توحيد القبائل.. سلاح شبوة لإنهاء هيمنة الإخوان والتصدي لزحف الحوثيين
الجنوب - Tuesday 09 November 2021 الساعة 03:28 pmيترقب أبناء شبوة بفارغ الصبر انعقاد اللقاء التشاوري الذي دعا له الزعيم القبلي الشيخ، عوض بن الوزير العولقي، سلطان العوالق في نصاب، على خلفية خيانة تسليم مديريات بيحان لميليشيا الحوثي الانقلابية دون قتال.
ومنذ عودة الشيخ، عوض الوزير العولقي، إلى مسقط رأسه في نصاب شبوة، الخميس الماضي، عقب غياب دام ست سنوات، لم يتوقف توافد القبائل للترحيب به والتأكيد على مشاركتهم في اللقاء الذي دعا إليه، في حين قدم له مسؤولون في القطاعات الخدمية بالمحافظة ملفات تكشف حجم الفساد الذي تمارسه سلطة الإخوان.
ويعوّل أبناء شبوة على هذا اللقاء لتوحيد القبائل وإعادة لُحمتها التي فرقتها سلطة الإخوان بقيادة المحافظ محمد صالح بن عديو، منذ سيطرتها على السلطة المحلية والعسكرية والأمنية في أغسطس 2019م.
ومنذ سيطرتها على السلطة في شبوة عملت سلطة الإخوان على تفريق القبائل وضرب بعضها عسكرياً تحت زعم فرض سلطة الدولة، واستخدمت القوة المفرطة للتنكيل بالعديد من القبائل كان آخرها تسيير حملة عسكرية ضد قبائل بلحارث في عسيلان على خلفية اعتصام سلمي نظمه أبناء القبيلة للمطالبة بحقوقهم من مبيعات المشتقات النفطية التي تستحوذ عليها سلطة بن عديو تحت زعم تنفيذ مشاريع خدمية وتنموية.
وعلى ما يبدو أن تحركات سلطة الإخوان التي طالت قوات التحالف العربي والنخبة الشبوانية في المحافظة، كان الهدف منها تمهيد الطريق للميليشيات الحوثية وتسهيل سيطرتها على المحافظة، وهو ما تأكد في سبتمبر الماضي عندما سلمت سلطة الإخوان أجزاء واسعة من مديريات بيحان لميليشيا الحوثي الانقلابية دون قتال في سبتمبر الماضي قبل أن تسحب قبل أيام آخر قواتها المتمركزة في مديرية الصفراء بعسيلان -إحدى مديريات بيحان- وتفتح الطريق أمام الميليشيات للتقدم أكثر.
وعبرت القبائل عن رفضها لهذا المخطط التآمري الذي يعتبر خيانة للشرعية والتحالف العربي وطعنة قاتلة لمقاومة مأرب كونه فتح البوابة الجنوبية أمام الميليشيات التي استطاعت خلال أسابيع إسقاط ثلاث مديريات في مأرب هي العبدية والجوبة وجبل مراد.
ونظمت القبائل اعتصاماً سلمياً مفتوحاً في رضوم لحشد المقاتلين واستعادة بيحان، لكن الميليشيات الإخوانية قمعت هذه التحركات واقتحمت المخيم وأزالته بعد إطلاق ميليشياتها الرصاص الحي على المعتصمين.
ولم تكتف سلطة الإخوان بقمع تلك التحركات، بل ذهبت إلى التآمر على التحالف العربي المتواجدة بالمحافظة والتي لجأت لها القبائل، وتقطعت لقواتها عبر ميليشياتها أكثر من مرة خلال تنقلها بين معسكر العلم وبلحاف، قبل أن تقوم مؤخراً بمهاجمة نهب معسكر العلم في مديرية جردان، عقب انسحاب قوات التحالف العربي بعد معلومات استخباراتية عن تنسيق حوثي - إخواني لمحاصرة المعسكر.
وتزامنت تحركات ميليشيا الإخوان في الداخل مع زحف ميليشيا الحوثي نحو مديرية مرخة السفلى حيث سيطرت على عقبة طفيل، فيما تواصل حشد عناصرها إلى بيحان، في حين انسحبت قوات الجيش الوطني الموالية لسلطة شبوة من آخر موقع لها في منطقة الصفراء بعسيلان -إحدى مديريات بيحان- فاتحة لها الطريق للوصول إلى عتق دون مقاومة.
ويرى سياسيون أن سلطة الإخوان تخشى من اتحاد قبائل شبوة، وهو ما دفعها لإرسال وفد يرحب بعودة الشيخ عوض العولقي يتقدمهم قائد ميليشياتها جحدل حنش وعدد من مستشاري المحافظ محمد صالح بن عديو والمسؤولين الموالين، لافتين إلى أن هذه الزيارة كان هدفها الاطلاع عن كثب على حجم التوافد القبلي إلى نصاب ومعرفة نوايا هذا الزعيم القبلي الذي استطاع جمع قبائل شبوة مرة أخرى.
قال النائب في البرلمان، الشيخ عوض بن الوزير العولقي، في أول تصريح له أمام وفود القبائل، إنه عاد إلى محافظة شبوة إيماناً منه أن من له قضية وطنية يجب أن يتواجد في الداخل للدفاع عنها وانتزاع حقه.
وأكد الشيخ العولقي، أنه واحد من أبناء شبوة، وسيلتزم بما يتم التوافق عليه في اللقاء التشاوري الذي دعا إلى عقده، لافتاً إلى أنه سيدعو كافة أبناء شبوة إلى لقاء موسع، وتشكيل لجنة تمثل أبناء المحافظة من بيحان إلى بلحاف.
وقال: "نحن نتكئ على قاعدة قبلية شعبية تاريخية، موجودة من قبل أن تخلق الأحزاب وتقوم الجمهوريات"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه عاد لخدمة شبوة ولا يمثل أحزاباً أو أشخاصاً.
وشكر دول التحالف العربي، على جهودها، واستضافتها لمسؤولي الشرعية، لكنه شدد على ضرورة تواجد المسؤولين داخل اليمن لخدمة القضية.