في ذكرى ثورة 26 سبتمبر.. احتفالات شعبية ورسائل قوية للحوثي
السياسية - Wednesday 29 September 2021 الساعة 11:24 am
تفاعل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي مع الذكرى الـ59 لثورة 26 سبتمر، ونشرهم لصور الثورة والثوار، والأغاني الوطنية، وصور الاحتفالات الجماعية والفردية، واستحضار الماضي القريب الذي كانت صنعاء وغيرها من المحافظات تزدان بالمظاهر الاحتفائية الرسمية والشعبية والحزبية.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينتزامناً مع الاحتفال بالذكرى الـ 59 لثورة 26 سبتمبر، وإعلان يوم الأحد عطلة رسمية بالمناسبة، عمدت جماعة الحوثي في مختلف الإدارات التربوية والمدارس، وبعض المصالح الحكومية لإلغاء الإجازة بصورة غير معلنة، حيث أبلغت الموظفين خصوصاً القيادات الإدارية والوكلاء، عن اجتماع هام عقد صباح الأحد في عدد من المدارس والإدارات، وبرغم استنكار الموظفين لذلك، تم التبرير بأنه مجرد "ساعتين" للاجتماع ويعودون إلى منازلهم، ومن يخالف الحضور يتحمل عواقب ذلك.
حراك إلكتروني غير مسبوق
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي، بالصور ومقاطع الفيديو التي تمجد الثورة وأبطالها، ومآثرها، وهو ما يراه الكثير من المثقفين ردة فعل شعبية على تهميش جماعة الحوثي لهذه الثورة، ورفضا صريحا للمحاولات الحوثية لطمسها أو تشويهها، بل إنها رسالة واضحة لرفض الشعب للعنصرية والاستعلائية التي تمارسها الجماعة الحوثية منذ انقلابها على السلطة.
وأشار البرلماني اليمني أحمد سيف حاشد للرسالة التي وجهها الشعب بهذه المناسبة في منشور على حسابه في فيسبوك قائلاً: "لمن يفهم.. عيد 26 سبتمبر كان قبل عهد لا يعدو أكثر من يوم إجازة باردة.. اليوم بات رفضا يموج.. احتجاجا وتمردا يتسع.. استفتاء شعبيا غامرا.. فكرة ملهمة.. ذكرى في النفوس تتقد وتشتعل.. ما بعد هذا الإفهام إفهام.. إن لم تر هذا ولم تحسن قراءته.. غدا تراه بكلفة فادحة.. كلفة العين والبصر.. غدا تراه قيامة لا يجديك فيها الندم.
وأكد الصحفي اليمني محمد غبسي، عبر فيسبوك، أن عودة الشباب للأغاني الوطنية دليل وعي جمعي قادم، مشيراً إلى أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن ثورة لزيادة وزن الروتي أو تخفيض سعر البنزين (في إشارة لأزمة 11 فبراير 2011 ونكبة 21 سبتمبر 2014).. بل كانت مارداً ضد ظلام طال سواده أكثر من 1000 عام.
ووجه غبسي انتقاداً لقناة اليمن الفضائية في الرياض بسبب تجاهلها لهذه المناسبة الوطنية، وكتب: بحثاً عن أغاني سبتمبر تابعت أمس "ليلة العيد" القنوات اليمنية، كان أسوأ شيء أن قناة اليمن في الرياض ظلت لأكثر من ساعتين في نشرة أخبار مفتوحة تقرأ التهاني التي رفعها أكثر من عشرين مسؤولا للرئيس الغائب، المسؤولين الذين بسببهم كرهنا الثورة وقاطعنا القنوات والنشرات منذ عشرات السنين.
وتساءل: متى يعقل هؤلاء!؟ متى ينقرضون من حياتنا؟
أما المصور الفوتغرافي عبدالرحمن الغابري فقد تفرد بنشره لصور مختلفه من محطات الثورة وأبرز قيادتها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وقائد الثورة المشير عبد الله السلال.
ورغم التضييق الذي تمارسه جماعة الحوثي على قيادة المؤتمر الشعبي العام ووسائله الإعلامية في صنعاء، إلا أن صحيفة الميثاق أصدرت عدداً خاصاً بالمناسبة، في إشارة واضحة إلى رفض الحزب للممارسات الحوثية ومحاولاتها طمس الثورة، وتكميم الأفواه المتحدثة عنها.
احتفال شعبي رغم التهديد بالاعتقال
لم تثن القبضة الأمنية والبطش الحوثي، والتضييق على ثورة 26 سبتمبر، المواطنين في محافظتي إب وذمار، عن إقامة احتفالاتهم بمبادرات فردية، رغم محاصرة الحوثيين للمواطنين المحتفلين في النادي الأحمر وسط مدينة ذمار، ومنعهم من إيقاد شعلة ذكرى ثورة سبتمبر في محافظة ذمار وتهديدهم بالاعتقال، إلا أن حضور المواطنين وبشكل عفوي، يمثل دليلاً كافياً للرفض الشعبي للحركة الحوثية وممارساتها التي تكرس نفس النهج الذي مضت عليه الإمامة قبل ثورة 26 سبتمبر، ويرى الكثير أن ما حدث في ذمار رسالة واضحة للرفض الشعبي خصوصاً وأن هذه المحافظة من أكثر المحافظات التي يعتمد عليها الحوثي في الحشد والتعصب المذهبي بعد محافظة صعدة.
وبالرغم من التهديدات نفذ المواطنون تجمعاً عفويا، قبل أن يتم محاصرتها من قبل العشرات من عناصر الميليشيا التي هددت المواطنين بالاعتقال وأجبرتهم على التفرق، وفق ما ذكرت مصادر محلية.
إلى ذلك شهدت مديرية السدة، مسقط رأس مُفجّر ثورة 26 سبتمبر الشهيد البطل علي عبد المغني، مهرجاناً جماهيراً احتفاءً بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، أوقد أبناء مديرية السدة شعلة الثورة في ميدان ظفار بمدينة السدة في طقوس سنوية لذات المناسبة، وتخلل المهرجان خطابات ثورية ورقصات شعبية وأغان وطنية، وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لاحتفالات المواطنين.
كما شهدت مدينة إب وعدد من المديريات مظاهر احتفال مماثلة، حيث أوقد المواطنون شعلة الثورة في الشوارع ومن على أسطح المنازل وفي أعالي الجبال، كما تزينت المنازل والمحلات التجارية بالأعلام الوطنية، في مبادرات فردية وتعبير عن رفض جماعة الحوثي التي تعد امتداداً للإمامة.