مليارا مسلم يوجهون أنظارهم صوب مكة.. الحج ولهفة "الراحلين إلى منى"
السياسية - Sunday 18 July 2021 الساعة 05:18 pm
"ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينوانا المتيم قد نحرت فؤادي".
اكثر من ملياري مسلم يوجهون وجوههم صوب الاماكن المقدسة، وينتظرون اداء منسك عيد الاضحى المبارك الذي يصادف الثلاثاء الموافق 20 يوليو 2021، بقلوب مسلمة لملك الملوك الحي القيوم رب الارباب ومكون الأسباب.
ومعظم هؤلاء المسلمين هم من فقراء الارض وكل منهم يرحل إلى العيد بمظلمة او اسى او الم يعانيه، بل ومعظم بلدان المسلمين تعاني النزاعات والصراع والحروب بفعل اطماع الساسة، فيما يكون المواطن المسلم هو الضحية بالدرجة الاولى، وتأتي اليمن في الصدارة من بين هذه البلدان، حيث تراق الدماء في كل لحظة وباسم الله والدين، والله والدين من ذلك براء.
للسنة الثانية على التوالي يأتي موسم الحج في ظل الجائحة، الامر الذي خفف اعداد الحجاج عن الاعوام السابقة بفعل اجراءات التباعد واحتياطات منع العدوى، الا ان ذلك لم يمنع حج القلوب والافئدة التي تحلق كل لحظة من كل مكان في العالم إلى البقاع المقدسة.
فكلما سمعنا تلبية الحجاج وتكبيرات العيد تطير القلوب شوقا الى الأراضي الطاهرة هناك، حيث بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف.
لتطوف الارواح مع الحجاج حول الكعبة، وتبيت معهم بمنى، وترمي معهم الجمرات في العقبة، وتصعد عرفات، وتنحر حيثما نحروا.
يجسد الحج إلى جانب كونه الركن الخامس من اركان الاسلام، الوحدة واللحمة الاسلامية في كل بقاع العالم، وهو يجمع كل الناس في دين الاسلام على شعيرة واحدة وشعور واحد شعوباً وقبائل والواناً متعددة.
الهيام والتضور شوقاً للأماكن الطاهرة جعل الشيخ الصوفي الجليل عبدالرحيم البرعي يتداعى إلى الذهن وهو مسافر في عام ما من القرن الثامن الهجري قاصداً الحج، وهو فقيه ومفتٍ وشيخ يمني متصوف معروف، ومن أهل التراجم ولغوي متمكن، وذو قدر رفيع في الأدب والسيرة والفقه.
وصل البرعي إلى تخوم مكة وكان يبعده فقط عنها حوالي 50 ميلاً فاشتد عليه المرض، وبينما كان يشم ريح الأماكن المقدسة نظم قصيدته الصوفية العصماء وهو يحتضر، وكان يرى نفسه يحج ويصف ذلك وصفاً، ليموت بعد القاء القصيدة للتو وهو لم يصل إلى مكة بعد وقد دفن في ذات المكان الذي مات فيه ويدعى ب"خيف البرعي"، جهة وادي الصفراء بمحافظة بدر في العام 803 هجرية.
وقد باتت القصيدة انشاداً ومغنى صوفيا ومناجاة لكل قاصد بيت الله الحرام فيما بعد وحتى اليوم:
"يا راحلين إلى منىً بقيادي
هيجتموُ يوم الرحيل فؤادي
حرَّمتمو جفني المنام لبُعدكم
يا ساكنين المنحنى والوادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
العِيسُ أطربني وصوت الحادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا
مني السلامَ أُهَيْلَ ذاك الوادي
وتذكروا عند الطواف متيماً
صبّاً براه الشوقُ والإبعاد
لي في ربى ظلال مكة مرهمٌ
فعسى الإلهُ يجود لي بمرادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصفا
عند المقامِ سمعت صوت منادي
يَقُولُ لِي يَا نَائِماً جدّ السُّرَى
عَرَفَاتُ تجلو كل قلب صَادِي
من نال من عرفات نظرة ساعة
نال السرور ونال كل مراد
يا رب أنت وصلتهم وقطعتني
فبحقهم يا رب حُلّ قيادي
بالله يا زوار قبر محمد
من كان منكم رائحاً أو غادي
فليبلغ المختار ألف تحية
من عاشق متقطع الأكباد".
كتب الله أجركم وتقبل صالح الاعمال وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير.