الحوثيون والأمم المتحدة.. استمرار مسلسل التنازلات والنتائج صفر في الشمال

الجبهات - Friday 15 April 2022 الساعة 12:18 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تشير التقارير إلى أن العملية السياسية في اليمن تزداد تعقيدًا مع بلوغ الوضع الإنساني ذروته، نتيجة للتعنت الذي تبديه مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، أمام كل دعوات السلام الأممية والإقليمية والمحلية.

منذ تعيين جمال بن عمر في 2011 والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ 2012- 2014، ثم البريطاني مارتن غريفث في 16/فبراير/ 2018، وهانس غروندبرغ من السويد 2021 ومليشيا الحوثي تتجاهل كل دعوات السلام وما يمكن أن يفتح نافذة جديدة لمعترك ناجع.

فشل ذريع تَرافق مع كل المفاوضات، بما فيها ملفات المعتقلين والأسرى والمختطفين، وخزان صافر الذي يتهدد البيئة البحرية ما قد يخلف كارثة إنسانية غير محسوبة من كل الأطراف.

مراقبون يرون أن الحوثيين استطاعوا الخروج مع كل مبعوث أممي جديد، بمطالب جديدة غير المطروحة على طاولة المفاوضات، طيلة ثماني سنوات، ليس ذلك وحسب، بل إنه مع كل مبعوث يتم تعيينه تدير الجماعة ظهرها للحصول على مكاسب أخرى غير قابلة للنقاش.

فشلت الأمم المتحدة وقرارات المجتمع الدولي في إيقاف الهجمات على محافظة مأرب وتطويق المدينة من كل الجهات، الحال نفسه في جبهات الضالع ومحافظة الحديدة وتعز والبيضاء أدى ذلك إلى سقوط عشرات الضحايا من المواطنين.

استمر الحوثي في زراعة الألغام ولم يتوقف طيلة السنوات الماضية؛ جريمة تحتاج لوقفة مسؤولة، فالإحصائيات تشير لوجود مليوني لغم وعبوة ومقذوفات غير منفجرة، وهي كارثة تتهدد آلاف المواطنين مستقبلا.

ملف المعتقلين لا يزال يراوح مكانه رغم أنه يعني الحوثيين كثيرًا، من أجل استعادة مقاتليهم بعد العجز الواضح الذي تشهده الجبهات، مقابل مواطنين تم اختطافهم من منازلهم وعملهم أو أثناء سفرهم بين المحافظات.

السؤال الأهم، بماذا ستخرج مليشيا الحوثي، ذراع إيران، من مكاسب كبيرة كعادتها هذه المرة، عقب اللقاء الأخير بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ الذي غادر صنعاء، مساء أمس الأربعاء، بعد زيارة استمرت ليومين.

بمعنى آخر استطاع الحوثي ابتلاع صنعاء بعد أن كانت عاصمة للجميع، حوَّلها إلى مدينة مقفرة يتجول فيها مجموعة من المسلحين والمشرفين، بينما كان جمال بن عمر يشرف على أكبر عملية حوار بين أطراف يمنية في أروقة "موفنبيك" بصنعاء، والأمر يسري على بقية المبعوثين الذين عجزوا عن إلزام الحوثي حتى بالامتثال لاتفاقية واحدة.

تبعها الاستيلاء على معظم المحافظات ومهاجمة المنشآت وقطع الطرقات وتضييق الخناق على المواطنين في محافظات كالضالع والبيضاء وتعز ومارب والحديدة، ومع كل مفاوض أممي جديد يستولي على بقعة جديدة ويغلق الملفات القديمة في وجه الجميع.

في السياق ذاته، يرى مراقبون أن المشاورات الأخيرة في العاصمة الرياض والتي انبثق عنها تغيير في مؤسسات الرئاسة؛ بتعيين الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس الرئاسة بصلاحية مطلقة، ومعه سبعة أعضاء، أنها نقطة تحول في الصراع، ستنعش آمال الناس من جديد من خلال الاهتمام بالملف الاقتصادي والعسكري وتغيير منهجية التعامل مع المليشيا، فيما يرى آخرون أن هذه المتغيرات ستذهب باتجاه إيقاف الجبهات والتوجه نحو مفاوضات مطولة لا يعلم أحد كيف ستكون نهايتها.