كيف صوَّر وثائقي أوروبي مليشيا الحوثي؟ فيلم الصوت الواحد
السياسية - Thursday 16 June 2022 الساعة 04:42 pmالبعثة قامت بإنتاج الفيلم عن الشمال الواقع تحت سيطرة ذراع إيران، المفارقة أنها لم تذكر شيئاً عما يجري من قبل السلطات القائمة أو كيف بدأت المليشيا حربها على الجنوب والمواطن، وكيف اجتاحت صنعاء وغيرت شكل النظام لصالح المشروع الإيراني.
اكتفى التقرير بقوله، إن منطقة الشمال مغلقة ومحرمة أمام الصحفيين ولم يذكر الجهة التي أغلقتها، وكأن الحوثيين فاتحون أذرعهم لكل من يريد تغطية الأحداث.
إضافة إلى قولهم إن الحرب في اليمن قامت بدوافع سياسية واقتصادية، وحدد طرفها بالشرعية المدعومة من السعودية والإمارات، والحوثيين المدعومين من قبل إيران.
في التقرير أورد شهود عيان ممن يتبعون جماعة الحوثي، مصطلح الأصوليين أكثر من مرة، رجل الأعمال المتعاون مع المليشيا يحيى الحباري أحد هؤلاء، ما دفع بمعدي الفيلم إلى الدهشة بقوله "أكبر أعدائنا القاعدة وداعش لكن بالمقابل أكبر حلفائنا السعودية والإمارات، لكن المفاجأة أن الاثنين متفقان معا"، وهي تهمة خطيرة تنفي أي تطرف يقوم به الحوثيون وتدين أنظمة يفترض أنها تعمل ضد هؤلاء.
هذا الصورة مفادها أن الجميع يخشى الحوثي من صحفيين ومنظمات وأمم متحدة، أو أن هناك توجهاً تسير عليه هذه البعثات في تعاملها مع جماعة تفتك بشعب قوامه 20 مليون نسمة في الشمال. لدرجة أن عدداً من موظفي الإغاثة من الجنسين تعرضوا للضرب من قيادات ومشرفين حوثيين.
كأنه من إنتاج الإعلام الحربي
الفيلم من إعداد: غيوم داسكيه ونيكولا جيار، على الأرجح هما ألمانيان إلى جانب الحقوقي الفرنسي (جوزيف بريهان).
أحد الناشطين يقول: "تابعت الفيلم كاملاً، قلت في نفسي هذا من إنتاج الإعلام الحربي التابع لمليشيا الحوثي وليس لطاقم صحفي أجنبي أتى لتغطية وضع خطير يدعي الحياد والاحترافية".
منذ 2015 والمشهد لم يتغير، تجاوز الحوثيون كل الاتفاقيات والقرارات الأممية، والمرجعية الثلاث، وبدلاً من أن يتم إدانتهم زاد نفوذهم وتمسكت الجماعة بمسارات حددتها مسبقًا وترفض تغييرها حتى الساعة.
على هذا الأساس وتلك المعطيات يعتقد كثير من المراقبين أنه يتم إعداد التقارير الدورية عن الوضع منذ بداية الحرب، ثم تأتي الإحاطات في مجلس الأمن الدولي لتنقل نفس الصورة، وكأننا أمام سيناريو لا يرى إلا بعين واحدة.
في الفيلم الوثائقي "حرب اليمن - العالم يدير ظهره لأسوأ أزمة إنسانية".. وثائقية دي دبليو (D W) والذي استمر لقرابة 52 دقيقة، يقدم صورة أحادية لمجريات حرب بدأت أواخر العام 2014.
أعد الفيلم طاقم صحفيين وحقوقيين متمرسين وعلى مستوى عال من الحرفية واللغة التقريرية ومعهم (جوزيف بريهان) أحد الذين رفع دعاوى ضد التحالف في وقت سابق، حسب التقرير.
اللافت في التقرير التحيز طيلة التوثيق وعدم ذكر الجماعة ولو بجرم واحد، أظهر الفيلم جانبا مأساويا مما حدث طيلة 7 سنوات من الحرب، وتركز معظم الفيلم في صنعاء معقل مليشيا الحوثي التي تسيطر على معظم مناطق الشمال.
استعان الوثائقي بمسؤول شركة النفط المعين من قبل المليشيا عمار الأضرعي، الذي ظهر يشكو قلة تدفق النفط دون أن يتحدث من أين تأتي السوق السوداء التي أغرقوا بها الشمال وأين تذهب العائدات المالية دون أن يسلموا راتبا واحدًا للموظفين.
الصورة الوردية
يؤكد الكثير على أن صنعاء لم تنهزم رغم كل الذي تتعرض له من قبل مجموعة من المليشيا العقائدية، بالمقابل هذا لا يعني أبداً أن الصورة وردية كما أورد "يحيى سرور" مغرد شهير، أحد المشاركين في الحديث للوثائقي، بأن الأمور بخير والحركة موجودة والأمن والأمان والناس متماسكون ولا يوجد أي قلق.
شهادة تقوم على تزييف الواقع يقول محمد فرحان بعد سماعه للفيلم. وهو شاب ترك البلاد وهاجر إلى أوروبا قبل نصف عام هرباً من الواقع الذي فرضه الحوثي ليستقر به الحال في ألمانيا.
يضيف، هذه التقارير ترسم صورة وردية ومزيفة عن اليمن، هنا الكثير لا يصدقك وقت التحقيق معك عن دوافع الهجرة بسبب هؤلاء وتقاريرهم الخادعة، إنهم يصورون مناطق الشمال بصورة وردية.
الفيلم الذي بثته قناة (D W) قال الكثير عن التحالف في تقريره "حرب اليمن - العالم يدير ظهره لأسوأ أزمة إنسانية"، ولم يقل لنا شيئا عن الحوثي.
لا يوجد أي رد مماثل حول تغييب كثير من الحقائق وغياب الحيادية والمهنية، فقد صور الفيلم أن الصراع بين الحوثيين ومجموعة من الأصوليين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة وداعش، وأن صنعاء تواجه ثلاثة أشخاص: محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والرئيس هادي.
يحدث خلف الكواليس والأسوار جرائم لم يتوقف عندها الوثائقي؛ السجون السرية، على سبيل المثال، والاستماع إلى ما يجري فيها، الحديث عن ضحايا الألغام.
ثمة شوارع داخلية مليئة بالموت البطيئ، التعليم مدمر، الصحة منهارة والخدمات غائبة، آلاف الانتهاكات والتجاوزات والألغام، خزان صافر القنبلة الموقوتة، استغلال الناس والتلاعب بالمساعدات ونهب الأراضي... وغيره من العبث.