التعليم في صنعاء.. إرهاب وطائفية المدارس الحكومية ورسوم الخاصة الخيالية
السياسية - Tuesday 10 August 2021 الساعة 11:20 am
بعد تدمير مليشيا الحوثي لمدارس صنعاء الحكومية، بصورة ممنهجة، وتحريف مناهجه وإيكال الأمر فيه لأتباع الحوثي من غير ذوي الاختصاص والكفاءة، اتجهت للاستثمار بالتعليم بإنشاء المدارس الخاصة، حيث بلغت أكثر من 550 مدرسة خاصة، وفقاً لإحصائيات رسمية.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينوتصل كلفة التلميذ في بعض هذه المدارس إلى 200 ألف ريال كمتوسط، والحديث هنا عن المدارس الذائعة الصيت، كمدارس الرشيد والنهضة، التي يصل فيها رسوم الطالب للمرحلة المتوسطة أكثر من 290 ألف ريال في القسم العربي، بينما يصل في المرحلة الثانوية لأكثر من 380 الف ريال.
وتفرض مليشيات الحوثي، على المدارس الحكومية، إقامة مسرح واذاعات حول الشهيد ويوم الشهيد والمناسبات الطائفية أكثر حدة من الخاصة، وطائفية المناهج ومحورتها، فيما لا تزال الخاصة هي من تطبع منهجها، لتتجه شريحة كبيرة من الأسر لهذه المدارس رغم مبالغها الطائلة التي تدفع للرسوم.
"ما نتقاضاه لم يعد يساوي ربع قيمته الشرائية، لتأتي المدارس وتقضي على ما تبقى"، هكذا وصف الموظف الحكومي، محمد الشبامي لـ"نيوزيمن"، الذي يتقاضى مرتبه وفقاً لسعر صرف 250 ريالا لكل دولار، معاناته مع مصاريف أبنائه الثلاثة الدراسية.
وأضاف: "نحن أمام خيارين، إما تدريس أبنائنا في الخاصة وتجرع هذه الأسعار، أو ارسالهم لمدارس حكومية لا تعطي أي نتيجة علمية فقط حشو مذهبي وتلقين الطلاب فكر الحوثي والقتال وغيره".
تحكي أم جميل الواسعي، عن معاناتها مع بداية كل سنة دراسية، حيث تطغى الهموم على حياة الأسر اليمنية، في ظل عدم وجود أدنى متطلبات الحياة والحقوق وأهمها حق التعليم، ويبدأ مسلسل الهموم الأكثر صعوبة في إيجاد المدرسة المناسبة خصوصاً في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل وتوقف صرف الرواتب، إذ بات من الصعب اختيار مدرسة تكون قريبة وكادرها التدريسي جيدا ورسومها في المتناول، ثم يأتي هم شراء اللوازم الدراسية (الزي المدرسي والدفاتر والمستلزمات الأخرى).
رسوم خيالية
وذكر الموظف عبدالله السمان تجربته مع المدارس الخاصة من الحضانة وحتى الثانوية، وقال: "ابني الأول في الصف السابع وابنتي في الصف الرابع، والثالثة في الثاني، وسنوياً هناك زيادة في الأسعار بدون أي تطور أو اختلاف في المبنى أو الخدمات المقدمة للطلبة".
وتساءل السمان عن حيثيات موافقة وزارة التربية والتعليم على الزيادة السنوية في هذه المدارس دون وجود تطوير حقيقي فيها؟! وقال: "وزارة التربية والتعليم، ورغم أن قانون تنظيم التعليم الأهلي والخاص يمنحها الحق في اعتماد مقدار الرسوم المدرسية، إلا أنها لا تقوم بأي شيء في هذه المسألة، وهو ما أطلق العنان للمدارس الأهلية لتفرض ما تشاء من رسوم دون مراعاة أي معايير أو ظروف معيشية أو غيرها، وهذا يدل على ان الوزارة تتعامل فقط بمنطق (هات حقي، وافعل ما تريد).
وعبرت سميرة سنان، عن سخطها من ارتفاع رسوم الدراسة هذا العام والتي تفوق طاقة الجميع، حيث قالت: "الحمدلله زوجي مغترب ويرسل لنا ما يكفينا للعيش، إلا أن الرسوم الدراسية هذا العام أصبحت أكثر مما كانت عليه العام الماضي، وتفوق طاقة تحملنا".
إتاوات حوثية
وأوضح عدد من المدارس الخاصة، أن سبب مثل هذه الزيادات عديدة؛ من أهمها الإتاوات المفروضة على المدارس من قبل الحوثيين والزام المدارس الخاصة في كل مديرية بترميم أو تأثيث بعض مكاتب التربية، إضافة لإرسال جملة من الطلاب في مختلف المستويات للدراسة بدون أي رسوم، وتعاقد مع مدرسين أكثر كفاءة في سبيل تحسين جودة العملية التعليمية، وتعديل امتيازات الكوادر التعليمية المالية.