الحوثيون وملفات التفاوض.. التلاعب لكسب الوقت وترتيب الأوراق
السياسية - Friday 17 June 2022 الساعة 04:35 pmنجحت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، منذ بدأت الحرب قبل ثمانية أعوام، في تجزئة ملفات التفاوض دون الالتزام بأي منها.
ارتفعت شهية الجماعة في التمرد على كل الأطر والمعاهدات منذ اتفاق "السلم والشراكة" في 21 سبتمبر 2014 الذي قام على حل الخلاف بين المكونات السياسية ومليشيا الحوثي.
تبع ذلك الاتفاق السياسي الذي قام بين مكوني المؤتمر الشعبي وجماعة الحوثي العام 2016 عقب الغارات التي شنها التحالف العربي على اليمن.
بالإضافة إلى ذلك كله المرجعيات الثلاث: "مؤتمر الحوار الوطني"، "القرار 2216"، وقبلهما "المبادرة الخليجية" التي تم صياغتها عقب أحداث الربيع العربي 2011.
المفاوضات والمعتقلون
الأحداث التي جرت خلال اليومين الماضيين في أحد سجون مدينة رداع محافظة البيضاء، رسالة واضحة للأطراف المفاوضة عن حجم المعاناة التي لحقت بالمعتقلين في سجون المليشيا.
تفيد التقارير بأن هناك أكثر من 100 سجن غير معروف تستخدمهم المليشيا كسجون سرية من أجل التحقيق مع المعتقلين والمخفيين قسرياً ممن يتم اختطافهم بصورة مهينة من النقاط الأمنية المنتشرة في الطرقات أو من الشوارع.
ناهيك عن المباني غير المؤهلة بأبسط الخدمات، منها مدن الصالح السكنية أهمها منطقة الحوبان بتعز والتي تفتقر إلى أبسط الخدمات، وغيرها من الأماكن، كما أظهرت الصور من داخل سجن رداع المركزي.
وبحسب التقارير، فإن هذه المعتقلات تمتد من صعدة وعمران وصنعاء وذمار والحديدة والضالع إلى تعز وإب والبيضاء، ولا يمكن لأي منظمة أو جهة حقوقية زيارتها، الأمر الذي نتج عنه وفاة العديد من النزلاء، تحت التعذيب، أو لحرمانهم من الأدوية، غير الذين أنهوا حياتهم بالانتحار.
بالتوقف عند الهدنة التي مر عليها شهران سنجد كيف نجحت ذراع إيران في التخلص من جميع الملفات والاتفاقيات، واحدة بعد أخرى، والانتقال إلى ملف جديد وقضية مختلفة؛ دون حل القضايا السابقة، لتظل كل الملفات عالقة بتواطؤ واضح من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
الإحاطة الأخيرة
إحاطة المبعوث الأخيرة بمثابة مسرحية متكررة اعتاد على سماعها الجميع حيث غاب عنها الأهم كالعادة لا إدانة واضحة ولا نتائج باستثناء ما تم تنفيذه لصالح مليشيا الحوثي.
المبعوث اعتقد أنه ومنذ نيسان/ أبريل الماضي حتى اليوم حقق نجاحًا كبيرا وبحسب تعبيره: "هو أمر غير مسبوق خلال هذه الحرب، بل إنه أمر لم يكن يتصور حدوثه في بداية هذا العام".
تقييم جروندبرج لم يأت بجديد، هي مجرد انطباعات تقلل على المدى البعيد من أي رهانات للوصول إلى تسوية حقيقية في جميع الملفات، بما فيها فتح الطرقات أمام حركة المواطنين وتحديداً في تعز وملف المعتقلين.
في نظر الكثير أمر مخجل أن يذهب المبعوث الأممي إلى أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة قبل أن يخترق جدار المفاوضات بتنفيذ اتفاقية واحدة فيما تم طرحه ومَطالب اللجان المفاوضة عن حكومة الشرعية.
حتى إدانة الخروقات والتجاوزات التي بدأت مع بداية الهدنة لم تكن شفافة والتي خلفت عشرات الضحايا، عسكريين ومدنيين، من طرف الشرعية.