المولد النبوي.. موسم سنوي لابتزاز التجار وإثراء مشرفي الحوثي
السياسية - Tuesday 05 October 2021 الساعة 08:02 am
قبل حلول المناسبة بنحو 20 يوماً بدأت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- فرض إتاوات مالية جديدة على العاملين في القطاع التجاري بصنعاء والمحافظات المجاورة لها تحت مسمى المشاركة في الاحتفاء بمناسبة المولد النبوي الذي يصادف 12 ربيع أول من كل عام.
ووجهت مليشيا الحوثي كافة مسئولي السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية والمؤسسات والأجهزة الرسمية بإقامة فعاليات / مظاهر احتفائية بالمناسبة وفرض جبايات مالية إضافية على السكان والعاملين في القطاع التجاري.
وحسب عاملين في القطاع التجاري في صنعاء تحدثوا إلى (نيوزيمن)، فقد تلقوا رسائل خطية تطالبهم بالاسهام في الفعالية المرتقبة بتقديم مبالغ مالية ومواد غذائية ومشروبات للمشاركين في إحياء المناسبة الدينية.
وتزعم مليشيا الحوثي أنها بمثل هذه الفعاليات تدعو إلى "استلهام الدروس والعبر من السيرة النبوية والتمسك بأخلاق ونهج الرسول محمد (ص)"، لكنها في ذات الوقت تؤذي المواطنين وتثقل كاهلهم بفرض إتاوات مالية إضافية عليهم.
وفرضت مليشيا الحوثي على المحال التجارية في الاسواق والشوارع العامة تعليق يافطات قماشية وأخرى ضوئية (خضراء اللون) بامتداد واجهات محالهم التجارية والشوارع والارضفة المقابلة لهم.
وفي اجتماع رفيع رأسه القيادي الحوثي محمد علي الحوثي يوم السبت 2 أكتوبر الجاري، أقرت مليشيا الحوثي خصم قسط يوم واحد على كافة موظفي الخدمة المدنية لإنشاء ما قالت إنه "مستشفى أو مدينة طبية باسم الرسول الأعظم في أمانة العاصمة والمحافظات"، وذلك بالتزامن مع مناسبة المولد النبوي.
وفي الاجتماع اعتبر القيادي الحوثي شمس الدين شرف الدين، المولد النبوي "مناسبة عظيمة لشد الناس إلى أخلاق النبي والتعاليم الربانية التي حملها إلى العالمين"، زاعما "أن تعظيم الرسول الفعلي يكون بسلك مسلكه والتأسي بشمائله والتي تمثل علاجا لأي انحرافات"، حسب تعبيره.
ومنذ انقلاب مليشيا الحوثي عام 2014م، تحولت مناسبة المولد النبوي من مناسبة احتفائية مركزية روحانية في نفوس اليمنيين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إلى مظاهر نفاقية وأعباء مادية، وابتزاز التجار، وموسم سنوي للجبايات والاثراء لمشرفي الجماعة ونافذيها.
ويأتي هذا في ظل توقف صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سبتمبر/ ايلول 2016م، وارتفاع اسعار المواد الغذائية والادوية والمشتقات النفطية، وتدهور الأوضاع المعيشية وتفشى الأمراض والأوبئة وارتفاع معدلات الفقر إلى أرقام قياسية.