فرصة الشمال الأخيرة.. التحرر من الحوثي يبدأ بإصلاح عبث الشرعية

السياسية - Friday 28 January 2022 الساعة 04:10 pm
شبوة، نيوزيمن، خاص:

لم يتغير تعاطي قيادات الشرعية وتحديدا فريق الجنرال علي محسن مع المتغيرات التي حدثت وتشهدها جبهات شبوة ومأرب وقبل ذلك الساحل الغربي.

يقاتل الجنوبيون بعمالقتهم وإعلامهم والسياسيين وصولا إلى عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كل من موقعه في معركة مصيرية مع التحالف العربي، بينما تواصل قيادات جيش وأحزاب الشمال ذات السبات والقبول بالوضع الذي يفرضه علي محسن وإخوانه المسلمون.

قال الزبيدي إن المسؤولية لا تعفينا عن القتال مع التحالف لتحرير مناطق الشمال، بينما لم يصدر موقف واحد من حزب أو قوة سياسية من المحسوبة ضمن الشرعية تطالب بإنهاء فوضى استثمار الحرب لصالح مشاريع وأهداف صغيرة.

ماذا يريد الشمال وقوى الشرعية وهل ينتظرون أن يقاتل الجنوبيون لتحرير الشمال وهناك مناطق عسكرية كاملة وقوات عديدة تتبع الشرعية تتموضع في مناطق بعيدة عن مسرح العمليات وتنعم بالأمن والسكينة سواء في حضرموت أو المهرة أو طور الباحة أو الحجرية.

تغامر الإمارات وتعلن حربا مفتوحة ضد الحوثيين وتتلقى هجمات صاروخية حوثية إلى أرضها، بينما يتمسك علي محسن الأحمر بمنطقة عسكرية كاملة في سيؤن.. وقوات متعددة في شقرة أبين من أجل إبقاء مساحات نفوذ له في الجنوب بينما صنعاء بيد الحوثي ومأرب توشك أن تسقط.

وحدها قبائل مراد أصدرت بيانا يتيما أعلنت فيه موقفا بينما لم تحرك إصلاحات شبوة التي صنعت تحولات مهمة أيا من قوى الشرعية لإنهاء فوضى الهزائم التي يصنعها قادة النهب وضباط الغنائم في جيش المقدشي.

وفيما بدأ العمالقة حربهم وحرروا عسيلان وبيحان وعين وحريب مأرب وتجاوزوها.. لم يتجاوز جيش المقدشي البلق أو معسكر أم ريش وهي المساحة التي لو تحررت كان يمكن البناء على نتائجها أن هناك تغيرا في المعادلة.

الأحزاب والقوى الاجتماعية والقبلية المحسوبة على الشرعية والتي ترزح مناطقها تحت سيطرة الحوثيين مطالبة باقتناص الفرصة الأخيرة وفرض إصلاحات إدارية وسياسية يُبنى عليها تحول عسكري وتغيير في قيادات الجيش والمعركة.

ليس الحديث عن الشمال والجنوب هنا خطابا مناطقيا، بل دعوة صادقة لحماية الشمال وإنقاذه من الحوثيين وقبل ذلك من الإخوان وعلي محسن الأحمر، لأن المعطيات على الأرض كارثية حتى بعد وصول العمالقة إلى جنوب مأرب.

آخر كوارث الإخوان تمثلت في استعجال تكليف قيادة محلية لمديرية حريب، بل أكثر كارثية من ذلك إرسال وفد إلى العمالقة باسم حريب يتكون من ذات القيادة التي فرطت بحريب وسلمتها للحوثيين.

أين دور قيادات مأرب القبلية والعرادة وهل سيختفي العرادة ويظهر المقدشي وحين يكون الخطر جاثما يغادر المقدشي ويترك القبائل تواجه الحوثيين وتداعيات الهزيمة منفردة خصوصا وقد تحولت كثير من أسر جنوب مأرب إلى نازحين في المدينة؟.

ما لم تتحرك قوات الشرعية في حضرموت وأبين للمشاركة في القتال على جبهات مأرب والبيضاء، وما لم يتم إزاحة كل قيادات الهزيمة من مواقع القرار العسكري فإن الشمال سيخسر فرصة ذهبية لن يحصل عليها لاحقا وستكون مهمة قوات الجنوب من العمالقة وغيرها هو تأمين مناطق الجنوب على التماس فقط.