الإصلاح يحرك «كتائب السفه» للإساءة للعليمي

السياسية - Saturday 13 August 2022 الساعة 08:43 pm
عدن، نيوزيمن:

حتى وقت قريب ظل حزب الإصلاح الإخواني، يحابي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، إعلامياً، على أمل أن يكمل الأخير ما بدأه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، لجهة تكريس هيمنة التنظيم على مفاصل الحكومة الشرعية، وتركيز المناصب الحكومية الرئيسية بيد عناصرها.

بيد أن شيئا ما تغير في موقف وخطاب جماعة الإخوان من العليمي ومن مجلس القيادة الرئاسي بشكل عام، في غضون القرارات الأخيرة، التي صادق بها على قرار محافظ شبوة عوض بن الوزير، بإقالة قائد ما تسمى "قوات الأمن الخاصة"، العميد عبدربه لعكب، على خلفية التمرد المسلح.

فقبل إقالة "لعكب" وقيادات أمنية وعسكرية متمردة، كان كثيرون من عناصر الإخوان على منصات التواصل الاجتماعي، يحرصون على وضع "فخامة الرئيس" قبل اسم رشاد العليمي، غير أن "فخامة الرئيس" أصبح فجأة "خائنا وعميلا ودمية" في قاموس أعضاء حزب الإصلاح أنفسهم.

وقد كان قرار واحد اتخذه مجلس القيادة الرئاسي وفق القانون، ولم يرق لجماعة الإخوان (إقالة القيادات العسكرية والأمنية الإخوانية المتمردة في شبوة) سببا كافياً بنظرها لتحول موقفها من رئيس المجلس رشاد العليمي، بدرجة 160 درجة، وأيضا لتهوش ذبابها الإلكتروني لشن حملة شتم وقدح وصلت حد التجريح ضده، بعدما كانت تخلع عليه وصف "فخامة الرئيس".

ولم تقتصر حملة حزب الإصلاح الإخواني المسيئة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، على ناشطيه وذبابه الإلكتروني في منصات التواصل، إذ حرك ماكينته الإعلامية لمهاجمة الرئيس العليمي، وتوجيه سيلا من الاتهامات المضللة ضده.

ففي الوقت الذي وصفت فيه القيادية الإخوانية توكل كرمان، المقيمة في تركيا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بـ"الدنبوع الجديد"، واتهمته بالتبعية للمملكة العربية السعودية، على خلفية قرارات المجلس بشأن معالجة أسباب التمرد المسلح في شبوة، أعادت فضائيات إخوانية تمولها قطر وتبث من تركيا ترويج ذات المزاعم الزائفة، ونعتت العليمي بـ"الفاشل".

وبلغ تصعيد الإخوان ضد مجلس القيادة الرئاسي، ذروته، حين انزلق بعض من أعضاء حزب الإصلاح بمن فيهم "كرمان"، إلى إنكار شرعية المجلس، والتحريض ضده.

والجمعة، أصدر حزب الإصلاح الإخواني، بيانا، أقر فيه بضلوعه في التمرد المسلح والانقلاب في شبوة وشن هجوما حادا على المحافظ عوض بن الوزير وطالب بإقالته، وهدد بالانسحاب "من كافة المجالات"، بمعنى فض توافق مجلس القيادة الرئاسي.

إجماع سياسي ضد الإخوان 

في المقابل، اصطدمت الحملة ضد العليمي، بموجة من الدعم السياسي والعسكري والشعبي المساند للإصلاحات الرئاسية وأيضا لمحافظ شبوة عوض بن الوزير العولقي، إذ أجمعت القوى والأحزاب السياسية على رفض التفاف الإخوان على السلطة الشرعية واعتبرت تحركاتهم العسكرية تصعيدا خطيرا ضد مجلس القيادة الرئاسي.

ورفض الحزب الاشتراكي اليمني، في بيان رسمي أصدره يوم أمس (الجمعة)، كل الأعمال الخارجة عن سياق القانون والدستور، بينما أعلن تأييده ودعمه لكافة القرارات الصادرة من السلطة الشرعية الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وتجديد روح التوافق.

كما "رفض الالتفاف على سلطات الدولة المركزية والمحلية وأدان أي تحرك عسكري يضر بمصلحة واستقرار أمن البلاد والشحن الإعلامي". في إشارة إلى الحملة الإخوانية ضد مجلس القيادة ورئيسه رشاد العليمي.

وذكّر الحزب الاشتراكي تنظيم الإخوان بسلوكها السياسي منذ 1994 وحتى السابع من أبريل/نيسان 2022، مشيرا إلى أنها قدمت درسا بليغا على حالات إقصاء وتهميش الآخر والتنكر للوجود الفعلي.