العالقون في الهند.. مأساة يتكسب منها المسؤولون وسماسرة السفارة

السياسية - Wednesday 28 July 2021 الساعة 10:46 am
عدن، نيوزيمن:

وقفت اليمنية "فاطمة" محتارةً مع طفلها في أورنج أباد بالهند، بعد أن اُبلغت من سفارة بلادها هناك بتأجيل رحلة سفرها إلى عدن للمرة الثالثة؛ ما بحوزتها من مال يبدو أنه نفد منها، والمسكن الذي كانت تستأجره باتت على وشك تسليمه وقد باعت محتوياته عندما كانت تمهد للعودة إلى موطنها الأصلي.

تعيش "فاطمة"، وهو اسم مستعار لشابة أكاديمية من اليمنيين العالقين في الهند والذين تضرروا بشكلٍ كبير من فساد سفارة بلادها والسماسرة المحسوبين عليها، ظروفًا معقدة في بلدٍ يعصف به فيروس كورونا والفطر الأسود ويعيش أزمة صحية مزدوجة تطلبت من مئات اليمنيين المقيمين هناك اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم بعد أن ساءت الأحوال.

في العاشر من يوليو الجاري كانت فاطمة قد حجزت لها ولطفلها مقعدين على شركة الخطوط الجوية اليمنية، غير أنها اُبلغت بأن الرحلة غير قادرة على استيعاب مزيدٍ من الركاب، تم ترحيل حجزها إلى ال 17 من ذات الشهر وواجهت نفس المشكلة، ليُرحل الحجز مرة أخرى إلى تاريخ 24 من يوليو الجاري.

لا تزال اليمنية المحتارة في أمرها مع قرب انتهاء إقامتها بداية اغسطس القادم عالقةً في الهند مع نحو 530 يمنيا، بينما مسؤولو السفارة يرفضون حتى التجاوب مع شكاواها غير مكترثين للظروف المعقدة التي تعيشها مع طفلها هناك.

وتحدث ل"نيوزيمن" عدد من العالقين في الهند بعضهم مرضى وعوائل؛ مؤكدين أن مسؤولي السفارة وعلى رأسهم القنصل اليمني في مومباي يحيى غوبر وشريكه معاذ الجبوبي يديرون شبكة فساد لابتزاز العالقين واتخاذ الأزمة التي يعيشونها فرصة للتكسب والربح.

وقال أحد العالقين، مفضلًا عدم ذكر اسمه حتى لا يتعرض للمضايقة، إن القنصل اليمني في مومباي يحيى غوبر يتولى قيادة فريق من السماسرة وأصحاب الرشى لتسفير العالقين بناء على اشتراطات تفرض على العالقين دفع الرشوة لتصدير أسمائهم إلى قوائم المسافرين على شبكة الخطوط الجوية اليمنية.

ونبه المصدر إلى أنه حدث تلاعب كبير بالأسماء والحجوزات وتم تسفير عشرات العالقين في مقاعد عالقين آخرين استبعدوا من السفر كونهم لم يوافقوا على دفع رشى للمسؤولين، أو بالأحرى لم تسمح لهم ظروفهم المادية بالدفع.

وذكر المصدر أن السفارة نقلت مجموعة من العالقين على متن أربع رحلات لطيران اليمنية إلى مدينة عدن خلال أيام متفاوتة، وقد أخبر مسؤولو القنصلية العالقين أن الأولوية بالسفر تكون للمرضى، إلا أن الوساطات والرشى المدفوعة أبقت مئات المرضى في الهند وتم تسفير كثيرين خارج إطار الأولويات المذكورة.

وبدأ مئات العالقين التخطيط للخروج في وقفات احتجاجية إلى أمام مبنيي القنصلية والسفارة للتعبير عن غضبهم من الإجراءات التعسفية والفساد الحاصل في أروقة السفارة بهدف دفع المسؤولين هناك إلى التعاطي بشكل عادل مع هذا الملف الإنساني المتأزم.

وبحسب اللجنة الإشرافية لإجلاء المواطنين اليمنيين العالقين في الهند، فإن إجمالي عدد العالقين العائدين إلى اليمن في أربع رحلات بلغ نحو 621 عالقا، تم نقلهم من الهند واستقبالهم في مطار عدن.