بمعركة تقودها الإمارات.. مسؤولون أمريكيون يدعمون خيار الحسم العسكري في اليمن

تقارير - Thursday 27 January 2022 الساعة 07:41 am
عدن، نيوزيمن:

قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن مليشيا الحوثي، تحاول تكبيد الإمارات تكاليف باهظة على خلفية انخراطها في المعركة باليمن، في الوقت الذي تحقق فيه القوات المتحالفة مع أبوظبي مكاسب في ساحة المعركة.

وذكر تحليل أعدته إلينا ديلوجر -"زميلة روبن فاميلي" في معهد واشنطن- أن استهداف الحوثيين مواقع مختلفة في الإمارات (بما فيها مطارا أبوظبي ودبي) بالعديد من الصواريخ والطائرات المسيرة، لا يعتبر حادثة مفاجئة، بل تصعيد، مشيرا إلى أن "جماعة الحوثيين صوّرت الحادثة على أنها رد على النشاط العسكري الأخير للجماعات المتحالفة مع الإمارات في مناطق رئيسية".

وأشار التحليل إلى أن ألوية العمالقة وتحت راية عملية جديدة للتحالف، طَرَدت الحوثيين من أجزاء مهمة من محافظة شبوة في الجنوب وبدأت معركتها لانتزاع أجزاء من مأرب أيضاً، التي لطالما حارب الحوثيون من أجل السيطرة عليها.

ورأى أن الانتكاسات الأخيرة التي تعرضوا لها (مليشيا الحوثي) -والتي يعزونها إلى انخراط الإمارات مجدداً في الحرب- ستجعل الاستيلاء على مأرب أكثر صعوبة.

ونقل معهد واشنطن عن مسؤولين أمريكيين بأن الإمارات تُكثف من جديد عملياتها الجوية ودعمها للقوات المناهضة للحوثيين مثل "ألوية العمالقة"، التي ساهمت في تأسيسها وتمويلها في البداية.

وأكد أن النجاح الذي حققته قوات العمالقة في ساحة المعركة قد أثار الحوثيين الذين اختاروا الانتقام مباشرة من الإمارات على أراضيها، على الأرجح في محاولة لإخراجها من القتال العسكري.

وقال إن السؤال الرئيسي هو كيف سترد الإمارات في اليمن؟ وهل ستواصل أبوظبي دعم حلفائها في اليمن للتصدي بالقوة للحوثيين، وربما حتى تزيد انخراطها في محاولة لاستعادة مأرب بالكامل؟ أو هل ستتراجع تماشياً مع السياسة الخارجية الأقل تدخلاً التي أخذت تعتمدها في الآونة الأخيرة؟

وفيما تساءل عما إذا كان لطهران أي دور أو علم بهذا الهجوم، اعتبر المعهد الأمريكي أن علاقة الإمارات مع إيران قد تخضع للاختبار أيضاً. فقد أجرى البلدان مفاوضات رفيعة المستوى خلال الأشهر القليلة الماضية بهدف تخفيف التوترات في المنطقة. 

وقد تصبح علاقة طهران الوثيقة مع الجماعة التي تشن حالياً وبصورة نشطة هجمات ضد الإمارات محورية في المحادثات الإيرانية-الإماراتية إذا ما استمرت، وفقا للتحليل.

الاعتبارات الأمريكية

وقال التحليل إن المسؤولين الأمريكيين يدرسون مسار الرحلة التي سلكتها الطائرات المسيرة والصواريخ المشتبه بها عن كثب، معتبرا أن واشنطن ستحقق في معرفة مكان انطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ، والمسافة التي قطعتها، وما إذا تمّ استخدام أي أنظمة دفاع جوي. 

ووفقاً لأحدث تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، والذي تمّ تسريبه على نطاق واسع، يزعم الحوثيون حالياً أنهم يملكون طائرات مسيرة متقدمة قادرة على قطع مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر، مما قد يضع مطار أبوظبي الدولي ضمن مرمى نقاط الإطلاق في صنعاء. ولكن توجيه ضربة دقيقة من هذه المسافة سيبقى صعباً.

واستطرد قائلا: "سيشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق بشكل خاص بشأن الهجوم على مطار أبوظبي -الذي يُعتبر مركز سفر دولي غالباً ما يسافر عبره الأمريكيون أو ينتقلون منه. وبعد أن زعم الحوثيون أنهم استهدفوا المطار بطائرة مسيرة في عام 2018، قد تكون طبيعة الهجوم الأخير مقلقة بما يكفي لاستئناف المناقشات الأمريكية الداخلية بشأن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية أو فرض عقوبات إضافية على أعضائها".

وفي غضون ذلك –يقول التحليل- قد يؤدي تكثيف النشاط العسكري للتحالف في اليمن إلى إحياء الجدل الدائر في واشنطن حول أفضل طريقة نحو المستقبل في هذا الصراع لحماية المصالح الأمريكية. وتعارض إدارة بايدن علناً العمليات الهجومية هناك، بما يتماشى مع وجهة نظر الأمم المتحدة. 


وأكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، "أن بعض المسؤولين والمحللين الأمريكيين خلصوا إلى أن الحوثيين لا يريدون التفاوض، ويعتبرون حتماً أن الخيار العسكري هو وسيلة لمنع اليمن من الوقوع تحت سيطرة الجماعة، ولا سيما إذا كانت الحملة المذكورة بقيادة الإمارات".