أسعار المواشي تحرم حضرموت فرحة العيد.. ومواطنون: حكومة لا تكترت بما يحدث!

الجنوب - Monday 19 July 2021 الساعة 11:24 am
القطن، نيوزيمن، خاص:

أجرته اليومية لا تكفي لتلبية احتياجاته اليومية وأغراض بيته الأساسية فكيف بذبح أضحية أو شراء عدة كيلو من لحم العيد، قال عامل البناء ياسر قوقح، "إن الوضع بات سيئاً للغاية". 

قوقح حمّل الحكومة مسؤولية المواطنين الضعفاء والفقر المدقع الحاصل في البلاد وما ينتح عنه من سوء تغذية حاد ومرض أطفال وفقر يتطور حتى الموت من الجوع وعدم سؤال الناس حاجته من الغذاء، لافتاً أن كل الوسائل المعيشية أصبحت صعبة، حيث لا حكومة تكترث بما يحدث ولا أي أحد لديه سلطة يعلم كيف هي معاناة الشعب في ظل تزايد مستمر لانقطاع الكهرباء. 

تتجه الأنظار الى أسواق الماشية في مدن وادي حضرموت في مثل هذه الأيام، واقع لا يشكو منه المشترون فحسب، بل حتى تجار المواشي أيضاً؛ لأن أسعارها ارتفعت تلقائياً تزامناً مع هبوط العملة المحلية وارتفاع الأجنبية واستيراد الماشية بالعملة الصعبة وتكلفة نقلها ما سيتحمل تلك الزيادة المستهلك. 

ينتظر سوق الأغنام الواقع وسط مدينة القطن شرقي البلاد زبائنه على أحر من الجمر، فالعادة جرت أن يتزايد في أيام ما قبل العيد، لكن الأسعار لا تبشر والبعض يقُبل للسؤال والمساومة بحسابات دقيقة قد ترهق جيوبهم؛ رغم أن الاستطاعة من أهم الشروط التي توجبها الأضحية، فهي ليست فرضاً بكل تأكيد لكن الأكيد كيفية اقتناء لحم العيد. 

يتزامن كل هذا مع ارتفاع جنوني في مختلف السلع والخدمات ما يحتم على كثر وضع جدول أولويات قد يتقدم ترتيب أولوية الأضحية أو يتأخر حسب الأوضاع المالية لكل شخص. 

وعلى غير عادته في مثل هذا الوقت من العام يبدو سوق الأغنام خال من الزبائن على حد كبير، سوء الوضع الاقتصادي وعدم انتظام صرف رواتب الموظفين دفع كثيرين للتخلي عن شراء لحوم العيد بالرغم من استيراد تجار المواشي نصف أعداد المواشي التي يحتاجها وادي حضرموت في هذه المناسبة، بحسب حديث مربي الأغنام "محمد فراره" مع "نيوزيمن"، مضيفاً إن إقبال المواطنين تراجع لمستوى غير مسبوق مقارنة عن الأعوام السابقة. 

في حين عزى المواطن "سالم عبدالشيخ" لـ"نيوزيمن" التراجع عن الاقبال لشراء الاضاحي الى عوامل في مقدمتها انهيار العملة المحلية أمام الأجنبية وارتفاع نسبة البطالة وتوقف الكثيرين عن العمل؛ بسبب ظروف الحرب، الى جانب النزوح من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية. 

وصنفت الأمم المتحدة اليمن أفقر الدول العربية بما وصلت نسبته 75 بالمئة مقارنة بـ47 بالمئة قبل بدء الحرب في العام 2014م، موجزة أن إجمالي الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية يقدر بأكثر من عشرين مليونا. 


وفي ظل هذه الظروف بات الفشل يهدد الموسم الحالي الأمر الذي سيترك آثار سلبية على تجار المواشي، وهو صورة مصغرة عن طبيعة الأوضاع الاقتصادية التي تجري في البلد بشكل عام والتي تعاني من شلل شبة تام بسبب أوضاع وأزمات يبدو لا حلول لها في المدى المنظور.