الذراع الحوثية لإيران وتهديد عصب الاقتصاد العالمي

تقارير - Saturday 26 March 2022 الساعة 07:09 am
صنعاء، نيوزيمن، محمد يحيى:

بعد رفضها مبادرة مجلس التعاون الخليجي للحوار، جاءت هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية باتجاه السعودية، لتعكس السلوك العدواني لذراع إيران في اليمن، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، وتحديها السافر للمجتمع الدولي.

وفي الوقت الذي تصبّ فيه الجهود والمواقف الدولية والإقليمية في اتجاه الحوار، وإيقاف الحرب في اليمن وتحقيق التسوية، جاء التصعيد الحوثي ليؤكد على نهج المليشيا الحوثية لخيار العنف، ورفضها لدعوات الحوار، ومنها دعوة مجلس التعاون الخليجي للحوار المقرر عقده أواخر الشهر الجاري بغرض الخروج بحل سياسي مشترك يضع حداً للحرب، وتهيئة الظروف الموضوعية لتسوية سياسية شاملة تضمن إنهاء الصراع في اليمن، وإنهاء الأزمة الإنسانية التي تسببت فيها المليشيا الانقلابية، وأدخلت البلاد في أزمات متلاحقة.

وتحاول مليشيا الحوثي الموالية لطهران من خلال تصعيد هجماتها على السعودية، التغطية على عجزها في مواجهة الغضب الشعبي في مناطق سيطرتها، والاحتقان الشديد والتذمر والاحتجاجات المناهضة للمليشيا، جراء تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وانهيار الخدمات وانعدام المشتقات النفطية، وتفشي الفساد والقمع والممارسات الإجرامية. 

بينما تواصل إيران تزويد ذراعها الإرهابية في اليمن، بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، والتي لا تستهدف فقط أمن السعودية واستقرار المنطقة، بل زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم والاقتصاد العالمي ككل، والإضرار بإمدادات الطاقة العالمية والتأثير على الاقتصاد العالمي والملاحة البحرية.

ووفقاً لمراقبين فإن هذا التصعيد لإيران وذراعها الحوثية باتجاه السعودية، يحتم على المجتمع الدولي أن يتعامل بمسؤولية لوقف هذه الأعمال الإرهابية والعدوانية، والتهديد المستمر للملاحة الدولية وإمدادات النفط والطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بردع مليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها، وإيقاف كل الجرائم التي تقوم بها المليشيا بحق الشعب اليمني ودول الجوار. 

ويؤكد محللون سياسيون على أن بيانات الإدانة والاستنكار ليست كافية ولن توقف خطر التهديدات "بعد أن أدرك العالم أن إيران وذراعها الحوثية هدفهم ضرب عصب الاقتصاد العالمي".

ونقل البيت الأبيض في بيان له عن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قوله، بأن مليشيا الحوثي تشن هجماتها باتجاه السعودية بتمكين من إيران، التي تزودهم بمكونات الصواريخ والطائرات المسيرة وبالتدريب وبالخبرة، واصفاً الهجمات الحوثية بأنها انتهاك لقرارات مجلس الأمن التي تحظر توريد الأسلحة إلى اليمن، مؤكداً أن واشنطن "ستواصل تقديم الدعم الكامل لشركائها في الدفاع عن أراضيهم" من هجمات الحوثيين، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يحذو حذو الولايات المتحدة في هذا الأمر.

واعتبر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية على السعودية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، مؤكداً أنها تدمر آفاق السلام والاستقرار الإقليمي وتضر بجهود الوساطة المستمرة لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن.

وفي موقف وصف بأنه لا يبدو جديا في ظل استمرار مليشيا الحوثي بتصعيد هجماتها باتجاه السعودية، أعلن الحوثيون (الإثنين) على لسان القيادي محمد عبدالسلام ترحيبهم بدعوة الأمم المتحدة إلى هدنة خلال شهر رمضان، حيث اعتبر القيادي الحوثي في تصريحات له دعوة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لهدنة إنسانية، بأنها "خطوة إيجابية".