فتحية الحداء.. ناشطة سخّرت نفسها لمساندة الطلاب واللاجئين اليمنيين في السودان

السياسية - Sunday 01 August 2021 الساعة 03:19 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

قلّ أن تجد أشخاصا يمنيين في العواصم العربية والعالمية يقفون إلى جانب بعضهم في الوقت الذي انشغل فيه الساسة ورجال الأعمال بمصالحهم الشخصية أو قل المحدودة إن صح التعبير.

أن تسخر نفسك ووقتك وجهدك لمساعدة الآخرين وأنت تدرك عظمة هذا الفعل وبإمكانيات محدودة جدًا فهذا دليل على الروح التي تحملها والمسؤولية الأخلاقية التي تدرك قيمتها وهدفها.

سنتوقف أمام امرأة مختلفة من باب رد الجميل وإظهار حقائق حتى يكون الإنصاف جانبا من جوانب الخير بالمقابل.

فتحية أو أم اليمنيين

منذ أن قادتها الأقدار للاستقرار في العاصمة الخرطوم تعمل فتحية الحداء كناشطة في جوانب إنسانية عديدة، همها تبني قضايا اللاجئين اليمنيين بمختلف توجهاتهم وأطيافهم وانتماءاتهم السياسية والجغرافية دون أي تمييز أو تلكؤ، حتى مسكنها المتواضع أصبح مأوى لمن تقطعت بهم سبل الحياة.

أطلقت عليها الجالية اليمنية في الخرطوم لقب "أم اليمنيين" نظير ما تقوم به من أعمال منذ ما يقارب الخمس سنوات.

ساهمت في توفير تذاكر سفر لمن عجزوا عن مواجهة أسعار التذاكر المرتفعة ويريد العودة لبلده، سعت في سد حاجة المعوزين وكانت سببا في توفير مئات السلال الغذائية والأدوية وحل كثير من مشاكل اللاجئين بالتعاون مع دائرة شؤون الأجانب والسفارة اليمنية.

ما نقوم به واجب لا أكثر

تقول الأستاذة فتحية ل"نيوزيمن"، ما نقوم به ليس سوى واجب تحتمه الظروف التي تلاحق اليمنيين جراء الحرب.

تضيف، نحن خلقنا لخدمة بعض واذا لم نحول طاقاتنا إلى فعل إيجابي فما الفائدة وهناك عشرات العالقين والمحتاجين للوقوف إلى جانبهم.

وعن فتح مسكنها لمن تقطعت بهم السبل تقول، هذا طبع اليمنيين وديدنهم، نحن نعيش حالة مشتركة ومعاناة واحدة ونعاني من ظلم واحد حل بنا جميعا في الداخل والخارج.

متطوعة مع UN

برزت فتحية من خلال جهد ونشاط ميزها عن كثير من الناشطين ما دفع بمنظمة الـ UN لاختيارها كمتطوعة لخدمة اللاجئين اليمنيين.

وقد لعبت دورًا بارزًا مع ظهور جائحة كوفيد19 التي اجتاحت العالم ونعكست على آلاف اليمنيين في الخارج وخصوصًا في السودان.

في العام 2018 حاول كثير من اليمنيين في الخرطوم إيجاد كيان يدافع عن حقوقهم ويظهر للرأي العام معاناتهم فكانت فتحية أول المبادرين والداعمين لتأسيس مبادرة إنسانية بحتة ليتم اختيارها نائب رئيس لجنة العمل الإنساني.

استغلت منصبها لخدمة الجالية هناك، إضافة إلى طرح أفكار عديدة على طاولة المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة.

كل ذلك كان يجري بصمت ودون تمييز أو تكسب ما جعل منها تتصدر المشهد أوساط الجالية اليمنية في السودان الشقيق.