الحوثي يخترق "ماوية" حتى العظم ويجرفها بعيداً عن تعز
تقارير - Tuesday 26 July 2022 الساعة 08:18 amكثفت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، من عمليات التجنيد في مديرية ماوية محافظة تعز، الخاضعة لسيطرتها، بالتوازي مع تعزيز تغلغلها داخل المجتمع.
وقالت مصادر محلية، إن المليشيا الحوثية تنفذ عملية استقطاب وتجنيد واسعة لأطفال ومراهقين وشباب في "ماوية"، تمهيداً لنقلهم إلى معسكرات سرية في المحافظات الواقعة تحت نفوذها.
وبالتوازي تمارس مليشيا الحوثي، ضغوطاً متزايدة على المشايخ الموالين لها في المنطقة، للدفع بالمزيد من الأطفال والشباب للانخراط في صفوفها.
وطبقاً للمصادر، فإن الحوثيين جندوا أزيد من 200 طفل وشاب من مديرية "ماوية"، خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة فقط، ونقلوهم إلى معسكرات تدريب في محافظتي ذمار والحديدة.
وزجت مليشيا الحوثي بالعديد من المقاتلين الذين جندتهم في السنوات الماضية من "ماوية" في معاركها بمحافظات مأرب والحديدة وتعز، وقتل العشرات منهم في المعارك مع القوات الحكومية والقوات المشتركة.
تهديد خطير
يقول عمار عبد الكريم، وهو واحد من وجهاء المنطقة، في حديث خاص لـ"نيوزيمن"، إن مديرية ماوية واحدة من أكثر المناطق التي توغل الحوثيون في مجتمعها بقوة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن المليشيا فرضت أفكارها على المجتمع بشكل كبير.
ووصف عبدالكريم تغلغل الحوثيين في هذه المديرية التابعة لمحافظة تعز بأنه تهديد خطر للنسيج الاجتماعي، وللهوية الثقافية والفكرية لأهالي "ماوية"، مضيفا إن قيم وتقاليد المجتمع هناك فقدت تأثيرها أمام مشروع الحوثي وأن الدورات الحوثية الثقافية المذهبية والعسكرية كان لها آثارها في هذا التحول الخطير.
هيمنة ثقافة الموت
تحدث توفيق محمد، وهو من أبناء "ماوية" عن خطورة الواقع الذي فرضه الحوثيون في هذه المديرية، بما في ذلك انخراط العديد من أبناء المنطقة في صفوف المليشيا وتلقيهم الدورات الثقافية المذهبية.
واعتبر محمد في حديث لـ"نيوزيمن"، أن عملية التجنيد الواسعة في "ماوية" تظهر مدى فرض الحوثيين إرادتهم على المجتمع المحلي هناك، بتسهيل وتعاون من مشايخ المنطقة.
وقال: أصبحت ماوية ومع وجود مشايخ يتعاونون مع الحوثيين، مقابل مصالح شخصية تنهار أكثر، فالجماعة خلقت وجودا واسعا في الواقع الاجتماعي، واختار الكثير من الشباب الالتحاق في معسكراتها. وهذا خطر كبير".
انسياق مجتمعي وراء مشروع الحوثي
بدوره يقول هيثم علي الحاج، إن مديرية ماوية كانت ضحية لشبكة مصالح جعلتها تدفع ثمنا باهظا خاصة مع انخراط الكثير من المشايخ في العمل مع الحوثيين وخدمة مشروعهم الدخيل.
واتهم هيثم في حديثه لـ"نيوزيمن"، وجهاء المنطقة "بالتعاون مع الحوثيين في فرض أجندتهم والتأثير داخل المجتمع وتعميق اغتراب وضياع ماوية وشبابها".
وأضاف: عملية التثقيف والتوعية المضادة لتوجهات الحوثيين، تبدو منعدمة.. هناك تسيب كبير بين الناس وهناك من صار يعتقد أن الجماعة أكثر الفئات تحقيقا للعدالة، وهذا كذب.
وخلص هيثم إلى القول: التجنيد المستمر من قبل جماعة الحوثيين وتمددها داخل مجتمع ماوية موضوع بالغ الخطورة، لأن الحوثيين استطاعوا اختراق المجتمع والتأثير عليه وسلخه عن مجتمع تعز وصولا إلى اعتناق أفكارهم.