بعد أن عصفت الخلافات بأركانها.. التصفيات تنذر بتآكل المليشيا الكهنوتية
السياسية - Saturday 06 August 2022 الساعة 08:12 amتتواصل عمليات التصفيات البينية بين أقطاب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وهو ما ينبئ عن بدء التفكك والتفتت للتركيبة الداخلية للجماعة الانقلابية، إذ تشهد مناطق سيطرة المليشيا الكهنوتية، تصفيات بينية واغتيالات لقيادات حوثية كبيرة، بين فترات متقاربة، إضافة إلى الوفيات الغامضة، والتي تهدف إلى التخلص من المنافسين داخل المليشيا للاستفراد بالثروة والنفوذ.
والأربعاء توفي بشكل غامض القيادي الحوثي عبدالله يحيى زيد الحوثي، المعين في منصب رئيس ما تسمى بـ"هيئة التصالح والتسامح" التابعة للجماعة، ونائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة صنعاء.
قبل ذلك، أقدمت عناصر في المليشيا على تصفية القيادي يحيى عبدالرحمن المتوكل المكنى بـ"أبو حمزة المتوكل" ويحمل رتبة لواء، ويشغل منصب قائد فرع ما يسمى الأمن الوقائي والمخابرات التابع للمليشيا في محافظة الجوف، مع اثنين من مرافقيه، في منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، وتمت عملية تصفيتهم بطريقة احترافية ما يوحي بأن المنفذين لهم سابق في تنفيذ عمليات الاغتيال وتم التخطيط للعملية بشكل مسبق.
وسبق للمليشيا تصفية قيادات من بيت المتوكل أبرزهم الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، حيث يدور صراع خفي بين أجنحة المليشيا منذ انقلابهم على السلطة في 2014، إذ حصدت التصفيات والاغتيالات خلال الأعوام الماضية والتي نسبت لمسلحين مجهولين إضافة للوفيات الغامضة، عدداً كبيراً من قيادات المليشيا الحوثية، في إطار الصراعات البينية في صفوفها.
ووصلت التصفيات البينية إلى أسرة زعيم المليشيا بمصرع أخيه إبراهيم الحوثي، والذي جرى تصفيته في 2019 بشقته في منطقة حدة بصنعاء، مع آخرين برفقته بينهم قيادي بالجماعة يدعى أحمد حسين البدر، ويعد إبراهيم الحوثي الذراع اليمنى لأخيه زعيم المليشيا، وكان الممسك بالملف المالي للجماعة، كما كان على رأس المليشيا التي اقتحمت صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وقد ادعت المليشيا حينها أنها ألقت القبض على منفذي عملية اغتياله، والذين أسمتهم "أيادي الغدر والخيانة التابعة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي وأدواته"!!.
وحصدت الاغتيالات والوفيات الغامضة، قيادات كبيرة في صفوف المليشيا، من بينهم علي الكحلاني الدي عُثر على جثته في عمارة سكنية وسط صنعاء، وطه المداني الذي أعلن الحوثيون عن مصرعه بعد عام من اغتياله، وحسن زيد وزير الرياضة في حكومة الانقلاب، وعبدالحكيم الماوري وزير داخلية المليشيا السابق، وزكريا الشامي وزير النقل، ووالده يحيى الشامي مستشار المجلس الانقلابي للمليشيا، وعزيز الجرادي رئيس الأمن الوقائي الحوثي ، وسلطان زابن مدير البحث الجنائي في صنعاء.
كذلك عُثر على القيادي الحوثي علي المرتضى مذبوحا في منزله بصنعاء، وهو أحد قيادات المليشيا في وزارة الدفاع الحوثية وعضو اللجنة المختصة بشؤون التجنيد لدى الجماعة، ومن أهم المقربين من القيادي أبو علي الحاكم رئيس الاستخبارات العسكرية للمليشيا، ومقرب أيضا من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
وتزايدت بشكل لافت وتيرة الصراع بين قيادات مليشيا الحوثي الانقلابية، والتي بدأت تأخذ أشكالاً جديدة ومتعددة، وتدور أسبابها حول خلافات تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ في مناطق سيطرة المليشيا، واستخدمت "الهدايا المفخخة" كأحد الوسائل لتخلص القيادات الحوثية من بعضها، حيث لقي القيادي الحوثي علي الشرفي، مصرعه في منزله عند قيامه بفتح طرد أرسل إليه كهدية، عبارة عن حقيبة "ملازم" عنونت بـ"ملازم القسم الجهادي"، وانفجرت عند فتحه لها مما أدى إلى مقتله وانفصل رأسه عن جسده.
واعتمدت المليشيا الموالية لإيران أساليب عديدة في عمليات تصفية قياداتها الذين انتهت مهامهم، ومن بينها الاغتيالات المكشوفة التي تلقى فيها التهمة على مسلحين مجهولين، حيث تنامت ظاهرة التصفيات والاغتيالات الغامضة لقيادات كبيرة في الجماعة الإرهابية.