرك أنهم ارسلوهم لمهاجمة بيت الشيخ حميد بن علي ورفض الهجوم وانسحب، فحميد بن علي، من بلاده، ويعرف تأريخه الاجتماعي والسياسي وموقفه ولا مبرر لهذا الهجوم اللعين عليه، يوسف خالف الحزب ورفض الأوامر وإن لم يصف مع حميد فلقد غادر المكان، وهذه تهمة كبيرة لدى حزب الإصلاح.

كان حميد بن علي وحيدا يقاتل بمؤمني بلاده، وباسمه، وبتأريخه في مواجهة الهجمة الأشد على منزله من الإصلاح، وقد مرغناهم بالتراب ووقعوا غنيمة للبلاد التي صفت في جانب الشيخ حميد وتناسلت إلى فدائيين دافعوا عنه فهو شرفهم الأول.

بعد الهدنة، وانتهاء القتال غادر الشيخ إلى بلاده في مخلاف، وانحاز فقط لرعيته، وهنا غادرت معه طوابير صلبة من مخلاف وبعدها أرسل الإصلاح إحداثيات منزله إلى الطيران وتم دك البيت وبعد ذلك غادر كل مشايخ مخلاف، المشايخ الأصل وصفوا في البلاد على الحياد إلى جانب الشيخ حميد الذي يشتركون معه بالكرامة والتأريخ الكبير والطول القبلي منذ الزمانات، من بقي في تعز؟

الذي يحدث الآن نتائج لما حدث آنذاك

وجد أبناء مخلاف أنفسهم لوحدهم بتعز ووجدوا أنهم يقاتلون في معارك بكل جهات المدينة، رغم أن الجبهة الأولى التي اشتعلت في شمال تعز ناحية مخلاف ورضخ حمود لجيوسياسة الطمع الإصلاحي، الذهاب خلف خيار الحزب في تجميد الجبهة الشمالية، لأن رجال حمود الذين من مخلاف في المدينة وهم قلة من مخلاف، لذا لا يهمه الأمر البتة.

خسِر صادق سرحان أكثر، بهذا الانقسام المزري، الذي حدث، فحميد اقربهم إليه والذين مع حميد أقرب الناس للذين مع صادق في تعز، وبقي بيد واحدة قبليا، ويعرف عن سرحان أنه لا يرضخ ذلك الرضوخ الكامل للحزب بمدينة تعز، ومع ذلك ليست هناك صلة تعاون مشترك بين حميد وصادق، بل هناك الطوابير التي خلفهما قبضة واحدة، وهذه الطوابير تشظت.

بعد ضرب بيت الشيخ حميد بالطيران ضج المكون المخلافي في تعز، ضجوا وبشدة، وفي تلك الآونة تشكلت الحماقات في تعز وبدأت الفرزية المقيتة في الإصلاح ضد الذين رفضوا أن يصفقوا لضرب وهجوم الشيخ حميد قبل معركتهم مع الحوثي، وتركهم إلى آخر الأمر. 

هناك انقطاع تام، الشيخ حميد يحمل هؤلاء قرابته في مدينة تعز سبب الذي حدث، فصمت حمود وصادق هو من سمح للإصلاح بالتطاول.

ولهذا قاد الإصلاح المعركة عكس مخلاف وضحى بابناء مخلاف في جبهات كثيرة منه للتحرير ومنه للخلاص منهم، ويخاف تحرر مخلاف وأن تعود القوة الصلبة واحدة وهي أكثر ما تخيفهم، لذا يمنعون تحرير مخلاف.

سعوا إلى إيجاد بؤرة جديدة تلتهم أبناء مخلاف، فكانا غزوان وغدر وهم من بلاد، هما صنيعة المقر دون معرفتهما، لهيكلة القبيلة الشرعبية بمدينة تعز ولشيطنة مخلاف وكل رجال الشمال التعزي ومن ثم اقالوا صادق سرحان وتفرجوا على الحيمة رغم القرب بين الحيمة وجبهة تعز، ومنعوا أبناء مخلاف بشدة من قيادة معركة الأربعين وقاد حمود سعيد بقيتهم إلى الحجرية وقاد سالم بقيتهم الى تحرير الكدحة وصحاري وجبال وهو يرى مخلاف من رأس جبل جرة، هل شاهدتم؟

يحاصر الحوثي فقط مخلاف وشرعب، ويرفض الإصلاح أن يفك الحصار بالسلم أو الحرب، فهو يعلم أنه سيفقد قوته بذلك وهذه النقطة ستدور في رؤوس الإصلاح وتنفجر.

هذه الهجمة على بكر سرحان تكملة لمسرح الدم الإصلاحي الذي بدأ بالهجوم على بيت الشيخ حميد بمثل هذا الشهر عام 2015م، ثم انتهى بالهجوم على منزل صادق سرحان في مثل هذا الشهر بعد ست سنوات، أكلت آنذاك.

من تخلى عن ابن عمه لأجل الحزب سوف يتخلى الحزب عنه، ولا أسيء هنا لأحد، فأنا كتبت الحقيقة التي اكتهما، ولكوني أدرك أن هناك هيكلة اجتماعية أكبر من الحرب بين الإصلاح والحوثي، بل هيكلة مستقبل البلاد. 

ما كتبته سوف يغضب الجميع، حميد صادق وحمود وكل الناس وأصحابي وجمهوري وكل الناس، ولكن على مخلاف تدارك نفسها فقط.

الروضة الآن تتفرج على المسبح، سينتهون بالمسبح ويبدأون هناك، مجرد قفازات مرحلية في يد المقر، سرعان ما سيرمونكم بالفخاخ واحداً تلو الآخر، والحل يكمن في تشكيل مكون مخلافي يهتم بتحرير بلاده ويسعى لإزالة الشرخ الذي سيلتهم الجميع، بكل مكان.

ثمة أفق أسود ينتظركم، والقادم أدمى.