وزير الأشغال في حكومة المليشيات يرفض العودة من لندن ومساعٍ حوثية لاستبداله بأحد قياداتها

السياسية - Wednesday 14 July 2021 الساعة 11:22 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر سياسية في العاصمة صنعاء لنيوزيمن، عن استمرار رفض وزير الأشغال العامة والطرق في الحكومة الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، غالب مطلق، العودة إلى صنعاء رغم مرور أكثر من عام منذ سفره إلى خارج اليمن.

وكان وزير الأشغال المحسوب على حصة المؤتمر الشعبي العام وحلفائه في الحكومة الخاضعة لسيطرة المليشيات غالب مطلق غادر العاصمة صنعاء على متن إحدى الرحلات المتوجهة إلى العاصمة العمانية مسقط قبل أن ينتقل منها إلى العاصمة البريطانية لندن بغرض تلقي العلاج، وذلك للمرة الثانية التي يسافر فيها الوزير مطلق إلى لندن بغرض العلاج منذ توليه منصبه في حكومة الحوثي.

والوزير غالب مطلق المنحدر من محافظة الضالع الجنوبية هو أحد القيادات الجنوبية المتواجدة في صنعاء والتي كانت تمثل الحراك الجنوبي السلمي والقريب في توجهاته مع المؤتمر الشعبي العام الذي ضمه ضمن حصته في الحكومة التي شكلها مع الحوثيين وفقاً لاتفاق الشراكة عام 2016م والذي انقلبت عليه المليشيات بعد عام ونيف وأنهته تماماً بعد قيامها باغتيال علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام ورفيقه الأمين عارف الزوكا في ديسمبر 2017م حينما شنت حربها على الرئيس صالح ومنزله وسط صنعاء.

وحسب المصادر فإن مطلق يبرر رفضه العودة إلى صنعاء بممارسات المليشيات الحوثية التي أنهت الشراكة خصوصاً بعد قتلها لصالح، ومصادرتها لصلاحياته واختصاصاته الدستورية والقانونية، واستيلائها على مخصصات وأموال صندوق صيانة الطرق وتحويل تبعيته للوزارة إلى تبعيته لمكتب الرئاسة، حيث أصبح القيادي في مليشيات الحوثي أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة هو الذي يتولى الإشراف على صرف ميزانيات ومخصصات الصندوق والمبالغ المالية الضخمة التي يتحصل عليها كمساعدات من المنظمات الدولية، فضلا عن ممارسة حامد لفساد مالي من خلال إسناده للمشاريع التي ينفذها الصندوق فيما يخص صيانة الطرق بدعم خارجي لمقاولين ومهندسين موالين للمليشيات أو مقربين منه لقاء حصوله على نسبة عمولات مالية ضخمة.

وتقول المصادر إن مطلق قال لبعض القيادات السياسية التي تواصلت به محاولة إقناعه بالعودة إن مليشيات الحوثي لا تؤمن بالشراكة حتى مع القيادات التابعة لها من أبناء الشمال، أما موضوع الشراكة مع أبناء الجنوب فهي قضية لا وجود لها في فكر وسياسات المليشيات الحوثية، وبالتالي فالحديث عن تمثيل جنوبي في ظل حكومة تحكمها عنصرية مذهبية وسلالية بات مستحيلاً.

وتضيف المصادر، التي تحدثت لنيوزيمن، إنه وفي المقابل فإن قيادات في مليشيات الحوثي تضغط باتجاه تعيين وزير جديد بديلا للوزير غالب مطلق، مبررة ذلك بتوجيه اتهامات له بممارسة فساد مالي في وزارته من خلال صرفه لمبالغ مالية كبيرة من مخصصات صندوق صيانة الطرق، والمخصصات التابعة للوزارة لحسابه الشخصي، مشيرة إلى أن هذه القيادات تسعى لإحلال أحد عناصرها بديلا لمطلق، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح حتى الآن، بسبب استمرار مطالبة بعض القيادات في المؤتمر الشعبي العام من أبناء المحافظات الجنوبية في صنعاء بالتريث وإتاحة الفرصة لها لمواصلة مساعيها بإقناع الوزير مطلق بالعودة.