القائد طارق وصوابية الفكر والنهج الوطني للمقاومة
السياسية - Sunday 10 October 2021 الساعة 10:17 pm
لم يعد العميد طارق بنظري مجرد قائد عسكري منصور فقط ويحبه الناس، بل مؤسس فكرة جديدة، مفكر وسياسي، ملهم، ويخلو من (الأنا) تلك التي لدى سواه وتسببت بكل هذه الكوارث، روحه واسعة تملأ الآفاق وينبثق كمنجاة للناس، ككل الأرواح الكبيرة التي أخرجت البلدان والمجتمعات والقوميات عبر كل التاريخ.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينمهمة كل مفكر وفيلسوف وملهم ومصلح هي أن يلبس الناس روحه، أن يكتنزوا أفكاره، وهاكم، وأمامكم، ومعكم، أفكار، ورؤى، وفلسفة الطارق للمعركة، أليست هي من لمت الشمل وجنبت الجمهورية عنتريات الجهلة وحقنت دماء الإخوة ورسمت طريقاً جديداً للمقاتل والمواطن إلى النصر.
والنصر ليس أن تكسب جولات المعركة، وبالتأكيد نحن سوف نكسب، لكن النصر أن تكسب فكرك، وقضيتك، أن تحافظ على المٌثُل الكبرى والعالية، أن تربح قضيتك، وإذا خٌيِرت بين تحرير البلاد، كل البلاد، من الحوثي دون أن نحفظ قيمة البلد وأخلاق البلد، ومعنى ومبنى وسيرة البلد وصاحب البلد سوف أختار أن أبقى منهزماً بمبادئي.
تنهزم وتظل على مبدأ خير لك من أن تنتصر وتفقد القيمة والمبدأ، فالهزيمة الحقيقية أن تسقط من الداخل، من روحك، ولو أن روحك عظيمة وأنت وسط الزنازين تبقى ذلك العظيم، الملهم، من أن تكون في رأس البلاد مزداناً بالنصر وبلا أخلاق حياة وحكم فالناس سيقولون: زمن التافهين، تافه.
حسنا: قيمة المرء ما يحسن، والنصر يبدأ من روح الفرد، المقاتل، والمواطن، كلهم سواء.
ولقد تحدث العميد طارق بكلامه لوجهاء الوازعية في زيارته بجزئية مهمة يتجاهلها كل الناس، ولا يٌلقى لها بال، وهي المضمون الأسمى للمعركة.
ذكرني بالشهيد صالح ذات مرة وهو في جمع كبير من مؤيديه الذين هتفوا حبا به (بالروح بالدم نفديك يا علي)، فقاطعهم وقطع عليهم هتافهم صائحاً بيمنيته الظاهرة في سحنته وصوته (بالروح بالدم نفديك يا يمن، يا يمن، يا يمن، مش يا علي)، وهتف معهم ثلاثاً بالفداء لليمن، وتذكرت هذا المشهد من خطاب طارق لأبناء الوازعية وقوله لهم: نريد تفعيل كل فرد ليكون مقاومة وطنية.. ليس من أجلي.. بل من أجل البلد.
لا تقولوا: نحن تبع طارق.. بل نحن معا بمعركة واحدة.. نحن معكم (غرامة) لتحرير البلاد.
قال: يتحول كل فرد في موزع والوازعية وهو يعني أيضا في اليمن كله، إلى فرد مقاومة (لا تقولوش تبع طارق) كن فرد مقاومة لك لنفسك، قال لهم: أنا واحد منكم.
يريد القول: نحن شركاء بالمقاومة الوطنية، المقاومة الوطنية ليست مجرد انتساب لقوة حراس الجمهورية العسكرية، المقاومة الوطنية نهج وطني يكفي أن تسير وفق خطاها الصائبة، وتصبح أنت أيها الفرد كل المقاومة الوطنية، كل البلد.
أنت صحفي: كلمتك مقاومة.
أنت قبيلي: بندقيتك اللاهبة لأجل الكرامة مقاومة وطنية.
أنت فلاح: محراثك مقاومة.
أنت طالب: علمك مقاومة.
أنت مواطن: يعني أنت مقاومة وطنية..
هذه هي فحوى كلمته (حشد كل الطاقات)، وهي طاقات كل فرد جمهوري، ليست المعركة مناطة بأحد أو بفئة أو بمجرد جندي فقط بل بالجميع.
لم يتسن لأحد التحدث بجدية كهذه التي تحدث بها طارق في زياراته الأخيرة لموزع والوازعية، يفتح الباب للجميع لصنع مستقبل منصور بالناس.
لأول مرة من قيادات الحدث الحالي في هذه البلاد يصدر الكلام الذي أصدره طارق، يريد أن يصنع من كل شخص "طارق"، مهمته حياكة سجادة وطنية للجميع، رسم الطريق الجمهوري للمجتمع اليمني، به وبغيره، نجح أو فشل.
لم يظهر أي قائد يوجه الناس ويعيد لهم صوابهم: الناس الذين يرون قتال الحوثي في الساحل الغربي من أجل طارق أو مناً على طارق وكذلك في مأرب أو في تعز أو أي مكان، يمن الناس، غالب الناس، بنضالهم على قادة وقضية ويمن القادة بنضالهم على الأفراد والقضية، لكنه طارق؛ يفهم الناس أنه أنت القضية، تقاوم لأجل نفسك، وليس شرطاً أن تربح، ومتى كان للنضال من ثمن سوى الكرامة والحرية؟.
النضال ليس مجرد راتب، النضال أن تهب عمرك ودمك وتفدي بكل شيء بلدك.. النضال المرتبط براتب هو ليس نضالاً، من يأخذ من نفسه مقابل النجاة بنفسه؟
هل حدث وأن أخذت من جيبك ثمن عرقك من أجل نفسك؟
العرق والدم في المعركة ضد الكهنوت الحوثي هي أن تأخذ من نفسك لنفسك، لأجلك أنت، ولا يجب أن تكون تبعيا كي تصبح مقاومة وطنية، (لا نريد منكم أن تكونوا تبع طارق) يعني: من أتى لأجلي ربما يذهب ولكن من يشاركني المقاومة لأجل نفسه فلن يذهب، فلم يحدث أن خان المرء نفسه..
المقاومة إيمان.
المقاومة وجدان.
المقاومة فكرة.
المقاومة فعل.
المقاومة حالة.
المقاومة فداء.
تعالوا، هلموا، نتشارك هذا الطريق المجيد، بكل ما فيه، بكل مساوئه وحسناته، انتصاراته وخساراته، كل إنسان في روحه قائد يحتاج فقط لمن يلهمه.
مجرد قراءة بسيطة للفكرة والفعل المقاوم الذي يمتاز به العميد طارق محمد صالح.