تسليم جبهات البيضاء وبيحان للحوثي.. ورقة الإخوان الأخيرة لإفشال اتفاق الرياض

تقارير - Sunday 19 September 2021 الساعة 09:44 pm
البيضاء، نيوزيمن، خاص:

تواصل مليشيات الحوثي، ذراع إيران، تحقيق انتصاراتها على عدة محاور، بعد سيطرتها على مواقع واسعة في محافظة البيضاء، وتقدمها في بعض مناطق بيحان بمحافظة شبوة، عقب انسحاب القوات الحكومية الخاضعة لحزب الإصلاح الإخواني. 

ويعتقد هادي والإخوان، بأن نقل المعركة مع الحوثي إلى الجنوب هو الطريق الأمثل للبقاء أكثر في مناطق الجنوب النفطية، والهروب من تنفيذ بنود اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي، غير أنهم بهذا المخطط يكتبون نهاية شرعيتهم في الجنوب. 

وأصبح الخطر الحوثي قريباً هذه المرة من الجنوب، الذي تحرر في العام الأول على انطلاق عاصفة الحزم، وهي في عامها السابع، فاليوم مليشيات الحوثي أسقطت مناطق في شبوة الجنوبية، وتحشد على تخوم مديرية لودر بمحافظة أبين. 

وقال مراقبون سياسيون، إن ما جرى ويجري في أبين وشبوة، وسقوط جبهات البيضاء دون قتال، يعود سببه الرئيس لانشغال هادي وشرعيته بالجنوب، والساحل الغربي، الذي حررته المقاومة الجنوبية والعمالقة والمقاومة الوطنية، ولم تشرف وزارة الدفاع على تلك الانتصارات. 

حقد عبدربه منصور هادي تجاه الجنوب أوصل الحوثي إلى أبين وشبوة، وأنانية علي محسن الأحمر أسقطت الجوف ونهم وغيرهما الجبهات لصالح الحوثي، فالرئيس المؤقت يرفض الشراكة مع الانتقالي الجنوبي، رغم توقيعه اتفاق الرياض مع المجلس. 

واستخدم هادي والجماعة المسيطرة على مؤسسة الرئاسة كل الوسائل مع المجلس الانتقالي لإفشال اتفاق الرياض وتدميره كلياً، ففشلوا بالخيار العسكري والاقتصادي والخدماتي، فلم يعد أمام هادي والإخوان سوى خيار الحوثي، وفسحوا المجال أمامه، في البيضاء، التمدد أكثر باتجاه الجنوب. 

وكانت نتائج هذه الوسائل التي استخدمها هادي والإخوان، ضد الانتقالي عكسية وجاءت في صالح المجلس، وأكدتها الانتفاضة الشعبية في عموم محافظات الجنوب ضد سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها الشرعية الإخوانية ضد الشعب. 

وأطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، تهديدات باتخاذ خيارات، قاسية ضد الشرعية لإنقاذ أبناء الجنوب من المجاعة نتيجة رفض الحكومة العودة إلى عدن للقيام بمهامها، وجاء ذلك عقب الانتفاضة الشعبية الأمر الذي وضع الشرعية الإخوانية في الصورة أمام دول الرباعي كطرف يعرقل عودة الحكومة ويؤكد وقوفها خلف الأزمة الاقتصادية. 

وكانت دول الرباعي، السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا، قد أصدرت بيانا مشتركا ضد الشرعية اليمنية، وتدعو فيه الحكومة إلى العودة إلى عدن وإنهاء الأزمة الاقتصادية والعمل على تنفيذ بنود اتفاق الرياض. 

التصريحات التي أطلقها المجلس الانتقالي عقب الانتفاضة الشعبية، والبيان السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني المشترك، كل ذلك سلط الضوء على الشرعية كطرف معرقل لاتفاق الرياض، ويبدو أنها أدركت الخطر من الجميع ولجأت لتسليم المواقع إلى الحوثي، كهروب من الضغوط الدولية عليها.