شبح المجاعة يفتك بالثروة الحيوانية.. اتساع رقعة الجفاف في زمن الحوثي

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 14 June 2022 الساعة 03:57 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

على غير المعتاد قبيل عيد الأضحى من كل عام، هبطت أسعار الأغنام والماعز في ضواحي مدينة صنعاء إلى أدنى مستوى لها، في ظل استمرار حالة الجفاف وتأخر هطول الأمطار وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير يفوق القدرة الشرائية عند مربي الثروة الحيوانية في ريف صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

في سوق للمواشي بمدينة صنعاء اضطر صالح النهمي، مربي أغنام، يوم الاثنين 13 حزيران/ يونيو 2022م، لبيع 3 رؤوس أغنام بقيمة إجمالية 10 آلاف ريال فقط، لقد فعل ذلك بهدف شراء أعلاف في محاولة لإنقاذ بقية أغنامه من شبح المجاعة الذي بات يهدد الثروة الحيوانية في اليمن بشكل عام.

تراجعت مساحات الرعي بشكل لافت في مديريات محافظة صنعاء (أرياف صنعاء)، خلال السنوات القليلة الماضية، مثلما تراجعت المساحات الزراعية بواسطة آبار المياه والسدود والحواجز والغيول المائية، فالجرعات السعرية المتتالية لمادة الديزل اثقلت كاهل المزارعين وتسببت في عجزهم عن خلق مساحات خضراء جديدة منتجة للأعلاف.

وحسب مربي الأغنام -صالح النهمي- القادم من مديرية نهم شمال شرقي صنعاء- فإن إهمال السدود والحواجز المائية وعدم صيانتها أفقدها هي الأخرى فاعليتها في حفظ مياه الأمطار واستخدامها للري وقت الحاجة في أيام الجفاف هذه، والتي يؤكد النهمي -في العقد الخامس من العمر- أنه لم يشهد جفافا في عمره مثل هذه الأيام.

وإلى الغرب من مدينة صنعاء، حيث مديرية همدان، يروى سعد الفقيه، مزارع 48 عاماً، نفوق مئات الأغنام والماعز والدجاج بسبب سوء التغذية والجفاف وانعدام المرعى وغلاء الأعلاف، وانتشار أمراض قاتلة للثروة الحيوانية.

"كنا نتنقل بالأغنام والماعز أيام الجفاف إلى مناطق أخرى وقع فيها أمطار، هذا العام الكارثة منتشرة في جميع المناطق"، يشير سعد الفقيه بذلك إلى عدم جدوى الانتقال لرعي المواشي في مناطق أخرى كما اعتاد مربو الأغنام، وذلك بسبب انتشار الجفاف في تلك المناطق.

 والتحق الكثير من موظفي الدولة بالعمل في قطاعي الزراعة والرعي منذ مصادرة مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- مرتبات موظفي الدولة قبل نحو 6 سنوات، كما يعتمد سكان الكثير من المناطق الجبلية في اليمن على مهنتي الرعي والزراعة في حياتهم المعيشية.

ومنذ استيلائها على مؤسسات الدولة في أيلول/ سبتمبر 2014م، عمدت مليشيا الحوثي إلى نهب مخصصات مشاريع المياه والري ورعاية الثروة الحيوانية، والسطو على أصول مؤسسات المياه، ونهب مخصصات التشغيل والصيانة وقطع الغيار، كما فرضت إتاوات مالية باهظة على العاملين في  قطاعي الزراعة وتربية المواشي.

وتشير إحصائيات رسمية لوزارة الزراعة في صنعاء -التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي- إلى تراجع المساحات الزراعية المزروعة بالأعلاف من 150 ألف هكتار عام 2014م ،إلى 131 ألف هكتار عام 2018م.