المبعوث الأممي في عدن.. دلالات وأهداف الزيارة
السياسية - Tuesday 05 October 2021 الساعة 09:29 pm
وصل إلى العاصمة عدن، صباح الثلاثاء، المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبيرغ، وعقد لقاءات مع قيادة المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية والسلطة المحلية في المحافظة.
وتأتي زيارة غروندبيرغ في إطار محاولات دولية للوصول إلى حل ينهي الصراع في البلاد.
وخلال لقائه مع قيادة المجلس الانتقالي أكد غروندبيرغ على ضرورة مشاركة المجلس في العملية السياسية الشاملة من خلال الترتيبات المتفق عليها، مشيراً إلى أهمية وسرعة تشكيل الوفد التفاوضي المشترك.
وقال رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز" ياسر اليافعي: زيارة المبعوث الدولي الجديد إلى عدن، والتي تعد الأولى، تأتي ضمن التحركات الدولية الأخيرة لإنهاء الحرب في اليمن، وبهدف التعجيل بتشكيل الفريق التفاوضي من طرفي الشرعية والانتقالي، ويؤكد ذلك قيام المبعوث الدولي بزيارة الرئيس عيدروس الزبيدي في مقر المجلس الانتقالي وحديثه حول هذا الموضوع.
وأشار اليافعي، في تصريحه لنيوزيمن، أن الزيارة تأتي أيضاً بعد عودة الهدوء إلى العاصمة عدن عقب الأحداث التي شهدتها مدينة كريتر، وتؤكد أن عدن بشكل كامل تحت سيطرة الانتقالي، حيث كان من المتوقع أن تظل كريتر بؤرة صراع تعرقل هذه الزيارة من خلال التظاهرات وأعمال الشغب التي شهدتها المدينة.
وأضاف اليافعي: "نعول على هذه الزيارة، وأن تكون نقطة تحول حقيقية في مسار مفاوضات الحل النهائي من خلال إشراك الجنوبيين في هذه المفاوضات، بحيث يكونون قوة فاعلة، عكس المفاوضات السابقة حيث لم يكن لهم حضور إلا ضمن الأحزاب اليمنية التي لا تمثل القضية الجنوبية".
واختتم "اليافعي"، أن الأيام القادمة ستكشف نتائج هذه الزيارة ومدى نجاح المبعوث الدولي في الانتقال من مرحلة الزيارات والجولات المكوكية إلى مرحلة العمل على الأرض لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة المواطن اليمني جنوباً وشمالاً.
ويرى الأكاديمي بجامعة عدن الدكتور محمد ناصر العولقي، أن دلالات لقاء عيدروس الزبيدي بالمندوب الأممي إلى اليمن ترتبط وثيقاً باللقاءات التي سيعقدها المندوب الأممي خلال زيارته لعدن ولقاءاته في الأيام القليلة القادمة في الداخل والخارج.
وأشار العولقي أنه إذا التقى المندوب الأممي بعد لقائه بالزبيدي بقيادات الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية الجنوبية والشمالية فسيكون الأمر ضمن مشاورات اعتيادية للمندوب الأممي مع مختلف فئات وشرائح المجتمع في اليمن شريطة أن تكون هذه اللقاءات بطلب منه وليس بطلب منهم، أما إذا لم يلتق بهم فإن هذه إشارة بأن الانتقالي قد أصبح على المستوى الدولي الأممي طرفا رئيسا من أطراف الصراع في اليمن كالشرعية والحوثي والتحالف العربي وإيران، ومشاركته في مفاوضات الحل النهائي كطرف يمثل الجنوب مسألة محسومة.
وقال الدكتور العولقي "كان على المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا بالهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي التابعة لرئاسة المجلس أن تنتهز هذا اللقاء وتدعو ممثلي وسائل الإعلام الجنوبية وصحفيين وإعلاميين جنوبيين ليكونوا عند بوابة خروج المبعوث الأممي بعد لقائه بالرئيس ويفاجئونه بعدد من الأسئلة حول الجنوب ومعاناة الجنوبيين وقضيتهم وقضايا أخرى ربما يتحرج الانتقالي من طرحها مباشرة عليه في اللقاءات الرسمية".
بدوره يرى العميد ثابت حسين صالح، أن أهداف وأبعاد زيارة المبعوث الأممي إلى عدن تأتي للتأكيد على أنه لا حل سياسي عادل وشامل بدون الجنوب ممثلاً بالمجلس الانتقالي.
كذلك دعم بقاء الحكومة في عدن للقيام بواجباتها واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، كما قال في تغريدته.
الناشط السياسي وضاح بن عطية، قال في تغريدة له عن الزيارة: زيارة المبعوث الدولي الخاص إلى عدن وتنقله وإجراؤه عددا من اللقاءات الهامة تبرهن بما لا شك فيه أن وزراء حزب الإصلاح وشركاءهم لا يريدون العودة إلى عدن، وهم من يقف وراء الفوضى المفتعلة، وهم من يقف وراء تعذيب الناس بقطع الخدمات، وعلى الرئيس هادي أن يقيلهم ويحيلهم للتحقيق.
وكشف الكاتب السياسي صلاح السقلدي، عن أمرين على الأقل يمكن استشرافهما من زيارة المبعوث الأممي إلى عدن ولقائه برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشار السقلدي أن الأمر الأول أن الوضع الأمني بالمدينة ليس بالصورة القاتمة الذي يبالغ كثيرا في تصويره بعض وسائل الإعلام - وان كان هذا الوضع فعلا ليس بالوضع المثالي، شأنه في ذلك شأن أوضاع كثير من المحافظات من تعز إلى مأرب إلى شبوة. فمسئول أممي بهذا الحجم لا يمكن له المخاطرة بحياته وفريقه إن كان ثمة شعور لديه بخطر حقيقي على حياتهم.
والأمر الثاني، وفقا للسقلدي، أن القضية الجنوبية باتت من الصعوبة بمكان تجاوزها دوليا واقليميا، فضلا عن محلي بأية مرحلة من مراحل التسويات السياسية المنتظرة.. فمن عدن غداة حرب 1994م الكارثية التي تم من خلالها الإجهاز على المشروع الوحدوي انطلقت الأزمة اليمنية التي تخلق في رحمها مولودها الشرعي، القضية الجنوبية، ومن عدن يجب أن تنطلق جهود رسم ملامح الحل السياسي للأزمة اليمنية والقضية الجنوبية حلا عادلا لا تكبحه خرافات مرجعيات مزعومة صارت عظاما نخرة، ولا تعيقه خزعبلات الثوابت الرثة التي طوتها المتغيرات على الأرض.