بالبندقية لا بالتمني.. قالها "طارق" وأدركها العالم بعد حين
السياسية - Wednesday 30 June 2021 الساعة 10:00 pm
ينصت البعض لصدى الصوت القادم من جبهات القتال، ويحدّق في مجريات الأحداث وهي تتسارع على بناء سياج من الأمنيات حول صنعاء وبقية مدن الشمال، يستفحل الحوثي فكراً ووجوداً، ويزدهر الاطمئنان الإيراني وهو يُسقى بأمنيات خصومه، ودماء اليمنيين.
يحوم الوقت في انتظار البنادق التي لا بد أن تكون في مقدمة الجبهة شمالاً، وينصاع لقرارات الجبهة وظروفها، ويتحرك ضمن نطاق الأهداف بكل دقة واتقان من أجل إنجاز المهمة، لكنه يموت في أمنيات "الإخوان" وينسكب في أباريق من فضة يشرب منها أباطرة فنادق الرياض وراكبو الشرعية المنتهكة حرمتها.
يتلو المقاتل في الساحل الغربي فرجاً يزيح القيود التي كبّلته بها اتفاقية استوكهولم، ينادي ويناجي أن البندقية هي الحقيقة التي تُعيد الشمال لبنة يمنية، وأنها الوحيدة قادرة على أن تحرم إيران مرتعاً لأفكارها ومشاريعها التدميرية، يعاني المقاتل من الانتظار بعد أن أصبحت المعركة قراراً دولياً.
قالها صادقاً "طارق صالح" إن الشمال لا يعود بالأمنيات، ولبس جعبته واستندت بندقيته كتفه، وتقدم رأس المعركة جندياً تلفح الشمس وجهه، وتخنق الرملة رئتيه، ويرى الموت أمامه كما يراه جنوده بكل شجاعة وبسالة، لكنهم أوقفوا طارق "باستوكهولم"، وصنعوا لبندقية الساحل إيقافاً مؤقتاً وربما دائماً.
واليوم يخرج العالم بفمه يتحدث عن واقع مزر وعار هو لحاف لشرعية الفنادق، حديث عن طرف شرعي في شمال اليمن، عن الحوثي بناره ونيره وعمامته السوداء، طرفاً يحق له حكم الشمال، بعد أن أهدته أباطرة فنادق الرياض عجزها وفشلها في خوض المعركة ذات الإمكانيات المهولة، وصرخ العالم بفم أمريكي: لا يمكن للأمنيات أن تحرر الشمال.
لا يملك أباطرة الفنادق خياراً سوى أن يخلقوا في التمني ظروفاً من خلالها يخبرون السعودية والعالم أنهم يجرون المعركة ضد الحوثي إلى نهاية المشروع الإيراني في اليمن، ولكن حقيقة أن بقاء تلك الأمنيات هي الوسيلة المثلى لاستمرار التوغل الطهراني في صنعاء، مقابل استمرار فنادق الرياض عامرة بأباطرة الفساد وتجار الحروب من اليمنيين.
في الشمال أفواه الناس مفزوعة وفارغة من الخبز والكلام، لا شيء وجدوه يسندهم من وحشية مخالب طهران، وصلتهم أمنيات من يريدون المقاومة بدون خوض المعركة، فقتلتهم أكثر بالوجع والندم والأنين.
كيف لأولئك الأباطرة الفاسدين أن يرسلوا لتحرير الشمال أمنياتهم، ويذهبوا لخوض معركة في الجنوب، لا لشيء وإنما ليشعروا بنزوة القتال وشراهة الخراب والعبث، هذا الجنوب الذي سوف يخلق الانتصار للشمال لو يمنعوا عنه الحرب، لكنهم أعداء للجنوب والشمال معاً، وأصدقاء للفساد والنهب والسلب والتجوال في أروقة الفنادق وعواصم الدول الأخرى.