كاتب عربي: إيران مصرة على إسقاط مأرب و"الشرعية" مركزة على مواجهة الانتقالي

السياسية - Sunday 03 October 2021 الساعة 06:51 am
عدن، نيوزيمن:

قال كاتب عربي بارز، "هناك إصرار إيراني، على السيطرة على مدينة مأرب (شرقي اليمن) ذات الموقع الاستراتيجي"، مشيرا إلى أن هذا الإصرار يفسره توغّل الحوثيين في محافظة شبوة بغية استكمال حصارهم لمأرب والوصول إلى مرحلة لا يعود أمام المدافعين عنها سوى الاستسلام".

وقال الكاتب اللبناني خير الله خير الله، في مقال حمل عنوان "فات أوان إعادة تشكيل الشرعية في اليمن": "ما يثير الاهتمام، ليس الاستماتة الإيرانية، ذات الأهداف المعروفة، من اجل وضع اليد على مأرب وإنما ذلك التقاعس لدى "الشرعيّة" التي على رأسها عبد ربّه منصور هادي في اتخاذ الإجراءات التي تضمن منع سقوط مأرب". 

ورأى أن "هذا التقاعس ليس وليد امس وليس وراءه عبد ربّه وحده"، مضيفا: "في الواقع، تقف وراء هذا التقاعس ايضا جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل في اليمن تحت لافتة حزب التجمّع اليمني للإصلاح".

وتابع: "لولا سلاح الجوّ التابع للتحالف العربي، الذي استطاع وقف تقدّم الحوثيين في اتجاه مأرب مرات عدّة، ولولا قبائل محلّية مثل عبيدة ومراد، لكانت مدينة مأرب سقطت قبل أشهر عدّة ومع سقوطها يكتمل القسم الاهمّ من المشروع الإيراني في اليمن وهو مشروع اقلّ ما يمكن وصفه به انّه في غاية الخطورة على كلّ دول شبه الجزيرة العربيّة".

وأوضح أنه "بمجرّد سقوط مأرب، بعد صنعاء، يكون اكتمل بناء كيان يمني تابع كلّيا لإيران، على غرار الكيان الذي أقيم في غزّة مع فارق معيّن". 

وأردف "يتمثّل هذا الفارق المعيّن في انّ إيران ليست وحدها التي تسيطر على الإمارة الإسلاميّة، على الطريقة الطالبانيّة، التي أقامتها "حماس" في غزّة منذ العام 2007. كان لدى يران دائما شركاء، بينهم تركيا وجهات اخرى... الى ان دخلت مصر جدّيا على الخط في القطاع وباشرت تهدئة الوضع في غزّة من اجل اعادتها الى وضع طبيعي في ضوء الحرب الأخيرة التي وقعت مع اسرائيل في ايّار- مايو الماضي".

وقال خير الله خيرالله: "في المقابل لا وجود لـ"شرعيّة تعرف ماذا تريد.. تلقت هذه الشرعية ممثّلة بقيادات اخوانيّة، تلقت عروضا بالمساعدة من جهات عدّة، من بينها العميد طارق محمد عبدالله صالح، الذي يواجه الحوثيين على جبهة الحديدة".

وتساءل: "هل لا يزال ممكنا انقاذ مدينة مأرب في ظلّ "شرعيّة" يمنيّة، اقلّ ما يمكن ان يقال فيها انّها مهترئة؟". وأردف: "وضع "الشرعيّة" -التي لديها قوات في حضرموت تفضّل عدم استخدامها في مأرب- ميؤوسا منه". 

وقال خير الله إن "الشرعية" بفرعيها (عبد ربّه والاخوان) تركز حاليا على مواجهة "المجلس الانتقالي" الجنوبي الذي يسيطر على عدن ومناطق أخرى والذي هناك مآخذ للمواطنين عليه.

وتابع: "هذه "الشرعيّة" ترفض أدراك ما على المحكّ في مدينة مأرب وأنّ سقوط المدينة سقوط نهائي لها". 

وأضاف: "الشرعية اليمنية لا تعرف ان ايران تعرف ماذا تريد في اليمن وأنّ الانقلاب الذي نفّذه الاخوان المسلمون بجناحهم المدني الذي كان على رأسه الشيخ حميد عبدالله بن حسين الأحمر وجناحهم العسكري بقيادة علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى/ مدرّع، لم يكن في العام 2011 سوى في مصلحة الحوثيين... أي لمصلحة ايران ومشروعها اليمني. هذا مشروع ستتوضح معالمه أكثر في حال سقوط مدينة مأرب، وهو سقوط وارد للأسف الشديد".

واستطرد قائلا: "في مناطق الحوثيين في اليمن، لا مكان لقرار غير القرار الإيراني. يؤكّد ذلك ما حصل مباشرة بعد إطلاق مبادرة السلام السعوديّة في آذار – مارس الماضي. كان الرأي الذي ساد رأي حسن ايرلو السفير الإيراني في صنعاء، وهو ضابط في "الحرس الثوري". قرّر ايرلو عبر تغريدة له ان "مبادرة السعوديّة في اليمن مشروع حرب دائم واستمرار للاحتلال وجرائم حرب وليس انهاء للحرب (....)".

وأكمل: "الى الآن، لا يتجرّأ الحوثيون على مخالفة القرار الإيراني. كلّ ما في الامر ان الهجوم على مأرب مستمر، كذلك تستمر الاعتداءات من داخل الأراضي اليمنيّة على الأراضي السعوديّة والاهداف المدنيّة عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ.

وقال الكاتب اللبناني إنه "لا وجود لاجندة حوثيّة مستقلّة عن الاجندة الايرانيّة. حتّى اغتيال الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من كانون الاوّل – ديسمبر 2017 في صنعاء، كان بتوقيت إيراني وليس بتوقيت حوثي. كان الحوثيون، لأسباب مرتبطة بالرغبة في الثأر، يريدون تنفيذ جريمتهم مباشرة بعد استيلائهم على صنعاء في 21 أيلول – سبتمبر 2014. لكنّ ايران منعتهم من ذلك وتركتهم ينتظرون الى اواخر السنة 2017."

وأعتبر خير الله أنه قد "يكون فات أوان إعادة تشكيل "الشرعيّة" التي على رأسها عبد ربّه منصور هادي ونائب الرئيس علي محسن صالح الأحمر..

هذه "شرعيّة" لم تدرك منذ البداية معنى سقوط صنعاء في العام 2014". 

وأشار خير الله إلى أنه وقبيل سقوط العاصمة، ذهب عبد ربّه منصور هادي الى محافظة عمران، عند مشارف صنعاء، ليتحدث الى الحوثيين بكلّ ايجابيّة عن استيلائهم على معسكر اللواء 310 الذي كان يقوده العميد حميد القشيبي. 

وأكد الكاتب اللبناني أن هادي "فعل ذلك، على الرغم من ان علي عبدالله صالح ارسل اليه أربعة من مساعديه لتحذيره من النتائج التي ستترتب على رفضه التصدي للحوثيين في عمران ولم يأبه (هادي) للتحذير من منطلق ان لدى الرئيس السابق حسابات يريد تصفيتها مع الحوثيين.