طريق باتيس - لبعوس.. مشروع عملاق لقبائل يافع يعري شرعية "التسول"
السياسية - Monday 30 August 2021 الساعة 07:39 am
بشكل غير متوقع، لاقت الحملة الوطنية لدعم مشروع (طريق يافع "باتيس رصُد معربان لبعوس")، تفاعلاً كبيراً، وتمكنت من جمع تبرعات بأكثر من مليار ريال خلال أقل من أسبوع.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينوجاءت الحملة على إثر دعوات لناشطين وبعض القيادات من أبناء يافع مؤخراً لتنفيذ المشروع، لتتحول الدعوات إلى حملة منظمة وكيان مؤسسي تضم هيئة إدارية عليا من قيادات بارزة منها قائد ألوية العمالقة ابوزرعة المحرمي، وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي عبدالرحمن شيخ، وعدد من القيادات العسكرية والمدنية والمجتمعية من أبناء يافع.
المشروع الذي يُعد أهم مشاريع يافع وأكثرها فائدة، بحسب الصحفة الرسمية للمشروع على "الفيس بوك"، التي أشارت إلى أن إطلاق الحملة بعد تعثر المشروع بسبب توقف تمويله المعتمد من دولة قطر.
الطريق البالغ طوله 76 كم يهدف إلى الربط بين مديريات يافع الثماني والموزعة بين محافظتي لحج وأبين، ويعد "شريان حياة لجميع أبناء يافع، كونه سيربط مناطق يافع الجبل فيما بينها، ويربط مناطق يافع الجبل بيافع الساحل، ويساهم في كسر العزلة المفروضة على المناطق الجبلية"، كما يقول القيادي بالمجلس الانتقالي عبدالرحمن شيخ.
لتعلن الحملة يوم الأحد الماضي عن إطلاق حملة تبرعات لصالح المشروع، كان لها تجاوب كبير من قبل أبناء يافع في الداخل والخارج، لتتمكن من جمع أكثر من مليار ريال يمني مع حلول مساء الجمعة.
وقال مسؤول حملة التبرعات ومستشار الهيئة العليا للمشروع أبو أنس الصافي، عبر صفحته الرسمية فيسبوك، إن قبائل يافع بمكاتبها العشرة اجتازت مليار ريال يمني، مساء الجمعة، وإن التبرعات دخلت في المليار الثاني.
إطلاق هذا المشروع يأتي ضمن ما بات يُعرف بـ"ثورة الطرقات" التي تشهدها مناطق يافع، حيث شقت كثير من الطرقات خلال الست السنوات الماضية بتبرعات من أبنائها، لترسم لوحة مضيئة في عتمة الأوضاع الصعبة التي خلفتها الحرب.
اتجاه أبناء يافع نحو شق الطرق بجهودهم الذاتية يعد نتيجة طبيعية لتخلي الشرعية بشكل كامل عن تقديم أي خدمات أساسية للمدن المحررة وعلى رأسها العاصمة المؤقتة عدن، فضلاً عن تقديمها للقرى والمديريات البعيدة.
وللمفارقة، ففي الوقت الذي كان فيه أبناء يافع يطلقون حملتهم لإنجاز حلمهم بشق طريق باتيس – لبعوس بين الجبال لربط 8 مديريات موزعة بين محافظتين، كانت قيادة الشرعية تكيل عبارات المديح للسعودية لإنقاذ وجهها بإصلاح اثنين من أهم الطرق الحيوية.
حيث غرد رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، في صفحته على "تويتر"، للحديث عن زيارته للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ولقائي بالسفير محمد آل الجابر، ليعلن أن مؤسسة الربع العالي ستبدأ في تنفيذ طريق العبر خلال أسبوع، كما قال بأن مناقصة طريق هيجة العبد ستعلن خلال 15 يوماً.
ومثل طريق العبر وصمة عار لفساد الشرعية وفشلها في صيانة الشريان الوحيد الرابط حالياً بين اليمن والسعودية، في حين يمثل طريقة هيجة العبد الشريان الوحيد لمدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي.
طريقان يمثلان شريان حياة بالنسبة لمناطق الشرعية ونفوذها، ظلا عنواناً للموت والحصار لسكان هذا المناطق ولليمنيين بشكل عام، رغم الموارد المهولة التي تجنيها الشرعية من هذه المناطق وعلى رأسها عائدات الغاز والنفط.